حاول الفرار بعد دهسه اثنين فسحق 38 شخصاً.. هذه تفاصيل الحادثة التي تحوّلت إلى فاجعة في هايتي

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت مدينة غوناييف في هايتي، إحدى بلدان البحر الكاريبي، أمس الأحد 12 مارس/آذار 2017، مأساة مرورية راح ضحيتها 38 قتيلاً و13 جريحاً، بعدما صدمت حافلة جمعاً من عازفي الشوارع أثناء محاولة سائقها الفرار إثر دهسه عرضاً اثنين من المشاة. وقالت مديرة الدفاع المدني في هايتي ماري-ألتا جان باتيست، إن "الحافلة صدمت أولاً اثنين من المشاة فقتلت أحدهما وأصابت الآخر بجروح. وعند محاولتها الهرب صدمت ثلاث فرق من الرارا (عازفي الشوارع) مما أسفر عن مقتل 33 شخصاً". ونقلت أجهزة الإسعاف الجرحى إلى مستشفى هذه المدينة الواقعة على بعد 150 كلم شمال العاصمة بور أو برنس، ولكن ما هي إلا ساعات حتى توفي أربعة منهم لتصبح حصيلة المأساة عصر الأحد 38 قتيلاً و13 جريحاً. وفي مستشفى لابروفيدانس حيث يرقد الجرحى لا تزال أهوال الحادث الذي وقع قرابة الساعة الرابعة فجراً ماثلة أمامهم. "كنا نستمتع وفجأة" قال أحدهم ويدعى جان-رينال إدوار (26 عاماً) "كنا في الفرقة، كنا نستمتع وفجأة.. مرت الحافلة وسحقت الناس". وأضاف من على سريره في قسم الطوارئ وقد جلست إلى جانبه صديقته إن الحافلة "صدمتني في وركي فسقطت أرضاً ومن ثم لم أعد أذكر شيئاً مما حصل بعد ذلك". وليس بعيداً من سرير إدوار تنهمك غويردا فينيلوس في منع الذباب من أن يحط على وجه حفيدها بيترسون الغائب عن الوعي. وتقول الجدة البالغة 61 عاماً إن "إحدى حفيداتي قتلتها الحافلة، وهو يرقد هنا. لم يتكلم حتى الآن. إنه على قيد الحياة لأنه موصول بالأوكسجين". وتضيف "أتألم لرؤيته هكذا، وما يقتلني هو صمته فلو تكلم قد يصبح لدي أمل". وفي هايتي غالباً ما يعمد السائقون الذين يرتكبون حوادث دهس إلى الفرار خوفاً من أن يقتلهم السكان، ولهذا السبب سارعت الشرطة إلى التدخل فجر الأحد لتهدئة السكان الغاضبين. وقال فوستان جوزف منسق الدفاع المدني في المنطقة إن "الناس الذين لم يصابوا في الحادث حاولوا إحراق الحافلة بمن فيها". وفي بادئ الأمر أكد جوزف أن "الحافلة وركابها وسائقها نقلوا إلى مركز شرطة غوناييف" حيث "وضع السائق والركاب في مكان آمن"، ولكن الشرطة ما لبثت أن نفت أن يكون السائق قد وضع في المركز مؤكدة أنه لاذ بالفرار قبل أن يصل عناصرها إلى مكان الحادث لإلقاء القبض عليه. وعصر الأحد أعلنت الشرطة أن السائق الفار يعمل لدى شركة بلو سكاي التي تربط حافلاتها بين العاصمة وكبريات المدن الواقعة في شمال البلاد. ووقعت حوادث في المنطقة بعد انتشار خبر فرار السائق لكن الهدوء عاد إلى المكان عصراً، بحسب السلطات المحلية التي أعلنت أن ركاب الحافلة تمكنوا على الإثر من مغادرة مركز الشرطة. خط مستقيم يذكر أن الطريق حيث وقعت المأساة عبارة عن خط مستقيم لا عوائق فيه ولا تعرجات. وأعرب رئيس هايتي جوفنيل مويز في بيان عن "ذهوله إزاء الحادث وقدّم باسم الحكومة مجتمعة تعازيه الصادقة للأسر وأقارب ضحايا هذه المأساة المجانية على طرقاتنا الوطنية". وإذ أمر الرئيس بـ"فتح تحقيق بأسرع ما يمكن لكشف ملابسات هذه المأساة"، ناشد "مستخدمي الطرقات العامة توخي الحذر". وغوناييف هي ثالث كبرى مدن البلاد وتقع على بعد حوالى 150 كلم شمال بور أو برنس ويبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة. وهايتي هي أفقر دولة على الإطلاق في منطقة البحر الكاريبي وقد ضرب جنوبها في 4 تشرين الأول/أكتوبر الإعصار المدمر ماثيو الذي أوقع 546 قتيلاً وخلف أضراراً بلغت قيمتها نحو ملياري دولار. وفي شباط/فبراير أعلنت حكومة هايتي ومنظمات إنسانية أن البلاد بحاجة إلى 300 مليون دولار في العام 2017 لتقديم مساعدات حيوية للسكان الأكثر فقراً، ولا سيما المتضررين من الإعصار ماثيو.

مشاركة :