تحتفل الطرق الصوفية هذه الأيام بمولد الشيخ أحمد الرفاعي، وشرع آلاف المريدين في إقامة خيم الخدمة الصوفية حول مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة بالقاهرة.
وبدأت حلقات الذكر والإنشاد الديني، ومن المقرر حضور رجال الأزهر والأوقاف، وينطلق موكب الرفاعى في الليلة الختامية للمولد، الأربعاء المقبل، يتزعمها الشيخ طارق الرفاعى شيخ السادة الرفاعية، بزى شيخ الطريقة الكامل، على حصانه الخاص لهذه المناسبة، ليطوف حول المسجد بصحبته أبناء الطريقة، رافعين الأعلام الصوفية الخضراء والسوداء والبيضاء.
أحمد الرفاعي، الفقيه الشافعي الأشعري الصوفي، (512 – 578) هـ، الملقب بـ"أبو العلمين" و"شيخ الطرائق" و"الشيخ الكبير" و"أستاذ الجماعة"، إليه تنتسب الطريقة الرفاعية من الصوفية، وأحد أقطاب الصوفية المشهورين.
وهو السيد أحمد أبو العباس بن علي بن يحيى بن ثابت بن الحازم علي أبي الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي بن الحسن الأصغر المعروف برفاعة بن مهدي المكي أبو رفاعة بن أبي القاسم محمد بن الحسن القاسم المُكنى بأبي موسى بن الحسين عبدالرحمن لقبه الرضي المحدث بن أحمد الصالح الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم المُرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وسيدى أحمد الكبير الرفاعى بن السيدة فاطمة الأنصارية، وتتصل من جهة أمها السيدة رابعة بنت السيد عبدالله الطاهر إلى الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب، وهو صاحب الطريقة الرفاعية بشارتها السوداء التى ترمز إلى الحقائق الغيبية الذاتية الإلهية.
ولد فى قرية حسن بالبطائح (من واسط بالعراق) سنة 512 هجرية، وينسب إلى بنى رفاعة، قبيلة من العرب – وسكن أم عبيده بأرض البطائح إلى أن مات بها رحمة الله تعالى.
درس القرآن العظيم، وأتم حفظه وترتيله على يد الشيخ الورع المقرئ الشيخ عبدالسميع الحربونى بقرية حسن وكان له من العمر سبع سنين وفى هذه السنة توفى أبوه فى بغداد وكفله خاله الباز الأشهب الشيخ منصور البطائحى، والذى أدخله على الإمام العلامة الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفى الكبير الشأن الشيخ أبى الفضل على الواسطى فتولى أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فبرع بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز السبق على أقرانه.
وكان يلازم درس خاله الشيخ أبى بكر شيخ وقته وسلطان علماء زمانه، كما كان يتردد على حلقة خاله الشيخ منصور ويتلقى بعض العلوم عن الشيخ عبد الملك الحربونى، واستغرق أوقاته بجمع المعارف الدينية، وقد أفاض الله عليه من لدنه علما خاصا حتى رجع مشايخه إليه وتأدب مؤدبوه بين يديه.
وفى العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ أبو الفضل على محدث واسط وشيخها إجازة عامة بجميع علوم الشريعة والطريقة وألبسه خرقته المباركة وأعظم شأنه ولقبه: أبا العلمين (الظاهر والباطن) وانعقد عليه فى حياة مشايخه الاجماع واتفقت كلمتهم على عظم شأنه ورفعة قدره.
وقد أسس الطريقة الرفاعية، وكان يقول لمريديه: "من تمشيخ عليكم فتتلمذوا له، ومن مد يده إليكم لتقبلوها فقبلوا رجله، ومن تقدم عليكم فقدموه وكونوا آخر شعرة فى الذنب… فإن الضربة أول ما تقع فى الرأس"، وكان شافعى المذهب قرأ كتاب التنبيه للشيخ أبى اسحق الشيرازى وما تصدر قط فى مجلس ولا جلس على شيء إلا تواضعا.. وكان لا يتكلم إلا يسيرا ويقول أمرت بالسكوت.
للسيد الإمام أحمد الرفاعي مؤلفات كثيرة أكثرها فقد في موقعة التتار ومنها: الصراط المستقيم، كتاب الحكم شرح التنبيه، البرهان المؤيد، معاني بسم الرحمن الرحيم، تفسير سوره القدر، البهجة، المجالس الاحمدية، الطريق لله والتحفه الرفاعية.
وتوفى ظهر الخميس ثانى عشر جمادى الأولى سنة 570هـ وكان يوما مشهودا وكان آخر كلمة قالها أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
ودفن فى قبر الشيخ يحيى البخارى بأم عبيدة بالعراق.
مشاركة :