بعد اشتباكات عنيفة وقعت عند أطراف مخيم برج البراجنة بين مسلحين لبنانيين من آل جعفر، وآخرين فلسطينيين من آل القفاص على خلفية ما تردّد أنه خلاف عائلي، وعلى بعد أسبوع تقريباً من الاشتباكات الدامية في مخيّم عين الحلوة التي أعقبت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إلى لبنان، تبادر إلى الأذهان تساؤل وهو *هل من مشروع لتحريك ملفّ المخيمات اللبنانية وتحويلها إلى ورقة تفاوض؟ وسط تعطّل الحلول في شأن القضية الفلسطينية وإصرار إسرائيل على إسقاط حق العودة كلياً من أي حل عتيد ورفضها لحل الدولتين وعدم وجود خطّة واضحة للحل أو راع قوي له، هذه العوائق تجعل المستفيدين يضعون موضوع إسقاط حق العودة على نار حامية، وتحقيق هذا الهدف بإسقاط حق العودة صعب. بل مستحيل في وجود المخيمات في أكثر من بلد عربي، في سورية مثلا اختفى مخيّم اليرموك، وكذلك في لبنان بعد معركة نهر البارد تحوّل المخيم إلى مدينة شرعية لا تمتّ إلى تسمية المخيم بصلة، وبالتالي من الممكن أن يتحوّل أي صراع إلى قضية كبرى. وبالتالي بات هذا الموضوع خطراً جداً على دول مثل الأردن ولبنان وسط الأفكار المتداولة عن إسقاط حق العودة و"تذويب المخيّمات". وتشير الأوساط المتابعة الى أنّ دولا مثل لبنان والأردن، تعاني من صعوبات اقتصادية جدّية وباتت مرتهنة لسياسات البنك الدولي ولما يتم التخطيط له من إسقاط حق العودة، وهذه الدول ستجد ذاتها مضطرة بعد حين إلى القبول بالتوطين، وقد بدأ الأردن مثلاً باتخاذ تدابير معينة تلاقي هذا التوجه، ومن المنتظر أن يقوم لبنان بخطوات معينة ولعلّ من أولاها تحسين معيشة الفلسطينيين في لبنان. إلى ذلك لا يمكن إغفال عامل مهم وهو أن الإشتباكات التي دارت في أطراف برج البراجنة المتداخلة مع الأحياء اللبنانية تعيد إلى الأذهان ذكرى حرب المخيمات بين الفلسطينين وحركة "أمل" في الحرب اللبنانية في ثمانينيات القرن الفائت، وبالتالي ليس مستبعداً بحسب التحليلات أن تكون "البارودة" الفلسطينية موجّهة هذه المرّة للضغط على "حزب الله" من الدّاخل اللبناني. وكانت الفصائل الفلسطينية أصدرت عقب الحوادث التي تمّ الإصرار إعلامياً على أنها "فردية" بياناً أكدت فيه على إدانة واستنكار هذه الأحداث المؤسفة والتأكيد على أنها حدث فردي تطور إلى خلاف واشتباك بين عائلتين من المخيم والجوار، وليس لها أي بعد سياسي أو حزبي. كذلك التأكيد على التنسيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية والأحزاب اللبنانية، وفعاليات المخيم والمنطقة من أجل تثبيت الأمن والاستقرار ومحاسبة المخلين بالأمن والنظام. والتشديد على العلاقة الأخوية والنضالية التي تربط مخيم برج البراجنة ومخيمات بيروت مع إخوتنا اللبنانيين كافة، الذين تقاسموا الهم والمعاناة وواجهوا الاحتلال الإسرائيلي بكل بسالة وشجاعة.
مشاركة :