شاركت الشاعرة العراقية أفياء أمين عبدالقادر في العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية داخل وخارج العراق، ونشرت قصائدها في المجلات والجرائد العراقية والعربية، وترجم عدد منها إلى الانجليزية والفرنسية والكردية والفارسية، والآن تنافس على لقب "أمير الشعراء" المسابقة والبرنامج الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي للموسم السابع على التوالي. تكتب أفياء القصيدة العمودية والتفعيلية والنثرية، حيث رأت أن القصيدة إن جاءت لا رادع لقدر الله، وقالت "لا اختار أن أكتب فأكتب، هذا مفهوم مغلوط فهي كما تجيء تُكتب لا كما تُطلَب وإلّا ستكون نجارة لا وحيا ولا نارا ولا اشتعالا.. رغم أن هناك مشاكسات كثيرة بين شعراء الموزون والنثر لكنها لصالح الشعر كله، لأنهم جميعا يسعون ليكونوا أفضل مما يجعل القصائد أنضج والشعر في أجمل تجلياته". وللبدايات الشعرية عند الشاعرة التي ولدت في منزل يضم مكتبة عامرة بالتراث الشعري العربي قصة طريفة، قالت "كان عمري 8 سنوات حين حاولت أن آخذ كتابا يقرأه والدي وألححت في ذلك وأنا أقف على أطراف أصابعي لأصل للكتاب من بين يديه، فلم يوافق موضحا لي أنه صعب علىّ قراءته، وأعطاني بدلا منه ديوان (جميل بثينة) الذي قرأت من ديوانه حين فتحته ما لم أنسه في حياتي وبدأت من وقتها أحاول كتابة الشعر لأرد على ما قرأته وكان: حلفتُ لها بالبدن تدمى نحورُها ** لقد شقيت نفسي بكم وعنيتُ حلفتُ يميناً يا بثينة صادقا ** وإن كنت فيها كاذبا لعميتُ إذا كان جلد غير جلدك مسّني ** وباشرني دون الشعار شريتُ ولو أنَّ داعٍ منكِ يدعو جنازتي ** وكنت على أيدي الرجال حييتُ وقتها لم أعرف ما فعلت بي هذه الأبيات وبدأت أكتب وديوانه جميل بثينة تميمتي التي ما فارقتني حتى الآن. وقالت أفياء "لقصيدتي بُعدان، أحدهما يعبّر عن ما فيّ من مشاعر والآخر يوازن بين هذه المشاعر وبين ذات المتلقي حتى لتجد أن القصيدة قد تصوّر لسان حالي وحاله كما أتمنى وأسعى. أظنني احترق طوال الوقت، لا أكتب إلّا حين أشعر بأن الكتابة ملاذي من نفسي لما يسببه الامتناع عنها من فوضى روحية لا تهدأ إلّا بقصيدة ولا تبرد. ورأت أن لبرنامج ومسابقة "أمير الشعراء" مكانة كبيرة ومهمة في العالم العربي والعالم - إن لم تكن المكانة الأهم - وهي مسابقة تبرز الكثير من الشعر وتجعله في كل بيت وتحت كل سقف وكأن أبوظبي ترسم حدائق الأدب بالشعر وتلوّن أشجارها بخضرة الشعر العربي كما حدائق قلبي. وأكدت أن مسابقة "أمير الشعراء" أعادت للشِعر الفصيح هيبته ومكانته، فالناس اليوم تتابع وتنتظر وتتشوق وتواكب وكل هذه دوافع للتلقي واستيعاب حداثة الشعر الفصيح اليوم وربما مجاراته. وأشارت أفياء إلى أن مفهوم القصيدة الكلاسيكية قد تلاشى بمعناه الدقيق، فالقصيدة اليوم ليست كلاسيكية بالمعنى المتعارف عليه للمفردة، بل أصبح الشعر العربي (الموزون) اليوم مواكبا للتطور في كافة المجالات حتى على مستوى بناء الجملة أو صياغتها وعلى مستوى المفردة والتناسب بينهما، كل هذه أعمدة راسخة لا تزول، هي الأساس الذي تقوم عليه ألوان الشِعر فلا شِعْر بلا أساس كما لا حيّ بلا نبض. وبالتأكيد كلما تصاعدت الحداثة الشعرية تتصاعد الحداثة النقدية أيضا، فهي اليوم ليست تمحيصا وتعليلا فقط، بل هي وعي وذائقة مستوعبة بذلك ما يدور حولها من شِعْر فهي قفزة واعية تقرّب بين القصيدة وقارئها كما تكشف الشمس مراحل الفجر. وعن المشهد الشعري العراقي قالت "في العراق مقولة مشهورة "عدد شعراء العراق بعدد نخيله" هذا صحيح، لكن المستويات تتفاوت شعريا وهذا ما يحدده المتلقي. محمد الحمامصي
مشاركة :