لقاح العلوم لفيروس التطرف

  • 3/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي اختلطت أوراق الدين والسياسة، والسبب إقحام التطرف بتخطيط مكشوف للمتفحّص. لا أحد يصدّق أن الدين الإسلاميّ الذي أقام حضارة عظيمة، هو أداة تدميريّة تشويهيّة لذاته. لا بدّ من الوقاية الاستباقيّة حفاظاً على حياة الأجيال. لن تكون التوعية ناجحة ناجعة، إذا لم تتوافر التنمية الشاملة التي تطوّر المجتمعات، وتجعل الفرد متفرّغاً للعلوم والمعارف والفنون والإنتاج الإيجابيّ في جميع الميادين.تطوير مفاهيم الكلمات لتواكب العصر مهمّ. هل يُعقل أن نفهم المفردات ونعمل بمقتضاها، كما كانت الحياة قبل ألف سنة؟ معنى الكلمة مرتبط بظروف عصرها. خذ مثلاً الأعمال الصالحات، ضعها في نطاق القرن الثاني الهجريّ، وتأمّل دائرة تنفيذها، ثم ضعها في أيّامنا هذه، سترى عالماً مختلفاً في كل شيء: نحن في حاجة إلى فقه جديد وفكر دينيّ حديث وخطاب دينيّ مختلف عن الماضي.إذا كنا مؤمنين بالله حقّاً، وبأنه خالق كلّ شيء، فإن أدوات الخلق هي ما نسمّيه العلوم الحديثة، بالفيزياء والكيمياء والأحياء، والرياضيات في أساس كل ذلك، فكيف نخاف نتائج العلوم على الإيمان؟ هل نحن نؤمن بغير ما خلق الله به الكون؟ لماذا نظلم الفقهاء والمفسّرين القدامى بالإصرار على دقة ما قالوه في شأن الكون والخلق، وقد كانت اجتهاداتهم محصورة في علوم زمانهم، ونجعلها برهاناً على زيف نظريات علماء علوم الكون والأرض؟ هذه العلوم ليست حديثة على الإطلاق إلاّ من حيث الاكتشاف الذي يتقدم في كل ساعة ويوم، فهي مبرمجة في أساس الخلق، نحن جزء من تاريخ الكون، وإلاّ فمن أين هذه العناصر الكيميائية التي في أجسامنا؟ كيف صارت تلك العناصر تفكّر وتبحث وتصنع الخير والشرّ، تبدع وتخترع، وتصنع المستقبل في الحاضر، أو تتسمّر في الماضي وترفض العقل والعلم وطلب الحقيقة؟يجب فتح آفاق الخطاب الدينيّ على أن الإنسان ابن الكون، وليس ابن نشأة الحياة على الأرض فقط. هذه المسيرة الملياريّة من السنين، لا يمكن إدراك تطوّرها بغير مكاسب علوم زماننا التي ستمهّد لمواهب المزيد. تأمّل سين سوف المستقبليّة في «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» (فصّلت 53). في الآفاق (بالفيزياء الفلكيّة) وفي أنفسهم (بعلوم الأحياء وما إليها). «سنريهم» بنتائج البحث العلميّ غير المحدود زمنيّاً، ولكنّ نهايته هي جلاء الحق واليقين.لزوم ما يلزم: النتيجة العلميّة: التطرّف تربية متخلّفة قمعيّة، علاجها تحصين العقول بالعلوم، ونزاهة البحث العلميّ. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :