صنعاء: «الشرق الأوسط» سيطر مسلحون من «القاعدة» بالقوة على مستشفى ومستوصفين في جنوب اليمن لمعالجة العشرات من جرحى التنظيم الذين أصيبوا في الغارات الأخيرة التي استهدفت مراكز للتدريب حسبما أفادت مصادر طبية أمس. وبحسب هذه المصادر، فإن مقاتلي «القاعدة» اقتحموا الأحد مستشفى مدينة عزان في محافظة شبوة الجنوبية إضافة إلى مستوصفين في بلدتين مجاورتين. وذكرت هذه المصادر أن أطباء من تنظيم القاعدة نفسه قاموا بمعالجة الجرحى قبل أن يغادر الجميع في اليوم التالي. وقال طبيب من مستوصف بلدة الصعيد «لقد أجبرونا على مغادرة المستوصف مع باقي أفراد الطاقم الطبي وأدخلوا مرضاهم». وبحسب السلطات، فإن 62 مسلحا من «القاعدة» على الأقل قتلوا في سلسلة من الضربات التي نفذت في إطار عملية أميركية يمنية مشتركة ضد «القاعدة» اعتبارا من نهاية الأسبوع الماضي، وذلك للحؤول دون تنفيذ التنظيم المتطرف هجمات جديدة. واستهدفت الضربة الأكبر معسكرا للتدريب تابعا لـ«القاعدة» يوم الأحد في منطقة جبلية في محافظة أبين، على الحدود مع شبوة، ما أسفر عن 55 قتيلا بينهم ثلاثة قادة محليين في التنظيم وعدد من المقاتلين العرب والأجانب بحسب وزارة الداخلية اليمنية. وفي أعقاب هذه الضربات، وصل مسلحو «القاعدة» بسيارات بيك أب إلى المؤسسات الطبية الثلاث وأدخلوا جرحاهم وتمت معالجتهم طوال ليلة كاملة بحسب المصادر الطبية. وقال الطبيب «كان برفقة عناصر القاعدة عدة أطباء بينهم عرب وأجانب». وذكرت المصادر الطبية أن بعض المرضى في مستشفى عزان أمضوا ليلة جنبا إلى جنب مع جرحى «القاعدة». واستفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية ومن حركة التمرد الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011 لتعزيز نفوذه في جنوب وشرق اليمن. في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع اليمنية إن خبيرا أجنبيا قتل مسلحين حاولا اختطافه عصر أمس بالعاصمة اليمنية صنعاء، فيما نفت السفارة الروسية أن يكون الخبير الأجنبي من مواطنيها. وذكرت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني أن مسلحين قبليين، قتلا برصاص الخبير الأجنبي، بعد محاولة فاشلة لاختطافه من أحد الشوارع الراقية بصنعاء، حيث تمكن الخبير الأجنبي من مقاومة الخاطفين، وتمكن من إطلاق الرصاص عليهما من مسدس كان يحمله، وشوهدت سيارة من دون لوحة معدنية تفر من مكان الحادثة على متنها مسلحون كانوا ينتظرون القتيلين. وتعد هذه هي الحادثة الأولى التي يقتل فيها أجنبي مختطفيه، إذ كانت جميع عمليات الاختطاف السابقة تنتهي إما بمقتل الأجنبي أو اختطافه إلى جهة مجهولة. ونفى مصدر رفيع بالسفارة الروسي أن يكون الخبير الأجنبي من روسيا، مؤكدا أن «الأجنبي ليس من روسيا أو من أي دولة في الاتحاد السوفياتي سابقا»، بينما أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن الخبير الأجنبي يحمل الجنسية الأوروبية. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المعلومات المتوفرة لديهم أنه من دولة أوروبية، لكن الأجهزة الأمنية لا تزال تحقق في الحادثة. وشهدت اليمن خلال العامين الماضيين، تنامي ظاهرة اختطاف الأجانب من قبل مسلحي القبائل أو تنظيم القاعدة، للمطالبة بإطلاق سراح مسجونين أو طلب فدية مالية. ويبلغ عدد الأجانب المختطفين لدى جماعات قبلية، أو تنظيم القاعدة، سبعة أشخاص، دبلوماسي سعودي، ودبلوماسي إيراني، وألماني، وبريطاني، وصحافي أميركي، ومواطن جنوب أفريقي، وموظف أممي من سيراليون. وكانت السلطات تمكنت من إطلاق سراح طبيب أوزبكي، الأسبوع الماضي، بعد خمسة أيام من اختطافه من قبل مسلحين في محافظة مأرب. وفي السياق، أطلقت اليونيسيف في اليمن، نداء إنسانيا، لإطلاق سراح موظف يعمل لديها، تم اختطافه، قبل 200 يوم. وأوضحت المنظمة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «المهندس جيمس كونراد ماساكوي اختفى في صنعاء يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول)،2011 ولم يُسمع منه خبر منذ ذلك الحين». وعبرت المنظمة عن «قلقها على سلامة وصحة المهندس جيمس، في ظل هذا الانقطاع الطويل عن عائلته التي تفتقده بشده»، مشيرة إلى أن جيمس، من دولة سيراليون في غرب أفريقيا، ويعمل موظفا في قسم المياه والإصحاح البيئي في منظمة اليونيسيف، وكانت مهمته مساعدة أطفال اليمن للحصول على المياه النظيفة. ودعت اليونيسيف، «كل من لديه معلومات عنه للتواصل معها لضمان إطلاق سراحه فورا ومن دون أي أذى». من جهة ثانية اعتذر وزيرا الداخلية والدفاع، عن حضور جلسة مجلس النواب «البرلمان» يوم أمس، حيث كان مقررا حضورهما لمناقشة الغارات التي تقوم بها الطائرات الأميركية من دون طيار (درون)، إلى جانب مقتل مدنيين. وقدم الوزيران رسالة اعتذار لانشغالهما بمهام أمنية عاجلة، وطلبا من البرلمان عقد جلسة مغلقة الخميس المقبل.
مشاركة :