بقلم : د . عبد الله الشمراني اذا كنا سوف نتحدث بالعاطفة والأماني فأننا بطبيعة الحال -كلنا- نتمنى لهذا الكيان العجوز ان يصمد ويجدد شبابه ويتطور الى مستوى اتحاد كما قال بذلك والدنا / عبدالله بن عبدالعزيز قبل سنتين... بل وأن ينضوي تحت اطاره كلا من اليمن والعراق عندما يستعيدان سيادتهما على اراضيهما ويحل السلام فيهما ... واذا كنا نتحدث بلغة العقل والواقع فأن مجلس التعاون الخليجي انتهى ولم يبقى منه شيئا يذكر على ارض الواقع الا مبنى امانته العامة الضخم في الرياض والذي يوجد به عدد كبير من الوكلاء والمدراء والموظفين ...لا انا ولا انتم نعلم ماذا يفعلون !! حوالي خمسة وثلاثون عاما مرت على هذا المجلس منذ اقراره ...تطلعت اليه شعوب الخليج بشغف ان يكون نواة لوحدتها واتحادها على مختلف الأصعدة ...ولم يتحقق شيء على الأطلاق ! وخلال هذه الفترة مرت المنطقة بأحداث صعبة كانت كفيلة ان تجعل هذا المجلس على المحك بناء على طريقة تعاطيه مع هذه الأحداث ...فمن حرب الخليج الأولى ثم الثانية لم يكن التعاون العسكري بين دول المجلس على قدر المسئولية مما ادى الى استدعاء قوات خارجية لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي ...وخلال هذه الحرب كان التمثيل الخليجي شرفيا ولم يكن فاعلا كما نصت عليه وثيقة الدفاع المشترك... اما في الشأن الأقتصادي فلم يتم الأتفاق على مبدأ التكامل الأقتصادي بين اعضائه حتى لا يكون هناك تكرار ومنافسة على المنتج الواحد في نفس البلدان وأخص هنا المنتجات البتروكيميائية الأساسية فضلا الى المنتجات الصناعية الأخرى ... لم نتمكن من الأتفاق على تعرفة جمركية موحدة تجعل من الخليج ودوله سوق مشتركة لهم في المقام الأول قبل اللجوء الى استيراد سلعة معينة من دول اخرى ... لم نتمكن من الأتفاق على عملة خليجية موحدة يتم التعامل بها من كل دول المجلس...وهي عملة ان توفرت سوف يكون غطائها قويا تبعا لقوة اقتصادات دول المجلس... لم نتمكن من الأتفاق على رأي موحد ازاء مختلف القضايا الأقليمية والدولية...رأي موحد يظهر قوتنا لا تفرقنا كما يحدث حاليا... وكل ما سبق كان في الأمكان التفاهم بشأنه وايجاد حلول عملية له اذا توفرت الأرادة وحسن النوايا ...ولكننا نلاحظ جميعا بأن تواجد عمان في المجلس لا يعدو كونه مجاملة اكثر منه تفاعلا منذ زمن بعيد وهي من رفض كل المبادرات السابقة بكل ادب ودون جرح الأخرين ...بينما تأتي الكويت محكومة ببرلمان منتخب احيانا تأتي توجهاته بعكس توجهات الحكومة وقيادة البلاد ! ثم تأتي دولة قطر لتحيرنا وتحير كل المراقبين والمحللين فهي تسلك طريقا يختلف تماما عن توجهات دول المنطقة الى درجة انه احيانا ربما يكون معاديا لهم ...وكانت حادثة سحب السفراء مؤخرا من قطر هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت المستور ... بينما لن نذكر البحرين والأمارات لانهما دولتان متفقتان من ناحية المبدأ مع كل ما ينتج عن مجلس التعاون من توصيات ونتائج... وأختم بتمنياتي ان يتم احتواء الأزمة الحالية وان تعود المياة الى مجاريها عاجلا غير اجل ... والى لقاء اخر ...
مشاركة :