مهمة صعبة تنتظر ميركل في أول لقاء مع ترامب قال مراقبون إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المرتقبة لواشنطن ستكون إحدى أهم وأصعب الزيارات في تاريخها كمستشارة حيث يتعين عليها تدشين علاقة جديدة مع دونالد ترامب رغم انتقادات الرئيس الأميركي المتتالية لسياساتها.العرب [نُشر في 2017/03/13، العدد: 10570، ص(5)]طريق مليء بالأشواك واشنطن – تلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الثلاثاء، الرئيس الأميركي الصاخب، دونالد ترامب، ويعقد هذان الزعيمان المتناقضان في كل شيء تقريبا، اجتماعهما الأول في واشنطن وسط توترات بين ضفتي الأطلسي. وإذا كانت ميركل لم تسع إلى التقرب إلى ترامب بسبب سياساته غير المألوفة، إلا أن زيارتها قد تجدي في الدفع إلى إعادة التفكير الذي تأخر كثيرا في ما يتعلق بمكانة ألمانيا عالميا. ولم تكشف الحكومة الألمانية عن المسائل التي ستناقش في اللقاء، لكنها اعتبرت أنه سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول مختلف المواضيع الثنائية والدولية وحلف شمال الأطلسي. واعتبر يورغن هارت منسق الحكومة الألمانية للعلاقات عبر الأطلسي أن اللقاء المرتقب بين الزعيمين يبدو في الظاهر تحدّيا كبيرا أمام المستشارة الألمانية وعليها تخطيه. وقال إن اللقاء “سيكون بمثابة إعلان عن رغبة ألمانيا والاتحاد الأوروبي في أن يكونا شريكين للولايات المتحدة وأنهما ليسا في موقع عداء مع البيت الأبيض”. ورفضت ميركل التي كانت مقربة جدا من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التحدث عن مضمون اللقاء، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه هدوء مفتعل ربما يهدف إلى عدم حدوث تطور غير متوقع في العلاقات مع الولايات الأميركية. ووافقت المستشارة الطامحة إلى ولاية رابعة في منصبها على الذهاب إلى واشنطن بصفتها ممثلة للاتحاد الأوروبي الذي قلل ترامب من أهميته في السابق، حتى أنه أعرب عن أمله في أن يكون خروج بريطانيا منه مثالا يحتذى. وقالت ميركل على هامش قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل مؤخرا "سأشدد بالتأكيد على أن بلادنا وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي هما وجهان لعملة واحدة". وتترقب أوروبا اللقاء بفارغ الصبر، ومازالت تتساءل عما إذا كان ترامب ينوي التمسك بالرسالة المطمئنة التي حملها في فبراير نائب الرئيس مايك بنس حول الطابع الثابت للعلاقة بين ضفتي الأطلسي. ومازالت فكرة “جيش أوروبي” رائجة في ألمانيا، لكن تكاملا عسكريا عميقا يبدو أمرا غير واقعي في ظل انقسام دول الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا السياسة الخارجية. ولم يقدم البيت الأبيض معلومات عن اللقاء. واكتفى مسؤول بالقول إنها ستكون ودية وستركز على المجالات المشتركة. ومن المتوقع أن يشدد ترامب مرة أخرى على ضرورة أن يزيد شركاؤه في الحلف الأطلسي النفقات العسكرية. وقال مسؤول أميركي إن ترامب يريد أيضا الاستفادة من "تجربة" المستشارة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما لا تزال النوايا الأميركية حيال موسكو تتسم بالغموض.
مشاركة :