السعودية تجهز قواتها لمواجهة حروب إلكترونية محتملة

  • 4/25/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدمام ـ الشرق أونلاين باشرت السعودية تجهيز قواتها لمواجهة حروب إلكترونية محتملة، وعمدت السلطات المختصة في البلاد إلى خوض تمارين على الحروب المعلوماتية للتأكد من مدى جاهزية قواتها لمواجهة أخطار مستجدّة وآخذة في التزايد مع الانفتاح المعلوماتي العالمي. وأكدت تقارير إعلامية اطلعت الشرق عليها اليوم أن رئاسة الأركان العامة بالقوات المسلحة السعودية دشنت غرفة عمليات خاصة لإدارة “الحرب الإلكترونية” وأنها بدأت تطبيقها لأول مرة في تمرين عسكري شامل أسمته “سيف عبدالله” حيث تشارك فيه كافة القطاعات المسلحة بوزارة الدفاع السعودية وعناصر من وزارة الحرس الوطني، وتطبّق فيه تكتيكات دفاعية لوزارة الداخلية. وأكدت التقارير أن توجيهات مجلس الأمن الوطني السعودي، وهو الجهة الأمنية الأعلى في المملكة التي يرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، رفعت إلى الملك حاجة القطاعات العسكرية إلى تحقيق التكامل الميداني عبر تمارين عسكرية داخل المملكة تحت مظلة الحروب المعلوماتية، لـ”قياس جاهزية الاستعداد لأخطار تتزايد مع الانفتاح المعلوماتي العالمي. وجمعت غرفة عمليات الأركان العامة بالقوات المسلّحة كافة مسؤولي القطاعات المشتركة، تحت قيادة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين القبيل، وبإشراف عام من قبل نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان الذي يعد مهندس التمرين منذ بدايته حين كان نائبا لأمين مجلس الأمن الوطني قبل عام. وتعمل العمليات المركزية منذ أكثر من شهر على قياس نسبة الإنجاز حيال خطط تفعيل “الحرب الإلكترونية” التي بدأتها السعودية في أواخر العام 2010 لدورها في القيادة والسيطرة والتحكم والتوجيه لكافة القطاعات المسلّحة. وتدرس وزارة الدفاع إنشاء معهد للحرب الإلكترونية يكون مقرّه المنطقة الشرقية لمواجهة ما تعتبره الوزارة حرب المستقبل التي يراها الخبراء العسكريون قادرة على اختراق أقوى الحصون الدفاعية بشفرات خاصة تصعب السيطرة عليها. واكتملت صفوف القطاعات المشاركة في أسبوع المناورة العسكرية، بمشاركة القوات البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي، وقطاعات رمزية من قوات الحرس الوطني، مثل قطاع حرس الحدود، وقوات الأمن الخاصة، والطوارئ الخاصة وكشفت المصادر أن مواقع القطاعات العسكرية في كل من المنطقة الشرقية، والشمالية بمدينتي تبوك وحفر الباطن، والجنوبية بمدينة خميس مشيط، شهدت التجمع العسكري الأكبر لأكثر من أربعة آلاف جندي. وكانت المنطقة الشرقية مقرا للعمليات الميدانية للقوات البحرية السعودية وقوات خفر السواحل التابعة لحرس الحدود، فيما كانت مدينة حفر الباطن مقرا لطيران القوات البرية، ومدينة تبوك مقرا للقوات الجوية وسلاح المظليين السعودي تشترك معها في ذلك مدينة خميس مشيط، كما شاركت قوات الحرس الوطني في خضوعها الأول للتمرين المشترك بين القطاعات المسلحة السعودية في المنطقة الشرقية، مستعرضة قدراتها الآلية وطيرانها الحديـث المعتمد بشكل كامل على مروحيـات دفاعيـة وهجوميـة، خاصـة بعــد توسيـع أعــداد المجنـدين لديها إلى أكثر من 100 بالمئـة. وستختتـم التمارين أواخر الشهـر الحـالي بالقرب من مدينـة حفـر البـاطـن الشماليـة الشرقيـة. وأسست السعودية عام 1988 إدارة حربية مساندة للقوات المسلحة أسمتها “إدارة الحرب الإلكترونية”، وكان الأساس في تشكيل هذه الإدارة منذ وقت بعيد هو التعامل مع الأنظمة المعادية التي اعتمدت آنذاك على التشويش التقني لأنظمة القيادة والسيطرة، وتطور الأمر إلى أن أصبحت هذه الإدارة تعنى بكافة أنظمة الحرب الدفاعية والهجومية للتصدي الإلكتروني ضد الاختراقات والجرائم بمساندة قوية من وزارة الداخلية. وتعمل المملكة على تحقيق استراتيجية دفاعية وأمنية بزيادة أفرادها إلى أكثر من 250 ألفا، وخلال عشرة أعوام نالت قوات وزارة الدفاع النصيب الأكبر وأتت بعدها وزارة الداخلية التي استحدثت قيادات أمنية لتوفير أكثر من 60 ألف وظيفة بكوادر شبابية مؤهلة خلال عامين. ولم يقف الاهتمام الحكومي بضخ دماء جديدة في تلك القطاعات، بل أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 2011 بتحسين أداء هذه القطاعات؛ عبر المساهمة في ترقية المستحقين من شاغلي رتب الضباط والأفراد وزيادة مداخيلها المالية.

مشاركة :