أكد مثقفون أهمية تطبيق النظام ضد من يسيء أو يروج للتفرقة، وزرع الفتنة في صفوف أبناء المجتمع الواحد، وذلك باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطاب الكراهية. وقالوا خلال مشاركتهم في ندوة "خطاب الكراهية في شبكات التواصل"، على هامش الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب البارحة الأولى، أن هذه المواقع، لا تتحمل هذه المسؤولية، ومن يتحملها، هم أصحاب هذه الدعوات الذين استغلوا هذه المواقع لنشر أفكارهم المقيتة والسيئة والنتنة، في محاولة لشق الصف الواحد، وزعزعة المجتمع، ونشر الفوضى في صفوفه. ودعوا المتحدثون إلى دراسة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار خطاب الكراهية في المجتمع، متفقين على ضرورة أن تقف المجتمعات في مواجهته ومعالجة كل ما يحدثه من أثر، وأهمية أن يقف المؤثرون في المجتمعات وقفة جادة لبث روح التسامح والموضوعية في النقد، منوهين أن خطاب الكراهية يحمل ضمنا نظرة استعلائية نحو بعض مكونات المجتمع، وتنافي ما جاء به الدين.وقال الدكتور سعيد السريحي الناقد الصحافي، إن خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي ليس بسبب المواقع نفسها، بل إن الخلل الأساسي يكمن في الوسط الاجتماعي، مبيناً أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخلو من الشر، لكن هذا الشر ليس مطلقا، فخطاب الكراهية متجذر في المجتمع، ينخر فيه عقود من الزمن.وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي حاملة للكراهية وليست منتجة، مبيناً أنها تأسست على تقسيمات مزّقت أطراف الوطن الواحد، فسابقاً لم نكن نعرف عدداً من المصطلحات التي أخذت تغزو حياتنا، مثل سنة وشيعة، ليبرالي، وإسلامي، حيث إن خطاب الكراهية هو من زرع هذه التقسيمات فينا وعزلنا عن الأمم، وبتنا نظن أننا ضحية مؤامرة نتيجة هذا الخطاب".ولفت إلى أنه من أساسيات هذا الخطاب تصنيفك تجاه فريق معين ثم إقصاؤك، مؤكداً أن خطاب الكراهية نتج من بعض المساجد وحلقات التحفيظ، ووصل أيضاً إلى لقاءاتنا الاجتماعية والعائلية.وشاركته كوثر الأربش الكاتبة والروائية الرأي، وقالت: "إننا نعيش في مرحلة موغلة بالكراهية، وعلينا أن نكره في حياتنا الدكتاتوريين وقاتلي الأطفال، ومشردي العائلات، مبينة أن حالة الكراهية ليست طارئة، وهناك فرق كبير بينها وبين النقد".من جانبه، أوضح الدكتور محمد المحمود مستشار شرعي وقانوني، أن الانتماء لأي طائفة لا يورث الكراهية للآخر، وأن الانتماءات يجب ألا تدفعنا للإساءة للآخرين، مؤكدا أن لا علاج للكراهية إلا بالقانون.Image: category: ثقافة وفنونAuthor: عبد السلام الثميري من الرياضpublication date: الأحد, مارس 12, 2017 - 03:00
مشاركة :