وجد باحثون من جامعة ميتشجان من خلال دراسة الأولى من نوعها، والتي نشرت بمجلة «تقارير أبحاث التواصل»، أن استحضار الذكريات القديمة يجعل المدخن أقل إقبالاً على التدخين ما يشير إلى أن إمكانية استخدام تلك الاستراتيجية في محاولة الإقلاع عن التدخين.ما زال التدخين - وفقاً لما صدر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة- يعد السبب الرئيسي للوفاة الناتجة عن أسباب يمكن اجتنابها، حيث تصل معدلات الوفاة بسببه بالولايات المتحدة إلى حالة من بين كل 5 حالات وفاة سنوياً. هدف الباحثون من خلال الدراسة الحديثة إلى معرفة ما إذا كان أسلوب الرسائل المثيرة للحنين الذي تستخدمه الحملات الإعلانية يمكن أن يفيد في مخاطبة المدخنين وحثهم على التدخين، لذلك أخضعوا مجموعة من المدخنين للبحث تتراوح أعمارهم بين 18-39 عاماً، عرض على بعضهم إعلان لإحدى الخدمات العامة اتبع فيه إثارة الحنين يحتوي على صور طفولية مدمج معها سرد تاريخي استخدمت فيه عبارات مثل «أتذكر عندما كنت صغيراً» أو «أفتقد حياة البساطة عندما أكون بالخارج في ليلة صيفية دافئة» بينما يشار إلى روائح ومذاقات مألوفة من الطفولة ويختم السرد بحديث الراوي عن أول مرة قدمت له سيجارة؛ أما المجموعة الأخرى من المدخنين فقد عرض عليهم إعلان من نوع آخر غير مثير للشجون، ووجد أن من شاهدوا إعلانات مثيرة للحنين أفادوا عن شدة الحنين الذي أحسوا به وفي الوقت ذاته تراجع رغبتهم في التدخين وزيادة رغبتهم في الإقلاع عنه وهو ما لم يشعر به أفراد المجموعة الأخرى (من شاهدوا إعلاناً غير مثير للحنين)؛ ويفسر الباحثون ذلك بأن الإعلان الذي أثار حنينهم زاد من استحضارهم للذكريات الجميلة التي يختزنونها لذلك يرى الباحثون بإمكانية تسخير تلك الأساليب في الحث على الإقلاع عن التدخين لأن من المعروف أن البيئة المحيطة تؤثر في التدخين واتضح من الدراسة أن الرسائل المقنعة تتحكم في موقف الشخص تجاه التدخين.
مشاركة :