وصف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" بأنه يعد نافذة تتيح لزواره رؤية بلد صديق له تاريخه العريق وحاضره الزاهر ومهد للإسلام الذي يتجه إلى مقدساته أكثر من بليون مسلم في أنحاء العالم. وقال الأمير سلطان خلال افتتاحه المعرض أول من أمس في محطته الرابعة بالولايات المتحدة الأميركية، الذي يستضيفه متحف "نيلسون - أتكينز للفنون" في مدينة كانساس بولاية ميسوري الأميركية، برفقة عمدة كانساس سيتي سلاي جيمس: "إن معارض روائع آثار المملكة تمثل عنصراً مهماً في مشروع أكبر هو مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الذي صدرت موافقة مجلس الوزراء في المملكة مؤخرا عليه، ويهدف لإعادة الاعتبار للتراث الوطني ودراسته وفهمه وربط المواطنين به بوصفه صفحات مضيئة لتاريخنا المشرق وتقريب هذا التسلسل التاريخي إلى الأذهان والقلوب وبالأخص الشباب للرفع من اعتزازهم بتاريخ الوطن وتهيئتهم لإكمال مسيرة التقدم الحضاري لبلادهم". وأضاف "إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ يعد الملهم الأول لجهود العناية بالتراث الوطني والموجه الدائم باستمرار دراسة التراث بشكل أكبر والعناية بمواقعه لإدراكه - أيده الله- أن هذه البلاد ليست طارئة على التاريخ وأن ثقلها على المستويات الإسلامية والاقتصادية والسياسية وتميز مواطنيها في شتى المجالات ليس حدثاً جديداً على هذه المنطقة بل لا بد لشواهد الآثار أن تثبت الدور الفاعل لإنسان الجزيرة العربية عبر العصور". وأبان أن هذا المعرض يهدف إلى إطلاع العالم على أن الإسلام لم يهبط على أرض خالية أو في صحراء فارغة أو على مجموعة من الناس لم يكونوا إلا رعاة أغنام، بل هبط على حضارة عظيمة والعديد من الثقافات القديمة وفي مكان كان نقطة التقاء العديد من طرق التجارة في الجزيرة العربية التي كانت تعج بحركة القوافل التجارية، مؤكدا أن كل هذه الأوضاع خلفت بصمتها على إنسان المملكة العربية السعودية. وتابع الأمير سلطان "إن الإسلام حين ظهر لم يهمل الحضارات السابقة ولم يهمشها بل احترمها وأبقاها ليستمر الفهم وتتصل العبرة". وأكد أن قيم الشعب السعودي والقيادة الرشيدة للمملكة هي التي تعزز مكانة المملكة في العالم وبين الأمم، وهي البلد الشريك المهم في مجموعة العشرين وشريك قوي لدولة كبيرة في وزن الولايات المتحدة الأميركية". ولفت الأمير سلطان الانتباه إلى أن الجميع يعلم الأبعاد الثلاثة التي تتميز بها المملكة وتشكل شخصيتها أمام العالم وهي البعد الديني والبعد السياسي والبعد الاقتصادي، وقال "إن هناك بعداً آخر غير معروف إلا على نطاق ضيق، وهو البعد الحضاري للمملكة الذي يأتي في مثل هذا المعرض للتعريف به وإبرازه أمام العالم، ليحتل هذا الإرث الثمين المكانة التي يستحقها تاريخياً وحضارياً وثقافياً". ونوه بعمق العلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة منذ لقاء الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ والرئيس روزفلت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مبرزا مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي وعضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية ودورها الإيجابي على المستويين الإقليمي والدولي. وقدم الشكر للعاملين على تنظيم المعرض ولمتحف نيلسون - أتكنز للاستضافة، ومتحف السميثونيان على مساعدته المستمرة في تنظيم المعرض في جولته في الولايات المتحدة الأميركية. وأعرب عن شكره للرعاة والداعمين للمعرض وهم شركة أرامكو وشركة إكسون موبيل وشركة سابك وشركة العليان وشركة بوينج ومجموعة التركي وللجهات الأخرى التي أسهمت في إنجاحه". فيما عبر مدير المتحف عن اعتزازه باستضافة معرض روائع آثار المملكة في كانساس سيتي، الذي يستمر شهرين، والفرص التي يوفرها للتعرف على التراث الحضاري لشبه الجزيرة العربية. بينما أشاد كل من عمدة كانساس سيتي ورئيسة مجلس أمناء متحف نيلسون- اتكنز للفنون شيرلي بوش هلزبيرج، بعلاقات التعاون بين المملكة والولايات المتحدة في مختلف المجالات. وحضر حضر حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل الجبير ومندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي وممثلة حاكم ولاية ميسوري ليندسي هيتر وأمينة المتحف كيمبرلي ماستلر، إلى جانب عدد كبير من المهتمين بالشؤون الثقافية ورجال الأعمال إلى جانب الطلاب السعوديين المبتعثين في جامعات ولاية ميسوري والولايات المجاورة.
مشاركة :