لم تكن ليلة عادية على الجماهير النصراوية، فقد خيب فريقها الأول آمالها، وخرج آلاف القادمين من كل حدب وصوب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، من داخل وخارج المملكة شيبا وشبابا، صغارا وكبارا ، وهم يجرون اذيال الحسرة والقهرة . فحتى أشد المتشائمين من عشاق ومحبي النصر لم يتوقعوا هذا السيناريو الغريب، وخسارة فريقها كأس ولي العهد أمام الاتحاد على مرأى حوالي (53) الفا منهم قرابة أربعين ألف نصراوي في المدرجات ، والملايين خلف الشاشات. فريق مدجج بنجوم محليين وأجانب دوليون يسقط على أرضه وبين جماهيره أمام فريق أقل منه فنيا، ليخسر بغرابة أولى بطولات هذا الموسم. والحقيقة التي تكشفها (النادي) أن خسارة فريق النصر لم تكن وليدة مباراة الجمعة، فقد بدأت قبل أيام من النهائي وبالتحديد بعد مباراة الفيصلي، حيث اجتمع رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي وطلب منه إشراك قائد الفريق حسين عبدالغني رغم غيابه عن تمثيل الفريق في أي مباراة رسمية لمدة أربعة شهور باستثناء مشاركته في آخر ربع ساعة من مباراة النهضة بكأس الملك، مما يعني افتقاده حساسية المباريات. ولم يكتف بهذا الطلب بل طلب تجهيز الحارس عبدالله العنزي رغم عدم إنضباطيته في التدريبات، حيث غاب بعد مباراة الأهلي عدة أيام اعتراضا على عدم إشراكه في مباراة الاهلي، ثم عاد وغاب مطلع الاسبوع الماضي وذلك على حساب الحارس حسين شيعان الذي حمى عرين النصر طوال مشواره في البطولة، حيث اهتزت شباكه مرة وحيدة فقط في أربع مباريات. ورغم إعجاب المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون بالمهاجم نايف هزازي إلا أن خلافا نشأ بين الرئيس واللاعب قبل يومين من النهائي بسبب حقوقه المتأخرة عقب أن منح الرئيس مقدمات عقود بعض اللاعبين وتجاهل آخرون، حيث ساهم هذا الخلاف في تغيبه عن القائمة الأساسية للمباراة النهائية مقابل مشاركة المهاجم محمد السهلاوي الذي يشهد مستواه انحدارا رهيبا حيث فشل في تسجيل أو صناعة أي هدف في اخر ست مباريات. وانصاع المدرب كاريتيرون ذو الشخصية الضعيفة لمطالب الرئيس في التشكيلة بالمشاورة مع الرئيس حيث اعتمد فيها على ثلاثة محاور لمساعدة القائد على اداء ادواره الهجومية، والاعتماد على تكتيك الكرات العالية رغم اللعب بمهاجم واحد. وأخفت الإدارة والمدرب على اللاعبين والإعلام التشكيلة خوفا من تسرب اسم القائد حتى لايتأثر الحضور الجماهيري وعدد كبير من اللاعبين غير الرغبين بوجود القائد . بل ان المدرب لم يقم أي مناورة في التدريبات الرئيسية الذي يسبق المباراة بيومين من أجل ذلك، ولكن عندما علم اللاعبون بأمر إشراك حسين والعنزي، وإرجاع الفريدي وشيعان للدكة حدثت انقسامات بين اللاعبين أثرت عليهم نفسيا وانعكست عليهم سلبيا في المباراة. ومازاد الطين بلة عدم منح اللاعبين جزءا من رواتبهم المتأخرة لمدة سبعة أشهر ، رغم وعود الريئس المتكررة بمنحهم راتبا أو راتبين قبيل النهائي. لتلقي هذه العوامل بشكل سلبي على أداء الفريق وهو ماظهر على أرضية الملعب، حيث كلفت هذه المشاكل والتدخلات والمجاملات خسارة الفريق لنهائي كأس ولي العهد. يشار إلى أن صحيفة (النادي) قد انفردت قبيل يوم من النهائي بنشر خبر فرض رئيس النادي الامير فيصل بن تركي حسين عبدالغني على التشكيلة الاساسية في النهائي رغم تحذيرات المحبين والعشاق.
مشاركة :