كشف وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية د. أحمد بلال عثمان، عن اتصالات ومشاورات واسعة تجري حالياً لتحديد جولة جديدة من المفاوضات مع الحركات التي تحمل السلاح في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، معتبراً أن الحكومة ردت على التحية التي بعثت بها الحركة الشعبية عبر إطلاق سراح ما لا يقل عن 135 أسيراً لديها بأحسن منها عبر قرار الرئيس عمر حسن أحمد البشير والقاضي بإسقاط عقوبة الإعدام عن 259 محكوماً، مقللاً في ذات الوقت من تقارير غربية تحدثت عن انتشار حركات إرهابية في إقليم دارفور، وأكد أن درافور والسودان عموماً لا توجد به تشكيلات لتنظيمات إرهابية. وقال بلال لـ«البيان» إن تنظيم «داعش» وغيره لا يشبه طبيعة السودانيين المسالمة وأن الذين ينتمون لهذه التنظيمات في الغالب درسوا خارج السودان أو تأثروا بمن درس هناك وهي حالات فردية لا ترقى لتشكيلات تنظيمية، معتبراً التقارير الإعلامية التي تحدثت عن وجود تنظيمات إرهابية في دارفور مجرد اتهامات كسابقاتها مثل استخدام الأسلحة الكيماوية الغرض منها تشويه صورة البلاد. تفنيد مشيراً إلى أن الأسرى الذين رفضت الحكومة استلامهم ضمن قائمة المفرج عنهم من قبل الحركة الشعبية هم أجانب وليسوا إرهابيين ولا علاقة لهم بـ«بوكوحرام» مثلما روج له وإنما هم مدنيون تم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الحركة الشعبية، مؤكداً أن الحكومة تسلمت 95 أسيراً ينتمون للقوات الحكومية بتشكيلاتها المختلفة من جيش وأمن وشرطة ودفاع شعبي وكذلك تسلمت مدنيين تم أسرهم من مناطق تعدين الذهب، وسخر بلال من أن السبعة أسرى الذين رفضت الحكومة استلامهم ينتمون لبوكوحرام وقال إن القوات المسلحة السودانية وبقية القوات النظامية غير محتاجة لقوة تقاتل معها وإنه على تاريخ الجيش السوداني لم يستعين بأجانب في حربه ضد التمردات التي تحدث، مشيراً إلى أن السبعة الذين أثير الحديث عنهم هم مدنيون أجانب يدخلون عادة للتنقيب العشوائي عن الذهب. تفاوضوكشف بلال عن اتصالات تجري حالياً لتحديد موعد لجولة تفاوض مقبلة مع الحركات المتمردة، مشيراً إلى أن الخرطوم تنتظر زيارة من المفترض أن يقوم بها رئيس الآلية المشتركة الوسيط الجنوب أفريقي ثامبو امبيكي خلال الفترة القليلة المقبلة، معتبراً أن إسقاط عقوبة الإعدام عن محكومين ينتمون للحركات المسلحة هو رد للتحية التي بعثت بها الحركة الشعبية عبر الإفراج عن الأسرى، ونوه بلال بأن الحكومة ملتزمة بخريطة الطريق التي طرحتها الآلية الأفريقية وتوقع بلال حال حدوث تقدم في الجولة المقبلة للمفاوضات من الممكن أن يصدر عفو يشمل بقية المحكومين بالإعدام مثل قادة الحركة الشعبية. علاقات توقع الناطق باسم الحكومة أن يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بحلول المهلة الزمنية التي وضعتها الإدارة الأميركية السابقة، وبشأن حظر دخول السودانيين إلى أميركا قال إن السودان ينظر لهذا الأمر باعتباره يشمل دولاً أخرى وأنه يكتفي بالمقاومة الكبيرة التي يقوم بها الشعب الأميركي نفسه لهذا القرار.
مشاركة :