أعلنت السلطات البلجيكية عن اعتقال شابة تبلغ من العمر 24 عاما، على خلفية الاشتباه في تورطها بتقديم المساعدة لأشخاص كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي إن اعتقال السيدة ليست له علاقة بالتحقيقات الجارية في ملف تفجيرات بروكسل التي وقعت في مارس (آذار) من العام الماضي. وقال المكتب إنه جرت عملية مداهمة مساء أول من أمس في منطقة شرق «فلاندرا» بناء على أمر من قاضي تحقيقات متخصص في الإرهاب، ولم تسفر عملية المداهمة عن العثور على متفجرات أو أسلحة، وجرى اعتقال سيدة تدعى موللي (24 عاما) من مدينة ويفلغيم التابعة لشرق فلاندرا وتحمل الجنسية البلجيكية. وأشار مكتب التحقيقات البلجيكي إلى أن التحريات أشارت إلى احتمال تورط السيدة في تقديم المساعدة لأشخاص كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا، وعلى ذلك قرر قاضي التحقيق اعتقال السيدة على خلفية اتهام يتعلق بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية. وقبل أيام قليلة، قامت الشرطة البلجيكية بحملة مداهمات جديدة شملت مدينتي بروكسل ونايفيل، في إطار التحقيقات بشأن ملف يتعلق بأنشطة إرهابية، وذلك حسبما نقلت وسائل إعلام عن مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي الذي أضاف أن المداهمات جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولم يتم اعتقال أي شخص، ولكن جرى اصطحاب عدد من الأشخاص للاستماع إلى أقوالهم قبل أن يتم إطلاق سراحهم، كما لم يتم العثور على أي أسلحة أو متفجرات أثناء عمليات المداهمة. ونوهت المصادر نفسها بأن المداهمات التي جرت بعيدة عن التحقيقات التي تتعلق بتفجيرات باريس. من جهة ثانية، وبالتزامن مع الاستعدادات لإحياء ذكرى تفجيرات بروكسل التي وقعت في مارس من العام الماضي وخلفت 32 قتيلا وأكثر من 300 من المصابين، تستضيف العاصمة البلجيكية «مهرجان السلام»، وهو مهرجان غنائي موسيقي تحضره شخصيات سياسية ودينية ونجوم مجتمع من كل أنحاء العالم لتوجيه رسالة بضرورة التعايش المشترك. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال فريد الصمدي، مسؤول التنظيم، إن أهداف المهرجان هي العمل على تقريب وجهات النظر بخصوص مبدأ التعايش بين مختلف مكونات المجتمع المدني ببلجيكا خصوصا، وأوروبا عامة، ونوه بأن عدة شخصيات سياسية ومن أحزاب مختلفة فضلا عن شخصيات دينية من أتباع الديانات المختلفة ستكون حاضرة للفعاليات. وعن توقيت «مهرجان السلام» الذي يتزامن هذه السنة مع ذكرى الأحداث الإرهابية الشرسة التي وقعت في بلجيكا، قال الصمدي إن مهرجان السلام خير جواب عن كل ما نسب إلى الإسلام من تهم، كالتطرف والإرهاب والانغلاق أمام الآخر، مشيرا إلى أن ما يميز رسالة «مهرجان السلام» أنها رسالة حب وئام وسلم وسلام منبثقة من قلب العاصمة الأوروبية. يأتي ذلك فيما تقوم شركات الحراسة الأمنية بالتوظيف باستمرار منذ عام. ومنذ هجمات 22 مارس الماضي، زاد الطلب على هذه الشركات. وكانت السنة حافلة بالنسبة لشركة «G4S» بالخصوص. وقالت وسائل إعلام في بروكسل أمس إنه منذ هجمات مارس الماضي، ارتفع الطلب على الحراس الأمنيين. وزاد التوظيف بنسبة 20 في المائة في القطاع. وهذا كبير للغاية. ويتم الطلب على شركات الحراسة الأمنية في مهام متباينة ومتنوعة للغاية، من مراقبة المطارات، إلى عمليات التفتيش بمداخل الأحداث الكبرى. وقال جان باول فيرمايت مدير شركة «جي فور إس» في تصريحات للتلفزيون البلجيكي «آر تي إل»: «وظفنا 1600 شخص. وهو أكثر من السنة التي مضت، والذي هو أيضا أكثر بكثير مما كنا نتوقعه بخصوص التوظيف في سنة 2017». وبالنسبة للشركة، أثبت الموظفون أنفسهم. يقول فرمايت: «إنه اختبار لمرونتنا. ورأينا أن الأمر يسير بشكل جيد. كما رأينا أيضا أن موظفينا على استعداد للقيام بالأفضل لخدمة زبائننا». غير أن الموظفين دفعوا أيضا الثمن غاليا. ويضيف: «هناك قبل وبعد الهجمات بالنسبة لموظفينا الذين كانوا قريبين من الهجمات. ولدينا بالفعل 70 موظفا قدموا بحق المساعدة للضحايا، وقلة قليلة من الناس غادروا شركتنا بسبب التأثير النفسي». وتعد شركة «جي فور إس» واحدة من عمالقة القطاع، حتى إنها شاركت بنشاط في استقبال اللاجئين من خلال مشروع «جي فور إس». وفي السنة الماضية، قامت بإدارة مركز به 750 طالب لجوء.
مشاركة :