أعلنت «هيئة تحرير الشام»، تحالف لفصائل إسلامية متشددة، اليوم (الأحد) مسؤوليتها عن هجوم مزدوج أسقط عشرات القتلى والجرحى في العاصمة السورية دمشق أمس. وقالت «الهيئة» في بيان إن الهجوم انتقام لما وصفته بدور إيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف البيان «تم تنفيذ هجوم مزدوج... أحدهما على تجمع للميليشيات الإيرانية المحتلة والآخر على حشود الدفاع الوطني وسط العاصمة دمشق». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن معظم قتلى الهجوم عراقيون شيعة كانوا في طريقهم إلى زيارة مقبرة قرب الحي القديم في دمشق. وقال «المرصد» اليوم، إن عدد قتلى التفجير المزدوج في دمشق ارتفع إلى 74 قتيلاً. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال أمس إن 44 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون في التفجير. من جهته، نقل التلفزيون العراقي عن وزارة الشؤون الخارجية في بغداد قولها، إن 40 عراقياً على الأقل قتلوا في التفجيرين الانتحاريين في دمشق اليوم. وفي شأن آخر، قال بشار الأسد إنه لم ير «شيئاً ملموساً» بعد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ما يتعلق بتعهده دحر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ووصف القوات الأميركية الموجودة في سورية بأنها «قوات غازية» لأنها دخلت من دون إذن. وقال الأسد في مقابلة مع قناة «فينيكس» التلفزيونية الصينية إنه «نظرياً» لا يزال يرى مجالاً للتعاون مع ترامب «لكن عملياً» لم يحدث شيء بهذا الصدد بعد. وأضاف أن تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية إعطاء الأولوية لدحر تنظيم «الدولة الإسلامية» كان «مقاربة واعدة» لكن «لم نر شيئاً ملموساً بعد في ما يتعلق بهذا الخطاب». ووصف الأسد الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد «داعش» في سورية بأنها «هجمات وغارات عسكرية» تقتصر على مناطق صغيرة، وقال «نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأميركية بتنفيذ ما سمعناه». وسُئل الأسد عن نشر قوات أميركية قرب مدينة منبج شمال البلاد، فقال «أي قوات أجنبية تدخل سورية من دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية. ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيداً». وتهاجم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية منذ أكثر من عامين. وتدعم حالياً حملة لمقاتلين سوريين متحالفين معها لتطويق مدينة الرقة معقل التنظيم المتشدد في سورية وانتزاع السيطرة عليها. وأشار الأسد إلى أن قواته المدعومة من روسيا اقتربت من الرقة، قائلاً «بتنا قريبين جداً من الرقة الآن... بالأمس وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جداً من مدينة الرقة... والرقة هي معقل داعش اليوم وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا». لكنه أوضح أن قواته قد تشن هجوماً موازياً صوب دير الزور في الشرق قرب الحدود العراقية. ومحافظة دير الزور بالكامل تقريباً تحت سيطرة التنظيم. وقال الأسد إن دير الزور «استخدمها داعش كممرات ومعابر للدعم اللوجيستي بين العراق وسورية وبالتالي سواء هاجمنا المعقل أو هذا المعبر الذي يستخدمه داعش فإن للهجوم النتيجة نفسها».
مشاركة :