أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي «وجوب» أن يكون الرئيس المقبل مقبولاً من الجميع، ولكن هذا لا يعني أن يكون ضعيفاً». وكان الراعي زار قبل ظهر امس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية يرافقه المطرانان يوسف صياح وسمير مظلوم، ثم عقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي. وقال بعد اللقاء: «في طريقنا إلى روما كان من الضروري أن نزور الرئيس بري، وكنا دائماً على اتصال، خصوصاً بعد الجلسة التي دعا إليها، والتي أعطت ما أعطت أمس. ورأى البعض أنها إيجابية والبعض الآخر وجدها سلبية. لكن المهم هو أن نشكر الرئيس بري على الدعوة إلى الجلسة، لأننا مؤمنون جميعاً معه بأننا في بلد ديمـــوقراطي ومن الضروري أن تستمر الجلسات الانتخابية للوصول بالتشاور وبالاقتراع لإيجاد الرئيس المناسب للبنان في هذه الظروف الراهنة». ونوه «بكل المجهود الذي يبذله رئيس المجلس بالتعاون مع الجميع. ودعاؤنا، وهذه أمنية الرئيس بري، أن يكون النصاب مؤمناً الأسبوع المقبل، وأن يكون موجوداً أيضاً في كل جلسة يدعو إليها، لكي يلتقي النواب فعلاً بمسؤولية وبجدية ويقترعوا لانتخاب الرئيس، وان تكون الفترات بين الجلسة والأخرى للتشاور. وجميعنا يعرف أن الرئيس في لبنان هو رئيس الجميع، لذلك يجب أن يكون رئيــساً مقبولاً من الجميع، ولا يعـــني هذا، كما يقول البعض أنه ضعيف، القوة هو أن يكون الإنسان مقبولاً من الجميع، فهذه قوة، لأننا في حاجة كبيرة في لبنان للملمة الشمل، وأن يكون لدينا رئيس يطل دولياً وعربياً أيضاً. وبعد جلسة أمس ونتائجها وما سمعـــته عبر الإعلام، ازددت يقيناً بضرورة العمل من أجل الشركة والمحبة، لبنان بحاجة إلى ذلك لأن ليس كل مرة وكل حدث علينا أن نجرح ونهين بعضنا». وعما إذا كان سيدعو إلى قمة روحية للضغط على السياسيين لتأمين النصاب في الجلسة المقبلة، أجاب: «كلا، ليس ضرورياً، فهذا واجب ضميري على النواب. النائب موكل من الشعب وموكل لانتخاب رئيس، ولا يستطيع أن يستعمل الوكالة كأنها ملك خاص، لذلك لا داعي لأن أدعوهم، فهذا واجبهم الضميري أن يكونوا موجودين. عندما يقول الدستور إنه يجب أن يكون الثلثان في مثل هذه الجلسة، فهذا لا يعني أن تغيب. ليست «مرجلة» أن نكسر النصاب أو نغيب، هذا هو مفهومنا الكنسي، ولا داعي أبداً لأن نطلب من أحد أو نضغط عليه». وعن قول النواب الذين انسحبوا من الجلسة إنهم لن يحضروا قبل الاتفاق على رئيس توافقي. أجاب: «الرئيس بري هو الذي يعرف في هذا الأمر، وما نقوله إنه في كل مكان يحصل ذلك، نتشاور ونحضر ونقترع فإما ينتخب أو لا ينتخب، من المفروض هذا الأسبوع أن يكون للتشاور وأن يحضر يوم الأربعاء المقبل الجميع، أما انتخاب رئيس أو لا في تلك الجلسة فهو موضوع آخر، وهو يتم بالاقتراع». وعما إذا كان متخوفاً من الفراغ في ظل هذا الانقسام لا سيما الانقســام المسيحي، أجاب: «كلا، نحن نقول ونريد دائماً أن يكون اللبنانيون مسؤولين ويعرفوا كيف يختارون رئيسهم، والتشاور يشمل الجميع، ونحن ننتمي إلى الأســـرة العربية وإلى الأسرة الدولية ونتشاور معهم، ليس بمن يفرضونه علينا، بل بمن نحن نفكر به، ولكن في النتيجة على اللبنانيين أن يستعيدوا فعلاً بحكم الديموقراطية وينتخبوا رئيسهم». وأمل في أن «يحضر النواب بروح المسؤولية ويتأمن النصاب وأن يقترعوا ويتداولوا ولكن المهم أنهم مجبرون على المجيء بحكم الضمير». وفي تصريح له من المطار، أشار الراعي إلى أن «لبنان بحاجة إلى رئيس يلم الشمل»، مؤكدا وجوب الانتهاء من الانشطارات الكبيرة والنزاعات. ونريد رئيسا يفرض نفسه بمهاراته وأخلاقياته ويستطيع فعلاً أن يجمع». وزاد: «نقول دائماً إنه عندما يُنتخب الرئيس لا نسميه تسووياً بل يكون انتُخب من كل المجلس. كنت أتمنى لو استمرت جلسة الانتخاب امس، كان المفروض أن تكون الجلسة أفضل مما حصل واعتبرها نقطة سلبية بعدم عقد جلسة ثانية. لا يجوز ألا يكون هناك نصاب ولا يجب أن يتكرر في الجلسة المقبلة». ووجه اللوم إلى الكتل النيابية، «وكأنهم تفاجأوا بأن سدة الرئاسة باتت فارغة، كان لديهم 6 سنين ليروا ماذا فعل كل شخص». لبنانالحكومة اللبنانية
مشاركة :