نتفق أو نختلف على عمل اتحاد أحمد عيد ولجانه هذا أمر إيجابي. وكنت قبل أيام ـ وما زلت ـ أنتقد تجاهل الاتحاد السعودي لتكليف حكام أجانب لديربي الأهلي والاتحاد، رغم أن الناديين قدما طلبا مشتركا لأن اللقاءين حاسمين، والفريقان متنافسين، والفائز منهما سيصل إلى النهائي، ومع ذلك تم تجاهل الطلب، وما يدعو للاستغراب أنهم جلبوا حكاما أجانب لمباراة دور الـ16، التي جمعت الشباب بالنصر، وهي أقل أهمية من ديربي جدة التاريخي. كل ما سبق يندرج تحت بند النقد لاتحاد القدم، وسنستمر ننتقد طالما أن هناك أخطاء. وسنقف مع كل من يطالب بحقه وفق النظام والأدب والطرق المتعارف عليها. لكن انتقادي لبعض قرارات اتحاد القدم، ممثلة في رئيسها أحمد عيد لا يعني أنني سأتحول مثل بعض "المرتزقة"، الذين يمكن بيعهم وشراؤهم وهم معروفون ومكشوفون. وأغض الطرف عن الإهانة التي تعرض لها من "القادح" الذي أطلق أقذر وأقبح تصريح في تاريخ الرياضة السعودية. الوقوف مع أحمد عيد هو مسؤولية كل الشرفاء وأبناء الوطن الغيورين على وطنهم، بعيدا عن الميول والعواطف والانتماءات، نستثني منهم التبع وبائعي ذممهم الذين بلغوا من العمر عتيا، وما يزالون يقتاتون على تأجير مبادئهم حسب الطلب والمقابل. لك الله يا أحمد عيد، فضّلوا مصالحهم وحساباتهم، وتجاهلوا أن لك أسرة وأهلا وأقارب وأصدقاء، سيبقى تصريح القادح وعنصريته البغيضة المنتنة غصة في حلوقهم، إن لم يجدوا من ينصفهم. مرور التصريح وما حواه من عبارات تهكمية واستنقاص وعنصرية دون إصدار عقوبة تاريخية والاكتفاء بعقوبة انضباطية ـ قد يدفع مبلغها سائق القادح ـ سيفتح الباب لأن تمتد خيوط العنصرية وتتمدد، وستهدد نسيج المجتمع، وسيتحول إلى مناطقي وقبلي وعرقي، أقول هذا وكلي ثقة بأن هناك جهات عليا لن تقبل أن يمس نسيج هذا المجتمع ووحدته؛ من أجل محاباة شخص متورم عنصري، فالقضية لم تعد رياضية، وإنما تتعلق بكرامة مواطن وأمن وطن. والله من وراء القصد. فواصل. ـ كنت أضع المرداسي على رأس قائمة الحكام المتميزين، ولكن بعد إدارته للقاء الأهلي والاتحاد، وتغاضيه عن حالة العنف غير المبرر التي مارسها أبوسبعان تجاه الخلوق تيسير، أمام ناظريه، أيقنت بأنه لا يوجد حكم محلي يمكن أن تعتد به. ـ أخي أحمد عيد، كرامتك أهم من المنصب، إن لم تجد من ينصفك اترك لهم المنصب، فأنت تتكئ على إرث تاريخي كبير هو الذي ينصفك ويحدد مكانتك وقيمتك.
مشاركة :