تزامناً مع عيد الحب أطلقت الفنانة التونسية هند نصراوي أغنية جديدة في فيديو كليب طريف من كلمات وألحان الشاعر حاتم القيزاني تحمل عنوان «نحبك مالا لا». وتكمن الطرافة في كون الفيديو قدم في شكل شريط من الرسوم الكاريكاتورية حيث تظهر المطربة من خلال رسمة لها وليس بشكلها الحقيقي، ولعلّها المرّة الأولى في تونس التي تُقدم فيها مطربة على هذا العمل الذي أصرّت عليه على رغم معارضة بعض المقرّبين منها، كما قالت. الأغنية تونسية في كلماتها وجملها الموسيقية وإيقاعاتها في توزيع لسمير الصغير وإخراج لأيمن الرياحي ونفّذ الرسوم المتحركة أسامة البرداوي. لم يستمدّ العمل طرافته من طريقة طرحه وتقديمه فحسب، بل من غوصه في تاريخ تونس الموسيقي، وتظهر خلال الشريط شخصيات فنيّة تونسية طبعت الزمن الذهبي للأغنية التونسية مثل صليحة وعلي الرياحي والهادي الجويني وغيرهم، فضلاً عن حضور عدد من أهمّ العازفين الذين عرفتهم البلاد منذ ظهور التلفزيون. تتجوّل الأغنية بالمشاهد في تونس العاصمة ومعالمها الشهيرة وتدخل المدينة العتيقة عبر أبوابها التاريخية، وتسافر إلى سيدي بوسعيد قبل أن تشدّ الرحال نحو الجنوب التونسي وجمال الصحراء وروعة إيقاعاتها البدوية الضاربة في عمق الزمن، مروراً بالوسط والساحل. عن فكرة الأغنية تقول هند نصرواي: «اجتمعت بالشاعر حاتم القيزاني وقدّم لي عدداً من النصوص، وعندما استمعت إلى «إيه نحبك مالا لا» وجدت الأغنية التي أبحث عنها منذ سنوات. أعجبت بها كلمة ولحناً، وتحمّست لتصويرها فيديو لأنني على رغم نشاطي الموسيقي الذي يمتدّ سنوات وعلى رغم تقديم كثير من الحفلات وإنتاج كثير من الأغاني لم أصوّر أي أغنية». وتضيف: «عندما سجلت الأغنية أحسست بأنها تتطلب فيديو كليب وأردت أن أدخل إلى بيت المتلقي التونسي بشيء جديد غير معهود، فقررت أن أقدّم شريطاً كاريكاتورياً لأكون الأولى في هذا النوع على رغم معارضة المحيطين بي الذي فضّلوا أن يكون أول ظهور لي بشكلي الحقيقي ليس بشخصية كاريكاتورية، لكنّني تمسكت بالفكرة حتى وجدت من أيّدني فيها واستطاع تطبيقها، علماً أن العمل أخذ منّا جهداً كبيراً». ولم يخلُ الكليب من عمق في تصوير «المحبّة» بشتّى أشكالها ومعانيها «لأننا أصبحنا بحاجة لنشر الحبّ وبثّ موجات إيجابية في النفوس أكثر من نشر صورنا الشخصية، وهذا الحب امتدّ ليشمل كثيراً من الشخصيات التي تركت بصماتها في تاريخ الموسيقى التونسية، فضلاً عن الأماكن التي تقدم أجمل صورة عن تونس»، كما تقول هند. وهند نصراوي فنانة تونسية شابة نالت شهادة ماجستير في الموسيقى، وقدمت العديد من العروض الموسيقية التي لاقت نجاحاً. وراوحت في تجاربها الموسيقية بين اللون الطربي والأغاني الخفيفة التي لا تخلو من عمق فنّي، وسبق أن قدمت عرضاً موسيقياً بعنوان «طربيات هند» عرض في عدد من المدن التونسية والمهرجانات، وكرمت الفنانة صليحة في مئويتها والراحلة وردة الجزائرية على مسرح سيدي الظاهر في إطار مهرجان سوسة الدولي. كما كانت لها تجربة إنتاج أغان خاصة بها في لون الجاز العربي بالتعاون مع فنان الجاز نبيل خمير في التوزيع والتسجيل.