في نوفمبر 2015 وزعت صحيفة "نيويورك تايمز" مليون نظارة واقع افتراضي مجانية مع مطبوعتها، وكان الهدف من توزيع نظارة غوغل الكارتونية زهيدة الثمن هو التسهيل لقرائها مشاهدة المحتوى المنتج بتقنية تصوير 360 درجة، فبوجود النظارة يمكن مشاهدة المحتوى عبر الهواتف الذكية، وكانت النتيجة أن حصلت الصحيفة على إعلانات مجانية عبر قيام مشتركيها بنشر صور النظارة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهذا أول مسار للترويج للخدمة الجديدة. بدأت الصحيفة بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة لإنتاج المحتوى، ومن ثم عمدت إلى إنتاج المحتوى داخل الصحيفة بعد أن عقدت شراكة مع إحدى شركات الكاميرات لتوفير الكاميرات للمحررين، وهدفت الصحيفة من إطلاق التقنية إلى تطوير طريقة عرض القصة الخبرية، فاستخدام تقنية تصوير 360 درجة ينقل المشاهد إلى قلب الحدث بمجرد استخدام النظارة. نجحت الصحيفة بذات التقنية من إنتاج محتوى في مجالات مختلفة ومنها تغطيتها لبعض الحروب والفعاليات الرياضية والسياسية فضلاً عن تغطيات لمعالم من مدن مختلفة كالمتاحف والمواقع الأثرية، ومن أهم المحتوى الذي أنتجته الصحيفة محتوى عن الحرب السورية حيث نقلت معاناة السكان للعالم. صحافة الواقع الافتراضي بمقدورها أن تحقق تأثيراً أعلى بكثير من أي أنماط محتوى أخرى كالمحتوى النصي أو المدعوم بصور أو حتى مقاطع الفيديو، وأهمية التوسع في مثل هذه التقنية بمقدورها تغيير طريقة التفكير السائدة حول موضوع ما أو إمتاع القارئ بمحتوى ترفيهي أو ثقافي أو علمي وهذا ما يرفع من رضا القارئ ويدعم رسالة الصحيفة. لا تزال التقنية في بداياتها ولكنها قادمة وبشكل كبير ويدعم من ذلك التقدم التقني الذي ساهم في انخفاض التكاليف التقنية على مستوى الإنتاج، وكذلك على مستوى نظارات المشاهدة، مع تطوير الشركات التقنية لمنصات للواقع الافتراضي ومنها إطلاق غوغل منصة متخصصة للواقع الافتراضي والتي يمكن من خلال أجهزة الهواتف الذكية الحديثة التي تعمل بنظام الأندرويد مشاهدة المحتوى عبر منصة غوغل.
مشاركة :