عيد المرأة في تونس: عمالة منزلية في سن الطفولة

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يمر اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار (مارس) الجاري من دون تسجيل وابل من التعليقات الإلكترونية من قبل ناشطين تونسيين تناولت غالبيتها ما جاء على لسان وزيرة المرأة التونسية نزيهة العبيدي التي أقرت بوجود سوق للنخاسة في بعض الأسواق الشعبية حيث يتم تمكين الأسر الغنية في المدن من عاملات منزليات صغيرات في السن في مقابل مادي يغنمه الوسيط وولي الفتاة. وكانت الوزيرة أعلنت الأسبوع الماضي خلال لقاء إذاعي أن زيارتها لإحدى محافظات الشمال الغربي قادتها إلى اكتشاف جريمة ضد الفتيات القاصرات في هذه المنطقة تتمثل في جمعهن في أحد الأسواق وعرضهن على بعض العائلات الميسورة لاختيار العاملة التي تناسبها، وذلك بتواطؤ السماسرة وأولياء الأمور. هذه التصريحات الصادمة شغلت الرأي العام التونسي وممثلي المنظمات الحقوقية الذين طالبوا في وقت سابق بضرورة سن قانون يقضي بمنع عمالة الأطفال. وأكدت الوزيرة في معرض ردها على استنكار المواطنين أن «قانوناً جديداً لمناهضة العنف ضد المراة سيضع حداً لهذه الممارسات تتضمن بعض فصوله تجريم عمل القاصرات معينات (عاملات في المنازل) وتسليط عقوبات على المتورطين في هذه الجريمة تصل إلى السجن». وفي ندوة صحافية نظمتها الوزارة لمناسبة عيد المرأة أكدت الوزيرة أن نسبة 5.17 في المئة من العاملات المنزليات تتراوح أعمارهن بين 12 و17 سنة. وفي تعليق على الحادثة كتبت الناشطة بية العبدلي: «في عيد المرأة تقوم نساء المجتمعات الراقية بتشغيل قاصرات أميات وإذلالهن ثم يتشدقن على صفحاتهن بالمواقع الاجتماعية بالحديث عن حقوق المرأة والطفل. متى تنتهي هذه المظلمة؟». أما الناشط أحمد الخرشاني فكتب معلقاً إن «الناشطات النسويات اللواتي يتظاهرن بدعمهن لحقوق المرأة يفعلن ذلك في الحقيقة من أجل لهف هبات المنظمات العالمية». وأضاف: «رأيت بأم عيني فتيات صغيرات يقمن بتنظيف الحدائق أثناء هطول المطر وأخريات يعنفن بسبب عدم اهتمامهن بأكل وحمّام قطط وكلاب السيدات الثريات. كما أن إحدى القاضيات التونسيات تشغل فتاة في الثانية عشرة من عمرها». «الحياة» التقت «قمرة» التي تبلغ اليوم السابعة عشرة من عمرها وكانت بدأت العمل منذ سن العاشرة مساعدة منزلية لدى إحدى الأسر الثرية في محافظة صفاقس في الجنوب التونسي. بكثير من الحسرة تقول قمرة: «انقطعت عن الدراسة في سن مبكرة بسبب عدم قدرة والدي على متابعة تعليمي، في سن العاشرة اصطحبني والدي إلى المدينة حيث تركني لدى أسرة غريبة طالبتني ربّتها فوراً بالاستحمام وتبديل ملابسي قبل أن تسلمني الممسحة وتحملني مسؤولية نظافة منزل مكون من طبقتين وست غرف». وأضافت: «معاملة أفراد الأسرة لي لم تكن سيئة ولكن الأعمال المنزلية التي تم تكليفي بها لأربع سنوات متتالية فاقت قدرتي على التحمل وخلفت لي أوجاعاً وأذى في العمود الفقري ما أجبرني على التوقف عن العمل والعودة إلى عائلتي التي لم تستسغ هذا القرار». لكن «قمرة» التي ينطق باسمها اليوم ناشطون يطالبون بحقها ومستخدمون يستغلونها على السواء، بدت غير مبالية بما حدث معها وما يجري من حولها، إذ اقتصر اهتمامها وهي تسرد قصتها على تأكيد رغبتها في إيجاد عمل جديد في منزل بطبقة واحدة وغرف قليلة. فذلك أقصى أحلامها.

مشاركة :