تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى تفاقم العلاقات بين ألمانيا وتركيا؛ مشيرة إلى استبعاد انفراجها في المنظور القريب. جاء في مقال الصحيفة: في ذروة الأزمة الدورية في العلاقات بين ألمانيا وتركيا، من المقرر أن يلتقي اليوم 7 مارس/آذار الجاري في هامبورغ وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. ويُجرى هذا اللقاء على هامش اجتماع الجالية التركية في ألمانيا، الذي سيحضره الوزير التركي. فيما تفاقمت العلاقات بين أنقرة وبرلين جدا، حتى أن الحكومة الألمانية لا تخفي سعيها لزيادة برودتها. ترتبط سياسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حيال مسألة الهجرة كثيرا بالاتفاقات مع تركيا، وإن تفاقمها سيعقد حملتها الانتخابية. ففي يوم السبت، 05/03/2017، حاولت ميركل خلال ساعة كاملة إقناع رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم بعدم تصعيد التوتر. Reuters Fabrizio Bensch انغيلا ميركل بيد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه من اسطنبول في يوم الأحد التالي اتهامات شديدة إلى الحكومة الألمانية، حتى أنه قارنها بعهد النازية. وقد تسبب ذلك في إثارة غضب الدوائر السياسية في ألمانيا، ووصفها المتحدث باسم الحكومة الألمانية بالسخيفة. كما أثار اعتقال دنيز بوسيل، مراسل صحيفة "دي فيلت" البرلينية في تركيا، وإعلانه "عميلا لألمانيا"، سخط الجانب الألماني. Reuters Umit Bektas رجب طيب أردوغان ويعود سبب تفاقم العلاقات بين البلدين إلى عدم سماح سلطات كولونيا ومدن أخرى لأعضاء الحكومة التركية بلقاء الجالية التركية في ألمانيا. ففي الأسبوع الماضي، مُنع وزير العدل التركي بكير بوزداغ وكذلك وزير الاقتصاد نهاد زيبقجي من لقاء الجالية التركية. وذلك على خلفية إجراء استفتاء عام مقرر في 16 إبريل/نيسان المقبل على الدستور التركي الجديد، الذي سيعزز صلاحيات رئيس الدولة، والكثيرون من الألمانيين يشعرون بأن هذه اللقاءات هي حملة انتخابية تركية داخل ألمانيا. أما بالنسبة إلى حزب أردوغان فهذه مسألة مهمة، لأن عدد أفراد الجالية التركية في ألمانيا، الذين يمتلكون حق التصويت، يتجاوزون 1.4 مليون شخص. غير أن نشاط هذا الوسط يسبب ازدواجية متناقضة، حيث يُعتقد أن "اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين" ذو علاقات وثيقة بحزب أردوغان، وأن بعض أئمة المساجد يدعون إلى دعمه، بل ويتجسسون على خصومه. من جانب آخر لم يعكس منع الوزراء الأتراك من لقاء الجالية التركية في ألمانيا القيم المثبتة على واجهة الديمقراطية والسياسة الألمانية. وقد نأت ميركل بنفسها عن هذه المشكلة بقولها إنها من صلاحيات السلطات المحلية. ولكن من الواضح أن برلين أعطت إشارة بذلك. ومع ذلك، فقد التقى زيبقجي في كولونيا الجالية التركية، وهذا يعني عدم وجود منع عام لاجتماع المسؤولين الأتراك بالجالية. ولا يلاحظ أي تهدئة في العلاقات حاليا بين البلدين. فبعض المعلقين الألمان يعتقدون أن أردوغان بحاجة إلى بعبع معاد لألمانيا لحفز الناخبين. فيما تسعى ميركل لتجنب الرد عليه تاركة المسألة لحاشيتها. وبالطبع، فإن غابرييل أيضا لن يتدخل في النقاش بصوت عال لأنه يرى هذا أمرا غير بناء. فقد دعا عشية لقائه نظيره التركي إلى عدم تقويض العلاقات بين ألمانيا وتركيا. ولكن، وأخذًا بالاعتبار التناقضات العديدة، التي تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية، فإن الصحف الألمانية لا تتوقع انفراجا للأزمة.
مشاركة :