الحلم التركي كان صرحا من خيال فهوى !!

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شاعر قصيدة الأطلال الدكتور إبراهيم ناجي قال في مطلعها :يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحا من خيال فهوىالزعيم التركي الراحل كمال أتاتورك استطاع أن يقيم الجمهورية التركية العلمانية على أنقاض دولة الخلافة العثمانية سنة 1923 ومنذ ذلك التاريخ والنظام التركي سواء العلماني أو الإخواني في عهد الرئيس أوردوغان كان لديه حلم وهو الانضمام إلى أوروبا وخاصة بعد قيام الاتحاد الأوروبي سنة 1965 الذي أعلن قيام السوق الأوروبية المشتركة بعد اتفاقية ماسترخت سنة 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتوحد ألمانيا الشرقية والغربية وقد تقدمت تركيا بطلب انضمامها للاتحاد الأوروبي ولكن كان هناك رفض من بعض الدول وخاصة فرنسا وبقي الحلم يراود القادة الأتراك حتى نشوب الأزمة الأخيرة مع هولندا .هولندا هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي رفضت هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها وأيضا منعت وزير الأسرة التركية فاطمة بتول صبان من دخول مبنى القنصلية التركية في روتردام وطلبت منها مغادرة الأراضي مما أدى إلى نشوب أزمة سياسية حادة بين تركيا وهولندا مما دفع الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان لشن هجوم على هولندا واصفا الإجراء الذي قامت به بأنه خطوة نازية وأيضا قامت مجموعة من الشعب التركي بمهاجمة السفارة الهولندية في تركيا وإنزال العلم ورفع علم تركيا عليها مما زاد الطين بلة وتطورت الأزمة لتتحول إلى أزمة سياسية بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.نعتقد أن هذه الأزمة لن تمر مرور الكرام خاصة في وجود أصوات أوروبية تطالب بطرد المسلمين من أوروبا وهي أصوات اليمين المتطرف المتوقع أن يكتسح الانتخابات الفرنسية وغيرها من الانتخابات الأوروبية مما يجعل حلم تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي هو عشم إبليس في الجنة وينطبق على الأزمة التركية الهولندية المثال القائل (القشة التي قصمت ظهر البعير) وقد كانت هناك شعرة تربط تركيا بالاتحاد الأوروبي ولكنها الآن انقطعت وهي شعرة معاوية .إن من الحصافة والذكاء أن لا تقوم الحكومة التركية بأي إجراءات تصعيدية وأن تهدئ اللعب لأنه من الواضح أن الحكومة التركية تتحمل مسؤولية ماحدث لأن وزير الخارجية التركي وأيضا وزيرة الأسرة التركية يقومان بالترويج بتعديلات على الدستور التركي في أوروبا لكسب تأييد الجالية التركية له وهو أمر غير مقبول ومن حق الحكومة الهولندية أن تتخذ القرارات والإجراءات المناسبة لمنع الترويج لأفكار أو برامج سياسية لدول أخرى على أراضيها.هناك مثل يقول (رب ضارة نافعة) ولعل هذه الأزمة تجعل الحكومة التركية تطوي صفحة الحلم التركي بالانضمام إلى أوروبا وتركز جهودها على قضايا العالم الإسلامي وهي كثيرة وتسعى إلى الاقتراب أكثر من دول مجلس التعاون ويكون هناك تحالف عسكري واقتصادي بين تركيا والمملكة العربية السعودية التي تقود دول مجلس التعاون في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة وهو ماصرح به وزير الدفاع الأمريكي على العلن.لا شك أن تركيا لاعب إقليمي بارز في المنطقة ولكن ينبغي عليها أن تفك ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لأنه يقف حجر عثرة أمام مصالحة مصرية تركية وكذلك حجر عثرة أمام تطوير العلاقات التركية الخليجية لأن دول مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة ومملكة البحرين تعتبر تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا.إن حلم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قد تبخر وتلاشى وكما يقول بيت الشعر (ماكل مايتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن) وعلى تركيا أن تفكر بواقعية ولا تلهث وراء الأحلام والأفضل لها أن تحلم بأن تكون هناك قوة إسلامية عسكرية واقتصادية تكون مبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤون الآخرين وفرض الوصاية عليهم كما تفعل إيران التي تسعى للهيمنة على المنطقة بالتدخل في شؤون الدول الأخرى وتصدير الثورة لها ولهذا ينبغي التصدي للخطر الإيراني بدعم التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتركيا هي جزء من هذا التحالف ولكن عليها أن تكون عضو فاعل لما لها من ثقل ومكانة في العالم الإسلامي وهو حلم نتمنى تحقيقه أن تكون هناك سوق إسلامية مشتركة على غرار السوق الأوروبية المشتركة وتكون هناك أيضا قوة إسلامية مشتركة تساهم في حفظ الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي وهناك وعاء سياسي لذلك وهي منظمة المؤتمر الإسلامي للترويج للإسلام المعتدل وليس المتطرف الذي يروج له ويغذيه الراعي الرسمي للإرهاب الدولي إيران.أحمد بودستور

مشاركة :