العنابي قادر على مواجهة التحدي الإيراني

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد:مع تواصل العد التنازلي واقتراب موعد المباراة المهمة جداً التي سيخوضها العنابي أمام نظيره الإيراني، والمقررة في الثالث والعشرين من هذا الشهر على ملعب البطولات بنادي السد في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى لتصفيات الحسم الآسيوية لمونديال "روسيا 2018" ، يكون من الطبيعي أن تحظى استعداداتنا بكل هذا الترقب الكبير الذي يجعل الأنظار كلها مسلطة على ما يحدث في آخر مراحل تلك الاستعدادات تحت قيادة المدرب الأورغواياني فوساتي.. وعندما نقول إنها مباراة مهمة جدا فذلك لأن واقع حال المنافسة في مجموعتنا بات يفرض علينا وجوب التعامل مع رحلة الإياب من هذه التصفيات على أنها هي البوابة التي يمكن أن نتجاوز من خلالها ما صادفنا من تعثرات خلال رحلة الذهاب التي خرجنا منها بحصيلة فقيرة قوامها أربع نقاط فقط من (15) نقطة ممكنة. وبسبب من هذه الحصيلة الفقيرة كان العنابي قد تراجع إلى المركز الخامس وقبل الأخير فيها متأخرا عن نظيره الإيراني المتصدر بفارق سبع نقاط وعن الكوري الجنوبي الوصيف بفارق ست نقاط، وهما المنتخبان اللذان يشغلان حاليا المركزين المؤهلين للصعود مباشرة إلى نهائيات كأس العالم. الأمل مازال قائماًومع أن المهمة ستكون قطعاً بالغة الصعوبة إلا أن الأمل يبقى قائما بالنسة إلى العنابي ولكن بشروط أبرزها أن يصار إلى التعامل مع المباريات الخمس المتبقية بطريقة مباريات الكؤوس التي ترفض أي تعثر جديد وخصوصا تلك المباريات التي ستقام على أرضنا وبين جمهورنا. وهنا نشير إلى أن ما يميز العنابي أو ما يصب في مصلحته خلال رحلة الإياب هذه، هو أنه سيخوض ثلاثا من مبارياته الخمس هذه هنا في الدوحة وهي مباراته الأولى أمام إيران في الثالث والعشرين من هذا الشهر والثالثة أمام كوريا الجنوبية في الثالث عشر من يونيو المقبل والخامسة والأخيرة في رحلة العودة وستكون أمام الصين في الخامس من سبتمبر المقبل. غير أن ما يجب أن نركز عليه الآن هو مباراتنا القادمة أمام إيران حيث نرى أنها يمكن أن تكون هي المفتاح الحقيقي لإحياء الأمل الذي كان قد تضاءل إلى حد بعيد بعد أن خسرنا أول ثلاث مباريات في هذه الرحلة وكانت أمام إيران في طهران (صفر – 2) وأمام أوزبكستان هنا في الدوحة (صفر -1) ثم أمام كوريا الجنوبية في كوريا (2 - 3) وقبل أن نبدأ مرحلة الحصاد التي كسبنا من خلالها أربع نقاط إثر الفوز على منتخب سوريا (1 - صفر) في الدوحة والتعادل سلبا مع الصين هناك في الصين. ولكي لا نذهب بعيدا في الحديث عن أي توقعات بشأن ما يمكن أن يحدث في رحلة العودة هذه دعونا نركز هنا على مباراتنا مع إيران حيث إن الآراء كلها تتفق على أنها قد تكون الأصعب ، أو لنقل إنها واحدة من أصعب مباراتين تنتظران العنابي إلى جانب مباراتنا المقبلة مع كوريا الجنوبية. فالمنتخب الإيراني يتمتع بمقومات فنية وبدنية معروفة ويتميز بخبرته الكبيرة والطويلة في التعامل مع هكذا مباريات ، ولعل هذا هو بالضبط ما مكنه من الفوز على العنابي ذهابا بهدفين نظيفين .. غير أن ما يجب أن لا نغفله في هذا الجانب أيضا هو أن العنابي لم يكن سهلاً أبدا في تلك المباراة. فلعلكم تذكرون سيناريو تلك المواجهة التي أحرج فيها لاعبونا المنتخب الإيراني الذي كان يلعب في عقر داره وبين جمهوره المحتشد بقوة فوق مدرجات ملعب آزادي .. وتذكرون أيضا كيف فرض العنابي التعادل السلبي حتى الدقائق الأخيرة من ذلك اللقاء ليضع المنتخب الإيراني في أحرج موقف كونه كان يلعب على أرضه وبين جمهوره .. ولولا الخطأين الساذجين وغير المتوقعين لحارس مرمانا كلود امين في الوقت بدل الضائع من تلك المباراة لما كان بإمكان المنتخب الإيراني كسب تلك المباراة ولكان العنابي قد عاد يومها من طهران بنقطة تعادل ثمينة جداً. فرصة الرد ممكنةولعل السيناريو ذاك هو ما يجعلنا نذهب إلى أن فرصتنا في الرد على تلك الخسارة ستكون ممكنة بإذن الله لا سيما أننا نتحدث هنا عن صورة أخرى مختلفة للعنابي الذي تصاعد مستواه بالتأكيد بعد أن تولى فوساتي قيادته خلفا لمواطنه كارينيو وهو ما ظهر بكل وضوح خلال المواجهة الأصعب في ثالث مبارياته يوم أحرجنا المنتخب الكوري الجنوبي على ملعبه ووسط جمهوره أيضا لنتقدم عليه في الشوط الأول بهدفين لهدف قبل أن نسمح له بتسجيل هدفين في دقيقتين خلال الشوط الثاني ليخطف النقاط الثلاث ويحرم العنابي من فرصة العودة من هناك بنقطة التعادل على الأقل. ثقة كبيرة في لاعبيناوبرغم كل ما قيل أو يقال عن صعوبة المواجهة المرتقبة أمام إيران إلا أن المطلوب الآن هو التركيز على الإعداد النفسي للاعبينا بنفس القدر الذي يصار فيه إلى التركيز أيضا على الجوانب الفنية والبدنية .. فقد يكون من الأهمية بمكان أن يدرك لاعبونا أنهم ليسوا أمام "بعبع" الكرة الآسيوية مثلما يحلو للبعض أن يطلق على المنتخب الإيراني. وأن الحقائق كلها تؤكد أن العنابي ليس أقل شأنا من هذا المنتخب، وأنه إذا كان قد أحرجه هناك على ملعبه وبين جمهوره قبل أن يخسر بتلك الطريقة الدراماتيكية فلابد أن يكون قادرا على أن يتفوق عليه هنا على ملعبنا وبين جمهورنا. وعندما نقول ذلك فإننا لا نبالغ ولا نقفز على الحقائق وإنما تلك هي الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها لاعبونا إيمانا مطلقا وأن يعملوا على تجسيدها على أرض الواقع وهو ما ننتظره منهم بالتأكيد منطلقين من ثقتنا الكبيرة بإمكاناتهم وبجدارة جهازهم الفني الذي نأمل في أن يكون قد قطع من اللاعبين شوطا مهما في هذا الاتجاه. نعم، هي مباراة صعبة بالتأكيد خصوصا أن المنتخب الإيراني كان قد وصل إلى أعلى درجات الثقة بالنفس بعد أن اجتاز رحلة الذهاب دون خسارة محققا ثلاثة انتصارات وتعادلين، غير أننا في المقابل لابد أن نعي حقيقة أن العنابي قادر على اجتياز صعوبة هذا اللقاء متى ما عزم لاعبوه على الارتقاء بإمكاناتهم إلى أعلى مستوى ومتى ما حرصوا على أن يكونوا عند حسن الظن وعقدوا العزم على انتزاع فوز سيكون له طعم الشهد لأنه سيرسم خارطة طريق جديدة في واقع الصراع على التأهل من هذه المجموعة.

مشاركة :