واشنطن تقر بمقتل مدنيين في عملية موضع جدل نفذت في اليمن

  • 3/10/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القوات الأميركية تعترف بفشل خطتها لضرب القاعدة في اليمن والتي تسببت بمقتل مدنيين من بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة.العرب  [نُشر في 2017/03/10]البيت الأبيض رفض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب العملية واشنطن- أقر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل بأن عملية موضع جدل نفذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية ضد تنظيم القاعدة في اليمن في 29 يناير تسببت بمقتل "4 إلى 12" مدنيا. وقال الجنرال فوتيل أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن القوات الأميركية "تقبل بتحمل المسؤولية" في مقتل "4 إلى 12" مدنيا في العملية. لكن القائد العسكري أكد في المقابل أن العملية ضد الجهاديين أتاحت الحصول على "معلومات مفيدة". وأضاف أن التحقيق الذي فتح بعد العملية لم يكشف عن أي "قصور" أو "قرارات سيئة" أو "خطأ في التقدير" من جانب العسكريين. وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية (نيفي سيلز) نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعا فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. غير أنها لم تجر طبقا للخطة فتسببت العملية بمقتل مدنيين من سكان البلدة بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات أو مروحيات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة. وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين اوينز (36 عاما) وجرح ثلاثة جنود اميركيين آخرين في اشتباكات عنيفة. كما خسرت القوات الأميركية طائرة مروحية من طراز "في 22 أوسبري" إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضا. ورفض البيت الأبيض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب العملية، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة إهانة لذكرى الجندي الذي قتل فيها. وكثفت الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر الغارات الجوية على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويبدو أن وتيرتها تضاعفت منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة. وقتل ما لا يقل عن 22 مقاتلا يعتقد أنهم من فرع القاعدة اليمني منذ 2 مارس في هذه الضربات. واستفاد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من الحرب والفوضى لتعزيز مواقعهما في جنوب وجنوب شرق اليمن. وانتقدت مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) التي تحلل النزاعات في العالم مؤخرا هذه الضربات والعملية الأميركية في 29 يناير. وحذرت بأن جهود مكافحة الجهاديين "ستقوض في حال أقدمت بلدان كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم الدولة الإسلامية، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين". وأدت العملية العسكرية الأولى التي أجازتها الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في الشرق الأوسط واستهدفت تنظيم القاعدة في اليمن، إلى مقتل مدنيين بينهم أطفال وجندي أميركي. وأقرت القيادة المركزية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط في اليوم نفسه الذي نفذت فيه العملية بأن القوات الأميركية الخاصة نفذت عملية في يكلأ بوسط اليمن أسفرت "على الأرجح" عن مقتل مدنيين بينهم أطفال. وتوجه الرئيس الأميركي خلال اليوم الثاني من العملية الى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير (شرق) لاستقبال جثمان وليام "راين" اوينز (36 عاما)، أحد عناصر قوات النخبة في سلاح مشاة البحرية الذي قتل في العملية. وتمت العملية بعد أسبوع على تولي ترامب مهامه الرئاسية، وكانت الأولى التي تحصل على ضوء أخضر من الرئيس الجديد في إطار تعزيز مكافحة التطرف الإسلامي. وشدد البنتاغون على ان العملية كان يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة وبموافقة من ادارة باراك اوباما، إلا أن "أسبابا عملانية" حالت دون تنفيذها قبل أسبوعين عندما كان الرئيس السابق باراك أوباما لا يزال في منصبه. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أقر بأنه لا يمكن اعتبار ان العملية "نجحت 100%" بسبب مقتل الجندي الأميركي، لكنها أتاحت الحصول على "كمية هائلة" من المعلومات حول تنظيم القاعدة. وأعلن البنتاغون مقتل 14 مقاتلا من القاعدة. وقالت القيادة المركزية في بيان إن "مدنيين قتلوا على الأرجح في تبادل إطلاق نار خلال عملية عسكرية في اليمن في 29 يناير وان بينهم أطفالا على ما يبدو". ويبدو أن الضحايا المدنيين قتلوا عندما تدخلت طائرة أميركية لمساعدة القوة الخاصة التي نفذت العملية العسكرية عند الفجر. وتابع بيان القيادة المركزية أن الجنود الأميركيين الذين كان من المفترض أن ينفذوا العملية بشكل مباغت فجرا "تعرضوا لإطلاق النار من كل جانب بما في ذلك منازل ومبان مجاورة". وتابعت ان العملية "معقدة" وشملت أسلحة نارية صغيرة وقنابل يدوية ونيرانا جوية من مسافة قريبة من طائرات او مروحيات اميركية. وكان الهدف من العملية جمع معلومات استخباراتية خصوصا من خلال ضبط أجهزة كمبيوتر ومعدات الكترونية للتنظيم الذي تعتبره الولايات المتحدة الفرع الأكثر خطورة للتنظيم الجهادي.

مشاركة :