إكتشاف حفرية يميط اللثام عن نشوء وتطور الزواحف الطائرة

  • 4/25/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن العلماء أمس الخميس إكتشاف حفرية يرجع عهدها الى 163 مليون عام تمثل أقدم نموذج معروف لأصل سلالة من الزواحف الطائرة المتطورة التي طرأت عليها تحورات وراثية حتى أصبحت أضخم مخلوقات طائرة في تاريخ كوكب الأرض. ونسب العلماء الكائن العتيق واسمه العلمي (كريبتودراكون بروجينيتور) الى العصر الجوراسي وعثر عليه في صحراء جوبي بشمال غرب الصين وهو متواضع من حيث الحجم إذ تصل أقصى مسافة بين جناحيه الى 1.3 متر. إلا انه مع تطور أفراد هذه السلالة من الزواحف الطائرة ومنها الديناصور المجنح تعاظم حجمها على غرار كائن (كويتزالكوتلوس) الذي بلغت أقصى مسافة بين جناحيه نحو 11 مترا أي مثله مثل المقاتلة الأمريكية إف-16 على وجه التقريب. ووردت نتائج هذه الدراسة في دورية (كارانت بيولوجي). ومنذ نحو 220 مليون عام أصبح الديناصور المجنح أول الفقاريات الطائرة التي تظهر على سطح كوكبنا ثم تلا ذلك نشوء الطيور إذ بدأ ظهورها من نحو 150 مليون عام ثم جاء في وقت لاحق كثيرا ظهور الخفافيش منذ 50 مليون عام. وإزدهر انتشار الديناصور المجنح خلال العصر الترياسي ثم بعد وقت قصير نسبيا بدأ لأول مرة ظهور أبناء عمومته الديناصورات. وكان جناحا الديناصور المجنح مدعومين بإصبع رابعة طويلة تسمى "الإصبع الوردية". وظل الديناصور المجنح على حاله ولم يطرأ عليه تغيير يذكر في تركيبه وحجمه عشرات الملايين من السنين إذ احتفظ بشكله المعهود بذيله الطويل وصغر حجم الرأس بيد أنه خلال العصر الجوراسي طرأت تغييرات تشريحية على بعض أفراده مما يؤذن بنشوء فرع حديث منه ذي أجنحة وأصابع أكثر وضوحا ليحل في نهاية المطاف محل الصور البدائية من الديناصور المجنح. وتميز الكثير من الأفراد الجديدة من الديناصور المجنح برأس ضخم مستطيل يعلوه عرف كبير وخلال تطورها فقدت هذه الكائنات أسنانها وتعاظم حجمها. وربما كانت السمة المميزة لهذه المخلوقات إستطالة عظام الإصبع الرابعة وقال الباحثون إن جنس كريبتودراكون هو أقدم نوع معروف من الديناصور المجنح. وقال برايان أندريس عالم الكائنات القديمة بجامعة ساوث فلوريدا والمشارك في هذه الدراسة "بوسعنا دراسة التركيب التشريحي للنوعين لإكتشاف أحدث التطورات في الجسم." ومن بين العناصر المهمة الأخرى في هذا الإكتشاف البيئة التي كان يعيش فيها كريبتودراكون إذ نشأ وسط منظومة بيئية تزخر بالمسطحات المائية البعيدة عن المحيطات والتي تنبض بالحياة إلا انها كانت تحفل بكائن مرهوب الجانب يفترس الديناصورات يسمى (ساينرابتور) الى جانب نوع من الديناصورات يتغذى على الأعشاب ويسمى (مامنكياصور) الذي يفخر بانه الكائن صاحب أطول عنق تطأ قدماه سطح كوكب الأرض. وقال جيمس كلارك عالم الأحياء القديمة بجامعة جورج واشنطن إن حقيقة ان كريبتودراكون عاش في مثل هذه المنظومة البيئية تسير جنبا إلى جنب مع شواهد أخرى تؤكد أن الديناصور المجنح المتطور -الذي تسيد أفراده السموات فيما بعد وسط منظومة بيئية بحرية إذ كان يتغذى على أسماك المحيطات- نشأ وتطور في باديء الأمر على البر.

مشاركة :