أمل سرور هناك فقط، عندما يتحول الخيال إلى واقع، والحلم إلى حقيقة، وحينما يسود السكون رغم صخب المكان، لتشعر بأنك وحدك دون غيرك، من تمتلك تلك البقعة من الأرض، رغم أن البشر من حولك ينتشرون، فأنت بالتأكيد أمام صرح من الصروح، هنالك فقط تكمن كلمة السر، ومفتاح العجائب، وعالم الحكايات والأساطير.هناك فقط، تستطيع أن ترحل إلى هوليوود، لتحلم بأن تكون نجماً يسطع في سمائها، ومنها تنطلق إلى بوليوود لترقب كل تفاصيلها الأسطورية، ولا يمكن إلا أن تستسلم لزخات مياه رابع حديقة مائية على مستوى العالم.هناك فقط تضبط نفسك متلبساً بالتأمل والانبهار، حتماً لا تملك سوى أن تستسلم للدهشة، ممسكاً برموش عينيك، مخاطباً إياها، منذراً بألا تغمض ولو ثانية، لأن الكثير من خبايا هذا العالم، يمكن أن يمضي بين لحظة وأخرى. أحلام الطفولة هناك فقط، في أكبر وجهة ترفيهية متكاملة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، لا تملك سوى أن تعود إلى أحلام الطفولة التي حتماً ستعيشها مع أسرتك على أرض «دبي باركس آند ريزورتس».أخطأ من قال، إن للدنيا سبعاً من العجائب، لأن هنالك على تلك الأرض وهذا الكون ما يستحق بجدارة أن يحمل لقب ثامن تلك العجائب.هكذا كنت أتحدث لنفسي، ما إن بدأت قدمي تخطو خطواتها الأولى في الطريق إلى تلك الوجهة الترفيهية العالمية، ها هي السيارة تشق طريق الشيخ زايد بين دبي والعاصمة أبو ظبي، وها نحن نبعد 7 كيلومترات عن مقر دبي اكسبو 2020، وها هي البوابات الضخمة للمدينة تلوح لنا معلنة قرب الوصول، وما إن تتأمل بوابات المدينة عن قرب، حتى ينتابك شعور بأنك قد عدت إلى الوراء أزماناً، وكيف لا يتسرب إليك ذاك الانطباع وهي المستوحاة في تصميمها من الطراز الأوروبي، بل وتعود للقرن التاسع عشر والعصور الوسطى، تُرى ماذا تخفي تلك الأسوار العتيدة وراءها ؟ سؤال لاحقني مع أول خطواتي في قلب «دبي باركس آند ريزورتس»، التي شُيدت على مساحة 30.6 مليون قدم مربعة من الأرض، وتشتمل أكثر من 100 من الألعاب والوجهات الترفيهية. 6 ساعات سانتانا، مرافقتنا الهولندية الجنسية، لم تفارقنا للحظة، طوال فترة تجوالنا في أرجاء المدينة الترفيهية، ما يقرب من 6 ساعات، ونحن نتنقل عبر أقسامها التي نجحت بجدارة في أن تخطف حواسنا جميعها.قبل أن أجيب على تساؤل مرافقتي: من أين نبدأ جولتنا؟ أفصحت عن رغبتي في معرفة بعض من المعلومات البانورامية عن ذلك الصرح العالمي الجديد على أرض دبي، فلم تتردد في إجابتها قائلة: لدينا ٣ منتزهات ترفيهية في قلب المدينة، «موشنجيت دبي»، المنتزه المستوحى من أفلام هوليوود الشهيرة، حيث يعرض بعضاً من أكثر الشخصيات المحببة لجميع الأعمار، تلك التي أنتجتها شركات: «دريم وركس أنيميشن»، و«كولومبيا بيكتشرز»، و«لايونزجيت»، و«بوليوود باركس دبي»، المنتزه الترفيهي العائلي الأول من نوعه الذي يضم ألعاب ركوب، ووجهات ترفيهيه، من وحي أفلام بوليوود، و«ليجولاند دبي»، الذي يوفر عن طريق مكعبات «ليجو» بيئة تعليمية مرحة، و«ليجولاند ووتر بارك»، أول حديقة ألعاب مائية في المنطقة مخصصة للعائلات والأطفال، في المرحلة العمرية بين 2 و12 سنة.ساد الصمت لفترة ليست طويلة لأقطعه قائلة: إذن نبدأ من «موشينجت دبي»، منذ اللحظة الأولى التي تقرر الدخول فيها إلى «موشينجيت»، ينتابك إحساس بأنك قد ارتحلت إلى مدينة هوليوود، قد تكون ديكورات المدينة التي تزينت ببعض من نجوم هوليوود، أو تلك الألعاب الضخمة التي تشكلت في هيئة الاستوديوهات السينمائية، والحق لا يمكن أن تتساءل كثيراً، فقط تطلق لقدميك العنان في التجوال، ولعينيك التأمل لكل هذا الإبهار. 27 لعبة لم أفق إلا على صوت مرافقتنا قائلة: على امتداد خمس مناطق، يستمتع زائرونا من مختلف الأعمار ب 27 لعبة ركوب، ولعبة ترفيهية، تشمل ألعاباً أفعوانية، وألعاب الظلام، متعددة الوسائط، ومختبرات اللعب التفاعلية، والعروض المسرحية باعتماد الوسائط المتعددة، بالإضافة إلى برنامج كامل يتضمن التجول الممتع وعروض الرقص الحية.كانت آمنة الطنيجي تقف مع أطفالها في انتظار دخول بعض من العروض المسرحية، ملامح وجوه الصغار تبدو عليها البهجة، رغم الإنهاك الذي بات واضحاً من جراء استمتاعهم بألعاب الهواء، عندما سألتها عن زيارتها ل «موشينجيت»، أجابتني قائلة: أسطورية وعالمية، لقد سافرت إلى الولايات المتحدة كثيراً، واصطحبت أطفالي إلى الكثير من المدن الترفيهية الشبيهة بذلك الصرح، لكنني وللحق وبدون أي مجاملة أو مبالغة، لم أجد كل هذه التقنيات مجتمعة في مكان واحد، نحن في مجمع دبي باركس الترفيهي، استطعنا أن نستفيد ثقافياً وتعليمياً ونقضي أوقاتاً ترفيهية لا مثيل لها.صديقتها عائشة الجلاف، قطعت الحديث قائلة: «موشينجت» بالفعل تقدم تجربة تثقيفية رائعة ليس للصغار فحسب، بل للكبار أيضاً، فلقد استطعنا أن نشاهد عروضاً مستوحاة من أشهر أفلام الحركة والرسوم المتحركة الهوليوودية المحبوبة، مثل «شريك»، و«كونج فو باندا»، و«فندق بنسلفينيا»، و«جوست بوسترز»، و«السنافر»، و«هانجر جيمز»، والجميل أن أطفالنا استطاعوا أن يقتربوا من عالم تلك الشخصيات، من خلال حوارات مفتوحة بينهم، وهو شيء مذهل، وتجربة أعتقد أنها ستتكرر كثيراً.كنت في حاجة ملحة لالتقاط الأنفاس، فطلبت من مرافقتنا أن نستريح في أحد المقاهي المنتشرة في المدينة، لم يكن ممكناً ألا أتحدث مع تلك الأسرة الأسترالية التي جلس أفرادها على المنضدة المجاورة لي، كانت صيحاتهم تتعالى، وأطفالهم يسردون بعضاً من خوفهم من الألعاب الأفعوانية، اقتربت من مايكل تايلون، والد الأطفال، الذي لم يتردد في حديثه قائلاً: لم أكن أتصور أنني سأجد مكاناً مذهلاً بكل هذه التقنيات، وعلى هذه المساحة الضخمة في بلد عربي، الحقيقة أن الصورة التي يقدمها لنا الإعلام عن بلادكم مشوشة، وبها الكثير من الأخطاء والمبالغات، دبي فاجأتني وأبهرتني، ليس بالمدينة الترفيهية التي نجلس على أرضها الآن فحسب، بل بكل ما تحتويه المدينة من قوانين تحترم خصوصيات البشر، وفهم لثقافة الآخر، أما عن معمارها فحدث ولا حرج، والحقيقة أن دبي غيرت نظرتي عن البلدان العربية، بل إنني أفكر في الانتقال للعيش مع أسرتي، وعمل «بيزنس»، على تلك البقعة الرائدة في منطقتكم العربية.
مشاركة :