OKAZ_online@يتجه هواة الطائرات الشراعية من مدن مكة المكرمة وجدة والطائف صوب محافظة «بدر» لممارسة هذه الرياضة المختلفة الألوان والأشكال، ويتجهمون السفر قاصدين أجواء «بدر» وتلالها ورمالها المتلائمة مع هوايتهم المفضلة، لتتزين سماء المحافظة بتلك الرياضة المحببة للشباب.ويرجع متخصصون إقبال الشباب على ممارسة تلك الرياضة في محافظة بدر إلى طبيعة الرياح بها، والمنحدرات الرملية التي تمكِّن الشباب من القفز دون تكاليف مالية في اقتنائها أو نقلها، وسهولة صيانتها، وعدم حاجتها إلى وقود خاص أو رخصة طيران، وبساطة تعلمها للذين يرغبون بممارستها.«عكاظ» التقت بعض الهواة الذين ألقوا الضوء على هذه الهواية، التي تستهوي الكثير منهم، فأشاروا إلى أنه يتم الاعتماد في الطيران الشراعي على المظلة الشراعية (Parachute) التي تساعد في الطيران.ويؤكد محمد الحربي أن محافظة بدر أفضل منطقة يمكن ممارسة هوايته فيها، إذ تمتلك المحافظة التلال الرملية العالية التي تساعد على الإقلاع، وأجواؤها في معظم العام هادئة، إضافة إلى أن أهالي بدر يحبون مشاهدتها، وفي كل يوم تخرج العائلات والأطفال لمشاهدة الشباب الهواة، ما يزيد لديهم الحماس والإخلاص في إتقان هذه الهواية.أما أحمد الزهراني فأوضح أن هناك أجواء معينة في بدر تمكِّن الشباب من مزاولة هذه الهواية، وليس كل الأوقات مناسبة للطيران كما يتوقع البعض، بل إنها تعتمد على الرياح الهادئة، مضيفا أن أقصى سرعة رياح مسموح الطيران بها هي ٢٠ كليومترا في الساعة، فما زاد عن ذلك من سرعة فالممارس الهاوي يدخل مرحلة الخطر، ما عدا الطيارين المحترفين، مشيرا إلى أنهم يستخدمون مظلات خاصة في معظم أوقاتهم.وأكد أن أفضل وقت للطيران من الصباح الباكر إلى الضحى، ومن الثالثة عصرا إلى غروب الشمس، مضيفا أن «الطيران الشراعي لا يعتبر رياضة مرخصة للطيران ليلا، وهي رياضة جوية تستخدم فيها طائرات خفيفة وتنتشر حول العالم منذ بداية الثورة المعلوماتية والتقنية في صناعة الطائرات، ولها منظمات عالمية واتحادات دولية وأندية، ونحن في المملكة نمارسها تحت مظلة نادي الطيران السعودي».«عكاظ» التقت بعض أهالي بدر، إذ طالب سعيد الحربي الجهات المختصة بتبني هؤلاء الشباب السعودي ذوي المهارات العالية، موضحا أنه يحرص وعائلته على الحضور أسبوعيا لمشاهدة هؤلاء الشباب وهم يمارسون هذه الرياضة، مشيرا إلى أن شباب بدر بدأوا رياضة الطيران الشراعي منذ 10 سنوات، في وقت لم تكن معروفة لدى الأهالي، إذ كانوا يتخوفون منها لخطورتها، ويعاتب الحربي الإعلام لضعف اهتمامه بهذه الرياضة، خصوصا أن الشباب أصبح متلهفا عليها.ووصف ثلاثة من شباب محافظة بدر (أحمد وخالد وصالح الصبحي) الشباب الممارسين لهذه الرياضة بـ«المحترفين»، مع أنهم يمارسونها كهواة، موضحين أنهم يأتون مبكرا لمشاهدة كيفية ممارستها والاستفادة من أحاديث ممارسيها وعشقهم لها.طائرات شراعية تتفاوت في السرعة والإقلاععدَّد جلال الميسري أنواع الطائرات الشراعية مثل «برقلايدر» وهو طيران انزلاقي من الجبال والمنحدرات، و«هنق لايدر» وهو أيضا طيران انزلاقي من المنحدرات ولكنه بجناح ثابت على شكل مثلث، و«برموتور» وهو طيران بواسطة محرك محمول على الظهر وجناح مقوس على شكل هلال، و«ترايك برموتور» وهو عربة ثلاثية أو رباعية العجلات وجناحها قريب من «البرموتور»، و«ترايك بور برشوت» وهو عربة أكبر وأضخم من «الترايك»، و«ميكرولايت ايروكرافت» وهي طائرة لها جناح على شكل مثلث.وأوضح أن طائرة «ترايك» خفيفة لها هيكل معدني مثبت على ثلاث عجلات وخلفها موتور، وتعتمد على حركة المروحة المثبتة في الموتور، تساعدها في الإقلاع والهبوط.وأشار إلى أن طائرة «مايكرو لايت» لها مقعدان، وقوتها تتفاوت ما بين 50 و100 حصان، ولها جناح ثابت، وتحتاج إلى مدرج أطول من 30 مترا في أماكن خاصة.وأكد أن رياضة الطيران الشراعي (البراقلايد) من أحدث الرياضات على مستوى العالم، موضحا أنها انتشرت بشكل سريع على مستوى المملكة، وأخذت مكانها بين الشباب المحب للمغامرة، وأصبحت لها أندية ومدارس محلية تضاهي نظيراتها العالمية.أسعار «الشراعية» تصل إلى 450 ألفاأكد المدرب علي الشيخ اختلاف أسعار الطائرات المستخدمة في الطيران الشراعي، فهناك من يصنفها بناء على الوزن والعدد (شخص، وشخصان)، ومن يصنفها بناء على نمط الطيران بمحرك أو دون محرك (حر)، لكن الأغلب يصنف الطيران الشراعي دون محرك أو بمحرك وحجمه، موضحا أن رخصة طائرة «باروموتر» تصل لنحو ستة آلاف ريال، في حين تبلغ تكلفة محركها نحو 36 ألف ريال، بينما قد تبلغ قيمة «مايكرو لايت» 240 ألف ريال.أما الطائرات «برقلايدر» فيتراوح سعرها ما بين 15 إلى 30 ألف ريال، وأكثر الطائرات انتشارا في الطيران الشراعي «جاروكابتر» الألمانية، ولكنها مخصصة لمن هم في مرحلة متقدمة، إذ لا يستطيع المتدرب الناشئ مزاولتها، مشيرا إلى أن أكبر مصنع لها على مستوى العالم في ألمانيا، التي تتميز بأنها أكثر الطائرات الشراعية حصولا على شهادات الأمن والسلامة، عدا عن كونها محققة الرقم القياسي في الطيران الذي يصل إلى 1262 كيلومترا دون توقف، وتبدأ أسعارها من 280 ألف ريال وتتدرج لتصل إلى 450 ألف ريال.
مشاركة :