وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هولندا اليوم (السبت) بأنها «فلول للنازيين والفاشيين» وذلك بعدما سحبت الحكومة الهولندية التصريح بهبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو هناك. وسحبت سلطات مدينة روتردام الهولندية أمس التصريح لتشاووش أوغلو بحضور اجتماع لدعم مسعى أردوغان إلى تعزيز سلطاته ضمن تعديلات تطرح في استفتاء الشهر المقبل. وحظرت مدن أوروبية مثل هذه التجمعات التي يحضرها مسؤولون أتراك. وكان وزير الخارجية التركي قال إنه «إذا رفضت هولندا السماح له بالسفر إلى روتردام (اليوم) سترد (بلاده) بعقوبات اقتصادية وسياسية صارمة». وقال في مقابلة مع تلفزيون «سي أن أن ترك» إنه سيزور المدينة على رغم حظر رسمي على إلقائه كلمة أمام تجمع تركي حاشد لدعم الاستفتاء على تعديلات دستورية تمنح الرئيس أردوغان مزيداً من السلطات. بدوره، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اليوم إن التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي وشبه فيه الهولنديين بالنازيين «أسلوب غير مقبول». وقال روته للصحافيين خلال حملة استعداداً للانتخابات التي تجري في 15 آذار (مارس) إنه «تصريح مجنون بالطبع. أفهم أنهم غاضبون ولكن هذا بالطبع أسلوب غير مقبول». وكان روته قال وقت سابق، إنه كان بإمكان هولندا وتركيا البحث عن «حل مقبول» لكن تركيا لم تحترم القواعد المنظمة للقاءات الجماهيرية. وقال في «فايسبوك» إن «كثيراً من الهولنديين من أصل تركي مسموح لهم بالتصويت في الاستفتاء على (تعديل) الدستور التركي. ليس للحكومة الهولندية أي اعتراض على التجمعات في بلادنا لإطلاعهم عليه». وأضاف «لكن هذه التجمعات يجب ألا تسهم في التوترات في مجتمعنا وكل من يريد أن يعقد تجمعاً ملزم باتباع التعليمات التي يصدرها أولئك القائمين على الأمور من أجل ضمان (استتباب) النظام العام والسلامة». وكان رئيس بلدية روتردام أحمد أبو طالب قال في وقت سابق إنه «لن يتم منعه من الحضور إلى هولندا»، وكان أبو طالب أعلن الحظر على الظهور في تجمعات حاشدة عامة في وقت متأخر من مساء أمس. ودعا نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، مساء أمس، السياسيين الأوروبيين إلى «تحكيم العقل السليم وعدم السعي إلى التأثير في الناخب التركي» في الاستفتاء المزمع إجراؤه منتصف نيسان (أبريل) المقبل. وكانت أزمة ديبلوماسية نشبت بين أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل على خلفية الحظر الذي شبهه أردوغان بـ «التصرفات النازية»، ما استدعى مركل إلى أن تطلب منه «الهدوء والتعقل». وفي السياق نفسه، قال تشاووش أوغلو اليوم إن الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي بما في ذلك اتفاق كبح تدفق المهاجرين ستكون معرضة للخطر إذا لم ينفذ التكتل التزاماته بإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول. من جهتها، قالت لجنة من خبراء قانونيين في مجلس أوروبا أمس إن التعديلات الدستورية التركية «خطوة خطرة إلى الوراء» للديموقراطية. وقال بيان صادر عن اللجنة إن التعديلات ستمنح الرئيس «سلطة حل البرلمان لأي سبب كان وهو شيء دخيل على أسس الأنظمة الرئاسية الديموقراطية».
مشاركة :