معهد دراسات الحرب الأمريكي: نظام الأسد لا يعتبر شريكًا لواشنطن ضد داعش والقاعدة

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نشر معهد دراسات الحرب الأمريكى هذا الشهر تقريرا ذكر أنه نتاج تعاون بينه وبين «مشروع التهديدات الخطيرة»، التابع لمعهد إنتربرايز الأمريكى لأبحاث السياسات العامة، وأن ما تضمنه التقرير من آراء هو جزء من جهد استغرق شهورا عديدة لصياغة وتقييم المسارات السياسية، التى يمكن للولايات المتحدة اتباعها لمواجهة التهديد الذي يمثله فى سوريا تنظيما داعش والقاعدة. ويشير التقرير الى أن فكرته الأساسية تقوم على أساس أن نظام بشار الأسد لا يعتبر شريكا لأمريكا قابلا للاستمرار ضد داعش والقاعدة، وأن روسيا وإيران اخترقتا سلطات القيادة والتحكم فى جيش النظام على كل المستويات. كما أن التحالف الموالي لنظام الأسد لا يستطيع تأمين كل سوريا. كما يؤكد التقرير أن أي استراتيجية أمريكية تعتمد على القوات الموالية للنظام فى القضاء على الإرهابيين فى سوريا سيكون مصيرها الفشل. وأوضح التقرير ان جيش النظام لم يعد قائما كقوة مقاتلة موحدة ومتماسكة تتمتع بالقدرة على تأمين كل أجزاء البلاد بمفردها. واشار إلى أن انشقاق بعض الجنود وهروب البعض الآخر بالإضافة إلى الاستنزاف، الذى عانى منه الجيش طوال السنوات الماضية أدى إلى خفض فى قوته القتالية يصل لأكثر من النصف، وأن القوة بلغت نحو 100 ألف جندي فى عام 2014، وأن عددا قليلا فقط منهم يتراوح بين 30 ألفا و40 ألف جندي يمكن الاستعانة بهم فى العمليات الهجومية. وحول دور إيران في سوريا، ذكر التقرير أن إيران توفر عددا كبيرا من القوة البشرية التى يواجه جيش الأسد عجزا فيها، وذلك لتأمين المكاسب المهمة التى تحققها القوات الموالية للنظام على الأرض. وتقوم إيران بإدارة تحالف يضم حوالى 30 ألف مقاتل من بينهم مقاتلون من الحرس الثوري، وميليشيا حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية، ومقاتلون شيعة أفغان، مع العلم بأن إيران أرسلت نحو 7000 من مقاتليها إلى سوريا من بينهم عناصر من القوات البرية التابعة للجيش الإيراني. وأشار التقرير إلى أن إيران كان لها دور مهم فى إعداد الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام، وتحت قيادة النظام من الناحية الظاهرية فقط، ويتمثل هدفها من وراء ذلك في تأسيس بنية أساسية طويلة الأجل لكى يكون هناك «حزب الله سوري». وشاركت إيران وميليشيا حزب الله بالقيام بدور مهم فى تأسيس قوات الدفاع السورية على غرار قوات الباسيج الإيرانية. كما تولت إيران الإشراف على حملات تجنيد فى أنحاء البلاد وكانت أحيانا تنافس النظام فى ذلك بصورة مباشرة من خلال عرض مرتبات تنافسية. وبالنسبة لروسيا، أشار التقرير إلى أنها دعمت جيش الأسد والهياكل الرسمية للدولة، وتقدم للجيش بصورة مباشرة أغلبية مساعداتها العسكرية، التى تشمل بعض الأسلحة المتقدمة. وسعت روسيا جاهدة لأن توضح أن مشاركتها العسكرية فى سوريا هي نتيجة اتفاق ثنائي بين حكومتين شرعيتين لمواجهة الإرهاب. ولكن من ناحية أخرى أضعفت روسيا من سيادة النظام من خلال سيطرتها على العمليات الكبيرة فى شمال البلاد فى أواخر عام2015. وأكد التقرير فى نهايته على أن أي سياسة ترفع من شأن روسيا والأسد في مواجهة الجماعات الجهادية سوف تؤدي إلى تمكين إيران في سوريا، وفي الوقت نفسه ستفشل أي محاولة لدق إسفين بين روسيا وإيران نظرا لدور إيران المهم في سوريا. كما أشار التقرير إلى أن روسيا أو إيران لا تطلب أي نهاية للحرب الأهلية فى سوريا أو هزيمة داعش، وأن الدولتين شاركتا في الحرب فقط لقمع خصوم النظام وتدعيم قدرة كل منهما على العمل بحرية في المنطقة وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وذكر التقرير في نهايته أنه «على هذا الأساس يتعين على الولايات المتحدة العمل على استعادة نفوذها وانتزاع تنازلات مهمة من التحالف الموالي للنظام وعدم الاستسلام للأعداء الاستراتيجيين من أجل مكاسب غير دائمة في مواجهة داعش والقاعدة».

مشاركة :