لم تكن «رشا. م» صاحبة العشرين ربيعًا، ترغب فى استكمال حياتها البسيطة وسط أسرتها الفقيرة، وقررت التمرد على واقعها المرير والبحث عن أقصر الطرق التى تمكنها من تحقيق الثراء السريع، وبالفعل وجدت ضالتها بعد العثور على عمل فى أحد محلات الملابس، وفور استلامها وظيفتها أصبحت تستغل كل دقيقة لجمع المال والاحتفاظ به، مرت سنوات كثيرة حتى أصبحت الفتاة تملك المال الكثير والذى كان بمثابة البوابة التى انطلقت منها لتحقيق احلامها وتلبية رغباتها التى حرمت منها فى الصغر، بسبب ضيق حال أسرتها وفقرهم، فبدأت تتمتع بكل مليم جمعته، تتنقل من مكان لآخر وتشترى كل ما تشتهيه.
لم تشعر يومًا بأن العمر يمر سريعًا، بعد أن قضت سنوات كثيرة فى جنى المال، فى حين أن من بمثل سنها أصبحت لديهم حياة زوجية وأطفال، فكان هدفها الثانى هو البحث عن رجل تتزوجه وتكمل معه ما تبقى لها من الحياة، شاء القدر أن تتعرف على «عمر.ع.ع»، ٣١ عاما، يعمل بشركة الكهرباء، ونشأت بينهما قصة حب، ومع مرور الوقت تطورت الأمور بينهما إلى علاقة محرمة أشبع كلاهما رغباتهما وغرقا فى براثن الخطيئة، دون أن يفكرا فى عواقب الأمور، أطلقا العنان لأحلامهما وعاشا فترة فى سعادة، ولكن قد تتغير الأمور فى وقت قصير، لذلك شعرت «رشا» بخطورة ما تفعله خاصة عندما أدركت أنها تحمل فى أحشائها طفلًا كان نتيجة علاقتهما سويا، لذلك قررت أن تجعل هذه العلاقة تخرج للنور فطلبت من عمر الزواج لتوثيق علاقتهما، لم يتردد لأنه يحبها فسريعا خضع لرغباتها وتزوجا سويا بعقد عرفى، كانت حياته بعد الزواج سعيدة وهادئة، اعتقدت أن الأمور ستبقى على هذا الوضع، ولكن بدأت تصرفات الزوج تتغير عندما تسلل الشك إلى قلبه فور علمه بأن زوجته كانت متعددة العلاقات قبل زواجهما، فسيطر الشيطان على عقله وجعله يفكر فى أمور غريبة أولها اعتقاده بأن الطفل قد يكون ليس من صلبه وتساءل كثيرا فى كيفية التخلص من هذه الزوجة؟
وتوجه إليها طالبًا منها الانفصال، ولأنها تحبه كثيرا ولا تستطيع العيش بدونه حاولت إبعاد الفكرة عن عقله، ولكنه أصر على رأيه، فشعرت بالغدر فى كلامه، لذلك فكرت فى طريقة تمكنها من وضعه تحت سيطرتها، فوضعت خطة محكمة ونجحت فى استدراجه وإجباره على التوقيع على إيصالات أمانة، وهددته فى حالة تركها أنها ستقوم بسجنه، مما جعل قلبه يمتلئ بالحقد والضغينة تجاهها.
بدأ هو الآخر يفكر فى كيفية الانتقام منها ورد كرامته، فوسوس الشيطان له وقفزت فكرة قتلها إلى عقله، وفى الوقت المناسب استدرجها لمنطقة «ابنى بيتك»، وذبحها وسكب عليها كمية من البنزين وأشعل النيران فى جسدها، وتوجه إلى مسكنهما وسرق المشغولات الخاصة بها، كما تمكن من الحصول علي إيصالات الأمانة التى أجبرته المجنى عليها على توقيعها وفر هاربًا حتى تم القبض عليه.
تلقى رئيس مباحث قسم شرطة أول أكتوبر، بلاغا يفيد وجود جثة لربة منزل، متفحمة بمنطقة «ابنى بيتك»، وعلى الفور انتقل ضباط القسم إلى مكان الواقعة وبعد عمل التحريات، تبين أن المجنى عليها كانت تجمعها علاقة غير شرعية مع المتهم، انتهت بزواجهما العرفى وبعد أن حملت، ظهرت الخلافات بينهما بسبب سوء سمعتها وسلوكها وعلاقاتها المتعددة بالرجال، بعدها وضعت المجنى عليها مولودها والذى رفض المتهم الاعتراف بنسبه فقرر الخلاص منها بعدما استدرجته لمكان قريب من مسكنهما، احتجزته عن طريق بعض الأشخاص وأكرهته على التوقيع على إيصال أمانة فشعر بالإهانة، وبدأ فى التفكير فى الخلاص من المجنى عليها وقرر قتلها إذا ما رفضت الإفصاح له عن حقيقة نسب مولودها، وأعد لذلك سلاحا أبيض «مطواة» وعبوة بها مواد معجلة للاشتعال والتقيا بشقته وأمضيا يومهما إلى صباح اليوم التالى.
انصرف المتهم برفقة المجنى عليها من مسكنه مستقلين سيارته وجابا الشوارع حتى استقر بهما المطاف بمنطقة نائية بمدينة السادس من أكتوبر حينها احتدم بينهما النقاش عن طبيعة نسب مولودها فاستل سلاحه الأبيض وهرول إليها حال استقرارها بمقعد السيارة المجاور له وسدد إلى جسدها عدة طعنات فخارت قواها فذبحها وسحبها خارج السيارة وطرحها أرضا وسكب على جسدها بنزين وقام بإشعال النيران فى جسدها، واستولى على حقيبتها الشخصية، ثم انصرف من مسرح الواقعة وفى طريقه تخلص من أدوات جريمته وتحصل على هاتفي محمول وبعض المشغولات الذهبية.
تم القبض على المتهم واعترف بارتكابه الواقعة، وأمرت النيابة بحبسه وأحالت الواقعة إلى المحكمة، وبعد تداول القضية قضت محكمة جنايات جنوب الجيزة برئاسة المستشار محمد منصور حلاوة، وبعضوية المستشارين حمادة سيد وأشرف جميل، وسكرتارية عبدالعزيز نعمان، بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتى الجمهورية لاتهامه بقتل زوجته وإشعال النيران فيها.
مشاركة :