أكدت «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إيه) أمس (الأربعاء) أن نشر موقع «ويكيليكس» وثائق تفصيلية عن آليات قرصنة المعدات الإلكترونية تضع العملاء الأميركيين في خطر وتساعد خصوم الولايات المتحدة. ورفضت الوكالة تأكيد الوثائق المنشورة التي تكشف تقنياتها في تحويل التلفزيونات والهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت. وأوضحت الناطقة باسم الوكالة هيذر فريتز هورنياك أن «على الرأي العام الأميركي أن يقلق حيال أي عملية نشر لويكيليكس، والتي تهدف إلى تقويض قدرة أجهزة الاستخبارات في حماية أميركا من الإرهابيين والخصوم الآخرين». وأكدت هورنياك أن لا حق لـ«وكالة الاستخبارات المركزية في القيام بعمليات مراقبة على الولايات المتحدة، بما في ذلك ضد أميركيين وهو ما لا تقوم به». وتابعت: «عمل سي آي إيه هو أن تكون مبتكرة وفي الطليعة وأن تكون في خط الدفاع الأول عن هذا البلد ضد أعدائنا في الخارج»، موضحةً أن «مهمة الوكالة تكمن في جمع المعلومات الاستخبارية في الخارج لحماية أميركا من الإرهابيين، والدول المعادية وغيرها من الخصوم». ونشر موقع «ويكيليكس» الثلثاء حوالى 9 آلاف وثيقة وصفها بأنها أضخم كمية من المواد الاستخباراتية السرية تبين أن وكالة (سي أي إيه) تستطيع تحويل جهاز التلفزيون المنزلي إلى جهاز تنصت وأن تخترق تطبيقات التشفير الشائعة وربما تتحكم في السيارات. وقال إن الوثائق تظهر أن الوكالة تنافس «وكالة الأمن الوطني» المتخصصة في جمع المعلومات الاستخباراتية في الحرب المعلوماتية، موضحاً أن مجموعة كبيرة من وثائق «سي آي إيه» تمثل «غالبية ترسانتها من القرصنة» سربت في أوساط الأمن المعلوماتي، وأنه تلقى ونشر جزءاً منها. وأفاد الموقع بأن «هذه المجموعة الاستثنائية التي تحتوي على أكثر من مئات الملايين من خطوط الشيفرات تمنح من يملكها قدرات القرصنة الكاملة التي تملكها سي آي إيه». وأضاف أن الوثائق تظهر أن «سي آي إيه» أنتجت أكثر من ألف نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج التي تستطيع اختراق الأجهزة الإلكترونية والتحكم بها». واستهدفت هذه الأنظمة «أنظمة هواتف آيفون والهواتف العاملة بتقنية أندرويد مثل الهواتف الشخصية التي لا يزال يستخدمها الرئيس الحالي دونالد ترامب، وبرامج مايكروسوفت المنتشرة وتلفزيونات سامسونغ الذكية التي يمكن تحويلها إلى مايكروفونات خفية»، بحسب «ويكيليكس». وجربت الوكالة قرصنة أنظمة التحكم الإلكترونية بالسيارات والشاحنات. وأكد الموقع أنه من خلال اختراق الهواتف الذكية تستطيع «سي آي إيه» الالتفاف على تقنيات التشفير لتطبيقات منتشرة مثل «واتساب وسيغنال وتلغرام وويبو وكونفايد من خلال جمع الاتصالات». وأضاف أن الوثائق المسربة تشير إلى أن «سي آي إيه لم تتحكم في شكل كاف في أدواتها الخاصة للمعلوماتية لدرجة أنها وقعت في أيدي قراصنة آخرين»، موضحاً أن وكالة الاستخبارات استخدمت القنصلية الأميركية في فرانكفورت قاعدة رئيسة للتسلل الإلكتروني. ومن جهته قال ناطق باسم «مكتب الادعاء الاتحادي» الألماني إن المكتب سيفحص بعناية شديدة مجموعة الوثائق المتعلقة بـ «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» ويبدأ تحقيقاً إذا رصد مؤشرات ملموسة على مخالفات. وأضاف: «سنفتح تحقيقاً إذا رصدنا دليلاً على عمل إجرامي ملموس أو متهمين بعينهم». وذكر ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية أن برلين على اتصال وثيق مع واشنطن بما يتعلق بهذه القضايا في العموم.
مشاركة :