زوريخ (سويسرا) - رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ترشيح فيتالي موتكو الشخصية النافذة في الرياضة الروسية، لتجديد عضويته المستمرة منذ 2009 في مجلس الاتحاد، على خلفية خشية من تضارب في المصالح. وافاد مصدر مقرب من الهيئة الدولية الجمعة، ان موتكو (58 عاما) الذي يرأس أيضا اللجنة المنظمة لكأس العالم 2018 التي تستضيفها بلاده، غير مؤهل للعضوية بسبب "خطر التدخل وتضارب المصالح" لكونه يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. وشدد المصدر على عدم وجود صلة بين هذا القرار وورود اسم موتكو في تقرير ماكلارين حول تنشط ممنهج برعاية الدولة الروسية، والذي أثار العام الماضي فضيحة كبرى في عالم الرياضة لا تزال تداعياتها مستمرة. وأكد المصدر ان التقرير "لم يؤخذ في الاعتبار". ويجري الفيفا فحص النزاهة لجميع المرشحين للرئاسة أو العضوية اثر الاصلاحات التي أدخلت في نظامه بعد فضائح الفساد المدوية التي ضربت هذه المؤسسة الكروية منذ أكثر من عامين. وتابع المصدر "إن لجنة الرقابة في الفيفا اتخذت القرار استنادا الى نظام الفيفا والمادة 14 من نظام الاخلاق"، مؤكدا ان القرار "لن يؤثر" على منصب رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2018 الذي يشغله موتكو، لان ذلك "ليس من اختصاص الفيفا". وأكد موتكو من جهته انه "لن يستأنف" القرار الصادر بحقه. واضاف في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية، "أدخل الفيفا معيارا جديدا، الحياد السياسي. إنهم لا يريدون أن يتم انتخاب أعضاء يمثلون حكومات دول مختلفة... إنه حقهم". وأوضح أن لا يرى "أمرا خطيرا" في هذا القرار، مشيرا إلى أن روسيا والفيفا سيبحثان معا عن وسيلة للتوصل الى "تسوية قريبة" لمشكلة تمثيل روسيا في عدد من اللجان التابعة للاتحاد الدولي. وتابع "أنا مقتنع بأننا سنجد صيغة للتعاون مع الفيفا". ولم يصدر الفيفا أو الاتحاد الاوروبي (ويفا) أي تعليق حول الموضوع، في حين قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "إن الكرملين لا يعلق على هذا القرار". وكان موتكو ضمن لائحة من خمسة مرشحين قدمها الاتحاد الاوروبي لنظيره الدولي أواخر كانون الاول/ديسمبر لشغل عضوية مجلس الفيفا، إلى جانب المجري ساندور تشياني والقبرصي كوستاكيس كوتسوكوميس والمونتينيغري ديان سافيسيفيتش والايسلندي غيير ثورستينسون. وأوضح المصدر المقرب من الاتحاد الدولي، انه تم تقديم اسم رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل كمرشح سادس، مشيرا الى ان الاسماء الخمسة تمت الموافقة على أهليتها للترشح. وأبلغ الفيفا قراره بعدم السماح لموتكو بالعضوية المتخذ من قبل لجنة المراقبة التابعة له إلى الاتحاد الاوروبي. "إهانة" لموسكو وتجرى الانتخابات لاختيار الاعضاء الاوروبيين الخمسة الاضافيين في مجلس الفيفا في الخامس من نيسان/ابريل المقبل في هلسنكي. وسيتم انتخاب اربعة اعضاء لولاية كاملة من اربع سنوات، وعضو لمدة سنتين ليحل مكان رئيس الاتحاد الالماني السابق فولفغانغ نيرسباخ الموقوف من قبل الفيفا لمدة عام بسبب تورطه في قضية فساد تتعلق بنيل المانيا حق استضافة مونديال 2006. وحل مجلس الفيفا اواخر العام الماضي بدلا من اللجنة التنفيذية في الاتحاد، كإحدى الخطوات الاصلاحية عقب فضائح الفساد. وتكمن مهمة المجلس بتحديد التوجهات الكبرى واستراتيجية كرة القدم عالميا. وموتكو عضو في المجلس الحالي للفيفا (اللجنة التنفيذية سابقا) منذ 2009، وكان وزيرا للرياضة في روسيا حين كشفت فضيحة المنشطات في بلاده، وتمت ترقيته لاحقا الى منصب نائب رئيس الحكومة. كما يرأس الاتحاد الروسي لكرة القدم. واعتبر مصدر ثان مقرب من الاتحاد الدولي انه "في السياق الراهن، لا أفهم كيف ان موسكو يمكن الا تعتبر هذا القرار بمثابة إهانة لها". ويعد موتكو بمثابة الرجل القوي في عالم الرياضة الروسية، وهو بحسب اشخاص عملوا معه، تمكن مرارا من تفادي الانعكاسات السلبية للعديد من فضائح الفساد التي تورط بها. ويقول عنه مسؤول التواصل الصحافي في الاتحاد الروسي لكرة القدم اندري مالوسولوف الذي عمل مع موتكو بين 2005 و2010، انه "في عالم الرياضة، ثمة الكثير من تضارب المصالح والمواقف المتعارضة. نجح دائما في حالها والوصول الى توافقات". وكان تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين الذي أعده على مرحلتين بناء على طلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) أكد ضلوع موتكو في نظام ممنهج للمنشطات برعاية الدولة الروسية في الاعوام الماضية. وسبق لرئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو أن نفى أن يكون طلب من موتكو التنحي عن رئاسة اللجنة المنظمة لكأس لمونديال 2018 على خلفية فضيحة المنشطات. وكانت "وادا" طلبت من الفيفا التحقيق معه بعد التقرير الاول لماكلارين في تموز/يوليو الماضي. وكشف التقرير الثاني لماكلارين تورط موتكو في تغطية فحص ايجابي للاعب اوزبكي يحترف في الدوري الروسي. وأدى التقرير لايقاف الاتحاد الدولي لالعاب القوى نظيره الروسي وحرمان أكثر من مئة رياضي من المشاركة في اولمبياد ريو 2016 بسبب تورطهم بالمنشطات. كما حامت حول موتكو شبهات فساد مالية، منها خلال الالعاب الاولمبية الشتوية في فانكوفر 2010 عندما أمضى عشرين يوما في جناح فندقي مقابل ألف يورو لليلة، استهلك خلالها 97 فطورا. الا ان موتكو يعرف بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علما ان معرفتهما تعود الى أوائل التسعينات من القرن الماضي.
مشاركة :