دبي : أنور داود حافظ سوق دبي المالي على جاذبيته لكافة شرائح المستثمرين، حيث نجح في استقطاب 2627 مستثمراً جديداٍ خلال 2016 بينهم 418 مؤسسة، حسب ما جاء في التقرير السنوي للسوق لعام 2016. وأنجز السوق بنجاح استراتيجية الخمس سنوات مع نهاية 2015، وركز خلال 2016 على مجالات القوة الأساسية، بالإضافة إلى تطوير استراتيجية جديدة لتسريع النمو مدتها 5 سنوات تنتهي في 2021، بما يتماشى مع رؤية دبي 2021، وبما يدعم جهود دبي في التنمية الاقتصادية في إطار سعيها لتصبح أحد أبرز مراكز الاقتصاد العالمية.ساهمت عوامل عدة في دعم وتعزيز نقاط القوة الأساسية لدى السوق، منها البيئة الاقتصادية العامة، والابتكارات التقنية، والتحسينات في مجال القوانين التنظيمية، والتطور والتغير الدائمين في احتياجات ومتطلبات المستثمرين. وقد ركز سوق دبي المالي خلال 2016 على 3 أولويات استراتيجية هي: تقديم خدمات السوق المالي وفق أعلى مستويات الجودة، الريادة والمبادرة في جهود تطوير السوق، والمساهمة كعامل دعم وتحفيز لابتكار الأسواق المالية في أنحاء المنطقة من خلال استراتيجية «البورصة الذكية». استراتيجية جديدة وامتداداً لرؤية السوق وسعيه ليصبح «سوقاً مالياً إقليمياً بمواصفات عالمية» بالإضافة إلى أولويات السوق الاستراتيجية السابقة، ستركز استراتيجية السوق الجديدة من 2017 حتى 2021 على 5 برامج استراتيجية رئيسية تهدف إلى دعم تسريع نمو السوق وزيادة الإيرادات وتعزيز القيمة المتاحة للمساهمين. وتقوم الاستراتيجية على زيادة حجم التداول من خلال تنويع العروض المتاحة وتطوير برامج وإدارة اسهم حقوق الملكية والخدمات المميزة ومضاعفة الخدمات المقدمة للمستثمرين بما يلبي تنامي وتطوير احتياجاتهم وتطوير وظائف وعمليات التقاص والتسوية والإيداع وتطوير حلول التقنية المقدمة للمتعاملين. استدامة النجاحات وقال عيسى كاظم، رئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي خلال كلمة له في مقدمة التقرير السنوي، إن السوق كثف من جهوده الرامية إلى استدامة النجاحات والمكتسبات التي حققها على مدى السنوات الماضية، ليس هذا فحسب، بل السعي الحثيث من أجل تعزيزها عبر التوسع في تطبيق العديد من المبادرات الهادفة إلى تطوير بنيته الأساسية وقواعده التنظيمية وخدماته المقدمة لكافة فئات المتعاملين. وقد ركزت جهودنا التطويرية على زيادة عمق وتنوع السوق من خلال إدراج منتجات وشركات جديدة وتوفير آليات متطورة تلبي تطلعات المتعاملين وتتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.وأضاف: «نجح السوق إلى حد بعيد في احتواء وتحييد التداعيات السلبية لبعض التطورات غير المواتية ومنها انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأسواق العالمية، وذلك بفضل جاذبيته الكبيرة لمختلف شرائح المستثمرين وتطور بنيته التنظيمية والأساسية. وتصدر المؤشر العام للسوق مؤشرات الأسواق الخليجية خلال العام 2016 محققاً أحد أعلى معدلات النمو بين الأسواق الرئيسية العالمية بنسبة 12%. تطوير أسواق رأس المال الإسلامية وذكر أن جهود السوق لتوفير أدوات مالية جديدة للمستثمرين اكتسبت دفعة قوية، حيث شهد السوق تنفيذ تداولات بقيمة 530 مليون درهم على حقوق الاكتتاب بأسهم زيادة رأسمال خمس شركات مدرجة، الأمر الذي يعكس التفاعل الكبير من قبل المستثمرين مع تلك الأداة المالية الجديدة.وأوضح أن جهود سوق دبي المالي لتوفير الأطر الداعمة لتطور قطاع أسواق رأس المال الإسلامية قطعت شوطاً كبيراً نحو استكمال تلك المنظومة المعيارية وذلك بطرح مسودة «معيار التحوط من مخاطر الاستثمار والتمويل»، للتشاور. ويعد هذا المعيار المتكامل والأول من نوعه في هذا المجال، كما أنه بمثابة الحلقة الأحدث في سلسلة معايير سوق دبي المالي جنباً إلى جنب مع معيار سوق دبي المالي حول الأسهم الصادر في العام 2007 ومعيار سوق دبي المالي حول الصكوك الصادر في العام 2014. وتعكس هذه الخطوة المهمة الدور الفعال لسوق دبي المالي في توفير الأطر المعيارية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية باعتباره أول سوق مال متوافق مع الشريعة على المستوى العالمي منذ العام 2007، وكذلك في سياق جهوده الدؤوبة لترسيخ مكانة دبي العاصمة العالمية للاقتصاد الإسلامي. مقر ذكي ومستدام وفائق التطور وقال إن جهود السوق لبناء مقره الرئيسي الجديد تلقت دفعة كبيرة خلال العام 2016 بعد الحصول على قطعة أرض تزيد مساحتها على العشرة آلاف متر مربع وتقدر قيمتها السوقية بنحو 231 مليون درهم كهبة من حكومة دبي، بغرض تشييد المقر الجديد في الخليج التجاري. وأضاف إن السوق يعكف حالياً على وضع الخطط اللازمة للبدء في التنفيذ بما في ذلك تعيين الاستشاريين ومديري المشروع، حيث نسعى لأن يخرج بأفضل صورة ممكنة تلبي التطلعات المستقبلية ليس لسوق دبي المالي فحسب وإنما لكافة المتعاملين من شركات وساطة وشركات استشارات مالية ومصارف حفظ ومزودي خدمات على تنوعهم. ونحن حريصون على إنشاء مقر ذكي ومستدام وفائق التطور بما يتماشى مع المكانة المرموقة والمتميزة لدبي كمركز مالي عالمي. مكانة إقليمية رائدة وأكد أن سوق دبي المالي عزز من مكانته الرائدة في صدارة أسواق المال الإقليمية على صعيد مواكبة التطورات العالمية فيما يتعلق بجهود الاستدامة، وقد حصل السوق خلال العام 2016 على عضوية مبادرة الأمم المتحدة لأسواق رأس المال المستدامة، والتي تأتي في إطار الجهود العالمية لتحقيق استدامة الأداء والشفافية في قطاع أسواق رأس المال، حيث سيقوم السوق في ضوء هذه الخطوة بتكثيف جهوده وتعاونه مع المؤسسات العالمية المعنية بتنفيذ هذه المبادرة بهدف نشر أفضل ممارسات الاستدامة في قطاع أسواق رأس المال. وقد قام السوق بتنفيذ العديد من المبادرات التي أسهمت بصورة كبيرة في الارتقاء بمستويات الشفافية والحوكمة والاستدامة سواء لدى الشركات المدرجة في السوق أو شركة سوق دبي المالي ذاتها باعتبارها شركة مساهمة عامة مدرجة.
مشاركة :