قال الرئيس الأميركي باراك أوباما امس، إن كوريا الشمالية لا تشكل تهديداً للمنطقة فحسب، بل للولايات المتحدة أيضاً، وأعرب عن أمله في أن تستخدم بكين نفوذها لكبح جماح حليفتها بيونغيانغ. وكان الرئيس الاميركي يتحدث في كوريا الجنوبية التي وصل اليها في زيارة تطغى عليها اشارات متزايدة الى ان الشمال يستعد لإجراء تجربة نووية جديدة. كما رافقت وصول اوباما اجواء الحداد في الجنوب بعد غرق عبارة ادى الى 300 ضحية غالبيتهم طلاب ثانويون. وقدم اوباما تعازيه الى نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين-هيي حول المأساة. وطغت على جدول اعمال محادثات اوباما في سيول معلومات عن استعدادات بيونغيانغ لإجراء تجربة نووية جديدة. وأظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية قبل يومين، نشاطاً متزايداً في موقع بونغيي-ري للتجارب النووية في كوريا الشمالية، وهذا النشاط مرتبط «على الارجح بالتحضير لتفجير جديد»، بحسب المعهد الاميركي - الكوري في جامعة «جونز هوبكنز» الاميركية. وكانت سيول أعلنت الثلثاء انها رصدت في هذا الموقع مؤشرات تدل على ان بيونغيانغ قد تكون تحضر لتجربة نووية جديدة قد تجريها خلال زيارة اوباما لسيول والتي ستستمر 48 ساعة. وحذرت كوريا الشمالية في آذار (مارس) الماضي، من أنها لن تستبعد «شكلاً جديداً» من التجارب النووية لتعزيز ردعها النووي وذلك بعدما دان مجلس الأمن إطلاق بيونغيانغ صاروخاً باليستياً متوسط المدى في البحر شرق شبه الجزيرة الكورية. وأشارت الصور الأخيرة للاقمار الاصطناعية الى حركة متزايدة للعربات والمواد قرب ما يعتقد انهما مدخلان لنفقين جاهزين لإجراء تجارب، كما افاد المعهد الاميركي - الكوري على موقعه «38 نورث». كما اظهرت الصور ما بدا انها عربات تابعة للقيادة والمراقبة من اجل تأمين اتصالات سرية بين موقع التجارب والمنشآت الاخرى. وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات الأمم المتحدة منذ أجرت أول تجربة نووية في تشرين الاول (اكتوبر) 2006 وبموجب العقوبات يحظر عليها إجراء تجارب نووية وصاروخية وتحظر أيضاً على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تجارة السلاح مع بيونغيانغ. وبعد تجربتها النووية الأولى، أجرت بيونغيانغ تجربتين في ايار (مايو) 2009 وشباط (فبراير) 2013، واذا مضت بيونغيانغ قدماً في تجربتها الرابعة فإنها ستكون تحدياً واضحاً لمساعي اوباما من اجل تكريس دور الولايات المتحدة كقوة في المحيط الهادئ. ومن آن لآخر تهدد كوريا الشمالية بتدمير الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وفي مستهل جولته الآسيوية في طــــوكيو حض اوباما بكين على الضـــغط على بيونغـــيانغ لحملــــها على وقـــف برنامجها الــــنووي، مقراً علناً بدور الصين الذي لا غــنى عــنه في هذا الملف. وقال الرئيس الاميركي ان «كوريا الشمالية قامت بأعمال استفزازية عدة في العقود الماضية ولعبت دوراً غير مسؤول على الساحة الدولية لعقود». وأضاف: «انها الدولة الأكثر عزلة في العالم وتعاني من عقوبات دولية اكثر من اي دولة اخرى». وكان اوباما حذر في مقابلة قبل وصوله الى سيول من ان كوريا الشمالية يمكن ان تتوقع «رداً حازماً» اذا ارتكبت «خطأ» القيام بتجربة نووية جديدة. في المقابل، نددت بيونغيانغ بزيارة اوباما للجنوب معتبرة انها تحرك «خطر يمكن ان يزيد من التصعيد العسكري ويشيع «غيوم سباق نحو التسلح النووي» فوق شبه الجزيرة الكورية. وتنشر واشنطن، حليفة سيول، 2850 جندياً في كوريا الجنوبية ويقوم الجانبان كل عام بمناورات مشتركة يندد بها النظام في الشمال. وللزيادة من التوتر، أطلقت سفينة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية طلقات تحذيرية امس، بعدما عبر زورقان كوريان شماليان الحدود البحرية المتنازع عليها بين الشطرين. وسرعان ما انسحب الزورقان اللذان كانا يقومان بدورية.
مشاركة :