اهتمام جديد بالقمر من جانب إدارة ترامب". وسبق أن عمل بعض مستشاري ترامب في برنامج "كونستلايشن" الذي أطلق في زمن الرئيس السابق جورج بوش، والذي يقضي بإرسال رواد مجددا إلى القمر، كخطوة تمهيدية للرحلات التي تنوي وكالة الفضاء الأميركية تنفيذها في المستقبل إلى كوكب المريخ. لكن الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما رأى أن برنامج "كونستلايشن" مكلف جدا فألغاه، وفضل أن تركز بلاده جهودها الفضائية على كوكب المريخ، لكونها أرسلت رحلات مأهولة عدة إلى القمر في اواخر الستينات ومطالع السبعينات من القرن العشرين. لكن قرار أوباما لم ينتزع رغبة هؤلاء العلماء الذين أصبحوا اليوم في دائرة القرار، على ما يقول لوغسدون. ويضيف: "إذا تمكنت إدارة ترامب من الخروج من الفوضى الحالية، ورصد ميزانية كافية، فسنشهد ولادة مشروع فضائي طموح في اتجاه القمر، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص". ويقول إريك ستالمر، رئيس الاتحاد الأميركي لرحلات الفضاء التجارية الذي يمثل الشركات الفضائية الخاصة: "تريد إدارة ترامب أن تقدم على شيء جريء وكبير، والقمر هو هدفها". تعتمد وكالة الفضاء الأميركية توجها جديدا يقضي بالتعاون مع الشركات الخاصة في مجال غزو الفضاء. وقد وقعت في الاعوام الماضية عقودا عدة مع شركات، مثل "سبايس إكس"، لنقل المؤن والمعدات إلى محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض، على أن يتوسع التعاون ليشمل نقل الرواد اعتبارا من سنة 2018. ويقول ستالمر: "أعرف أن القطاع التجاري مصمم على رغبته الذهاب إلى القمر وما بعده". وأعلنت "سبايس إكس" توقيع أول عقد من نوعه مع شخصين يريدان تنفيذ رحلة إلى مدار القمر في أواخر 2018. لكنها لم تكشف عن البدل المالي الذي تقاضته مقابل هذه السياحة الفضائية. قبل ذلك، أعلنت الشركة أنها سترسل رحلة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في العام نفسه، لتكون خطوة على طريق إرسال رحلات مأهولة. وأعرب جيف بيزوس، في وثيقة قدمها إلى وكالة الفضاء الأميركية وفريق ترامب، عن رغبة شركته "بلو أوريجين" في صنع كبسولات صالحة لإقامة البشر على سطح القمر، وصاروخ فضائي ومركبة لتأمين خط نقل للمؤن والمعدات إليها، على أن يكون كل ذلك بالتعاون مع "ناسا". هذا المشروع الذي كشفت النقاب عنه صحيفة "واشنطن بوست" يطمح إلى إنشاء مستعمرات بشرية على سطح القمر، لأن "الوقت حان كي تعود الولايات المتحدة إلى القمر، على أن تبقى هناك هذه المرة". ورحب النائب الجمهوري جيم بريدنشتيان، المرشح لقيادة وكالة الفضاء الأميركية، بهذا المشروع وبالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص للعودة إلى القمر، مشيرا إلى أن "أكثر ما يثير الاهتمام هو الماء". فالقطبان الشمالي والجنوبي في القمر يحتويان على مليارات الأطنان من الماء المتجمد داخل فوهات. ومن الممكن استخدام هذه الكميات من الماء والأوكسجين والهيدروجين السائل لصنع الوقود اللازم للصواريخ الفضائية المتجهة في المستقبل إلى المريخ، على ما يقول. وهذا يعني أن القمر يمكن أن يصبح قاعدة لانطلاق الرحلات الفضائية لاستكشاف المجموعة الشمسية. وسطح القمر غني بمادة "هيليوم 3" النادرة على الأرض، والتي يمكن أن تستخدم في صنع وقود نووي. وهو غني أيضا بعناصر كيميائية نادرة على الأرض تستخدم في صنع الأجهزة الإلكترونية.
مشاركة :