تترقب الدوائر السياسية العربية، الخطوات المرتقبة عقب أول اتصال بين الإدارة الأمريكية الجديدة والسلطة الفلسطينية ، وفي هذا التوقيت، المتزامن مع إثارة الجدل حول الموقف الأمريكي “الغامض” من حل الدولتين ، ومن المستوطنات غير الشرعية ، والتوجه الأمريكي لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة. ويرى سياسيون ودبلوماسيون عرب، أن دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى البيت الأبيض «قريباً» للبحث في سبل استئناف العملية السلمية، تعد “مفاجأة” قياسا على تحرك البيت الأبيض باتجاه “ملف القضبة الفلسطينية” حتى لو كانت الدعوة “تكتيك سياسي ” أو “مجاملة دبلوماسية” عقب استقبال البيت الأبيض لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتياهو، من دون أن يتزامن ذلك مع اتصالات مماثلة مع الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أثار قلق القيادة الفلسطينية من توجهات الرئيس الجديد تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. ومن جانبه ، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة ، إن اتصالات ستُجرى في الأيام المقبلة لتحديد موعد زيارة عباس إلى «البيت الأبيض».. وبينما اعتبر مسؤولون فلسطينيون أن الاتصال الهاتفي الأول بين الرئيسيْن ، بداية جديدة بالغة الأهمية في العلاقة بين الجانبين في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة، وأن الرئيس عباس سيؤكد للرئيس ترامب التزامه التعاون معه لصنع السلام. ويشير المحلل السياسي الفلسطيني، محمد كعوش، في تصريحاته للغد، إلى أن دعوة الأدارة الأمريكية الجديدة، لرئيس السلطة الفلسطينية، للقاء مرتقب مع الرئيس ترامب في البيت البيض، لم تكن متوقعة في هذا التوقيت، ومن هنا كانت “المفاجأة”، وأعتقد أن حكومة الاحتلال كانت على علم مسبق بهذه الدعوة، ولكن تبقى الدعوة خطوة أمريكية لرفع مستوى التشاور بعد أن اقتصرت اللقاءات والاتصالات على الصف الثاني أو الثالث من المسؤولين الأمريكيين، مثل القنصل الأمريكي في القدس، ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إي» مايك بومبيو، ولم يتم أي اتصال على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية في واشنطن. وقال كعوش للغد: من المؤكد أنه سيتم تحديد موعد وأجندة المباحثات في البيت الأبيض، فيما بعد، وإن كانت الملفات الهامة والساخنة، سوف تطرح نفسها، وهي ملف حل الدولتين، وملف عقبة الاستيطان التي تنسف الجهود الدولية للسلام، أما ملف نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، فإن الإدارة الأمريكية نفسها لم تتخذ قرارا بعد في هذا الشأن، وإن كان على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أن ينبه الرئيس الأمريكي لمحاطر وتداعيات هذه الخطوة الخطيرة. وأوضح الدبلوماسي المصري، السفير نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية للتخطيط السياسي سابقا، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الرئيس الأمريكي، يتجه لقراءة ملف القضية المحورية في الشرق الأوسط “القضية الفلسطينية” ويستمع للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ومن هنا تأتي دعوة “أبو مازن” إلى البيت الأبيض، كما استقبل من قبل ” نتنياهو” ، ولا يعني توجيه الدعوة أن هناك تحولا في الموقف الأمريكي، أو أن إدارة ترامب سوف تلتزم بدور “الوسيط الأمين” لأن هناك عوامل كثيرة داخل الولايات المتحدة، لها تأثير نافذ على القرار الأمريكي خاصة بشأن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وقال “نعمان” للغد: إن الدعوة لزيارة البيت الأبيض، مجرد “رسالة سياسية”، وما يهمنا هو “المؤثرات” على السياسة الخارجية الأمريكية، ونحن نتحسب لمؤشرات كثيرة، مثل ترشيح ديفيد فريدمان، لشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، وهو يعد مؤيداً لأقصى اليمين في عدد كبير من القضايا المتعلقة بإسرائيل، وإضافة إلى تأييده توسيع المستوطنات على أراض يطالب بها الفلسطينيون، فهو مؤيد أيضاً لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما يعارضه الكثير من حلفاء واشنطن، إلى جدانب رغبة”ترامب” في تسليم كافة تفاصيل ملف النزاع العربي ـ الإسرائيلي إلى زوج ابنته جاريد كوشنر الذي هو من طائفة اليهود الأرثوذكس، والمعروف أن كوشنر وأباه يتبرعان بالملايين لمؤسسات إسرائيلية. ومن جانبه يرى المحلل السياسي الفلسطيني، سفيان الشيخ، أن هذه الدعوة قد تكون بالنسبة للبعض “مفاجأة” ولكنها لا تعدو كونها رسالة سياسية أمريكية لأصدقائها العرب، أن ترامب مهتم بملف القضية الفلسطينية .. وقال الشيخ، للغد، إن أية مباحثات في البيت الأبيض سوف تتناول بالضرورة مبدأ حل الدولتين، وقضية المستوطنات “المستعمرات” اليهودية داخل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، ولكن أبو مازن لا يملك سوى طرح مواقف معروفة من التزام العرب بالسلام، ورفض المستوطنات، والتحذير من خطوة مرتقبة لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة والتي تعد خطوة تنهي تماما حل الدولتين، وفي المقابل فإن أمام الرئيس الأمريكي تقارير تشير إلى عدم امتلاك “عباس ” أوراق ضغط، خاصة مع اهتزاز صورته ومكانته داخل الشارع الفلسطيني، وثانيا، تأثير “صراع الإخوة” المتجذر والعصيّ عن الحل حتى الآن بين “محموعة رام ةالله” و “مجمةعة غزة”، ومن هنا فإن دعوة أبو مازن إلى البيت الأبيض والمباحثات “التقليدية” لن تقدم أو تأخر شيئا. شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :