اكتشف العلماء لأول مرة، من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «الطبيعة»، نوع الخلايا التائية التي تلعب دوراً مهماً في تعزيز استجابة المناعة الذاتية المسببة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.تمكن الباحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، من خلال التقنيات الحديثة، من تحليل مجموعة كبيرة من الخلايا المناعية للالتهاب الروماتويدي وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر بدرجة كبيرة في حياة المريض اليومية، وهي حالة تتسبب في التهاب الغشاء الزليلي، وربما تؤثر أيضاً في بعض أعضاء الجسم، وتؤدي إلى تآكل الغضاريف والعظام، وينتج عن ذلك تشوه المفاصل؛ وبالرغم من توفر بعض العلاجات حالياً، إلّا أنها توقف فقط جزءاً من جهاز المناعة بطريقة غير محددة.يصنف المرض على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية لأنه ينتج استجابة خاطئة بجهاز المناعة حيث تقوم خلايا المناعة بمهاجمة أنسجة الجسم، ولكن حتى الآن لم يعرف السبب وراء ذلك؛ وتوصلت دراسات سابقة إلى أن الخلايا التائية وطريقة تفاعلها مع الأجسام المضادة المنتجة للخلايا البائية (cells B) تتداخل بقوة في الإصابة بالمرض، وتوصل الباحثون إلى تلك النتائج من خلال استخدام التقنيات المتطورة لعزل وتصنيف خلايا محددة من بين أنواع كثيرة توجد بالدم وبالسائل المحيط بالمفاصل وبأنسجة المفاصل، بعد أن قاموا بعزلها بناءً على أنواع الجزيئات على أسطحها، وبحسب الجينات التي تشغلها أو توقفها؛ ووجد أن هنالك نوعاً من الخلايا التائية فريداً من نوعه، ولكنه يتوفر بكثرة لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي وهو خلايا CD4+ أو الخلايا التائية المساعدة، وتشكل ربع الخلايا التائية بمفاصل المرضى، وبمزيد من البحث وجد الباحثون أن هنالك نوعاً من الخلايا التائية المبرمجة، بحيث تدخل الأنسجة الملتهبة وتحفز الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم أنسجة الجسم، بدلاً عن مسببات الأمراض. ينوي الباحثون كشف المزيد من الإشارات التي تحفز وجود تلك الخلايا، وما إذا كانت لها علاقة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض السكري النوع1، والذئبة والتصلب المتعدد.
مشاركة :