حسين الفضلي | زار الشاعر كريم العراقي «القبس» أثناء وجوده في الكويت وإقامته أمسية شعرية في رابطة الأدباء، وحل ضيفا علينا، حيث فتح قلبه للزملاء، وتحاور معهم حول جملة من الأمور الغنائية والفنية، وأشار إلى أنه لم يرتبط غنائيا بالمطرب كاظم الساهر وحسب، بل تعاون مع معظم مطربي العراق مثل سعدون جابر ورضا الخياط وغيرهما، كما أنه كاتب مسرحي ومؤلف أغان للأطفال ومؤلف سينمائي، إلى جانب كونه شاعرا يكتب بالفصحى وروائيا له أكثر من تجربة، وتناول الحوار تنوع مجالات إبداعه، وقصة أغنيته الشهيرة «جنة جنة» التي غناها اكثر من مطرب عربي، وتعاونه مع مطربي الكويت، واللهجة العراقية وتأثيرها في شهرة أغانيه عربيا، وأمور أخرى يكشفها الحوار التالي. ◗ في البداية حدثنا عن أعمالك المسرحية والسينمائية؟ – لدي عدد من المسرحيات الخاصة بالطفل اشتهرت في العراق «يا حوتة يا منحوتة»، وقبلها مسرحية «الدنيا عجيبة»، وفي السينما لدي ثلاث تجارب بالعراق واحدة منها نالت «جائزة بوشكين» وعندي «عريس ولكن» و«افترض نفسك سعيدا»، والان لدي فيلم في مرحلة المونتاج اسمه «في الوقت الضائع». ◗ الأغنية أخذت وقتي ◗ هل تعتقد ان الأغنية هي التي أوصلتك لهذه الجماهيرية، أم أبعدت القراء عن كتبك الاخرى في الرواية وكتب الأطفال؟ – نعم هذا صحيح، الاغنية أوصلتني للجماهيرية لكنها اخذت وقتي، وتأخرت في طبع دواوين شعري كثيرا، خاصة في العراق، وللأغنية فضل كبير لأنها أوصلتني لما اكتب بالشعر الفصيح والشعر الشعبي وبالرواية والمسرح، لكن الاغنية كانت طريقا اخر، وأرى أن قصيدة واحدة جميلة تصل للناس بإحساس كاظم الساهر تعادل عشرة دواوين أو أكثر، خاصة أننا في زمن قلّت فيه القراءة ومتابعة الدواوين، ويمكن ان استثمر نجاحي في الاغنية في طبع الدواوين، وعملت اكثر من تجربة في مصر، وكان الألبوم الأول مع كاظم الساهر مع الديوان، فحققت رواجا فاق المتوقع فكانت هي السبيل لاستثمر نجاح الاغنية في توصيل أعمالي. ◗ جربت طريقتين؛ الاولى عن طريق تجربة حنجرة مطرب أيًّا كان والطريقة الاخرى التي تصل عن طريق الكتابة، كيف يتلقى المتلقي الاثنتين؟ – هذا يعتمد على المتلقي نفسه، هناك كثير من الناس يفضلون القراءة على السماع، وما زال الجيل القديم يفضل قراءة القصيدة المكتوبة، لكن في زمن التكنولوجيا صار الأغلب يفضل سماعها غناءً أو شعرًا بصوت الشاعر، كنا نحلم بأن نرى شاعرًا من أمثال الرحابي وصلاح جاهين وفائق عبدالجليل، كما أن هناك لذة للقراءة والقصيدة المكتوبة وهناك لذة للأعمال المسموعة، حيث ان الذي يسيطر في الزمن الحديث هي الأعمال المسموعة، ليس فقط بصوت المطرب، لكن اذا كان المطرب راقيا ومبدعا مثل كاظم الساهر يوصل القصيدة مثل ما قدم في أغنية «المحكمة» التي غناها مع اسماء المنور. ◗ لذة المغامرة ◗ هل تغير في بعض القصائد التي تكتبها برغبة من الفنان أو الملحن؟ – كنت في البداية أزعل وأرفض التغيير لكن مع مرور الزمن صار «شوية عناد»، خاصة في بداية التجربة مع الفنان كاظم الساهر الذي يمتلك عقلية جديدة، وجدت فيه الذي أحبه من لذة المغامرة والتجربة، وبدأت أقتنع بالتغيير لأنه لدي صور شعرية أحبها، كما سعيت للجمع بين الصورة الشعرية والسلاسة والبساطة، وهناك تجربة ايضا علمتني التغيير مرات يكون للاجمل، وهي أول زيارة للفنان بليغ حمدي للعراق، حيث استمع لأغنية سعدون جابر «هلا بيك هلا» التي غناها سعدون في دورة الخليج الخامسة لكل المنتخبات المشاركة، كتبتها بحيث يذكر فيها فيصل الدخيل وجاسم يعقوب ومحبوب جمعة وعدنان الطلياني من الإمارات وماجد عبدالله من السعودية وفلاح حسن، وأُعجِب بليغ حمدي بالاغنية، وكنت محظوظا أنه اختار 4 من قصائدي وقال: هذه أول مرة أقوم بتلحين شعر ليس مصريا، وبدأت بتسجيل قصيدة «لا رايد مراسيل»، التي غيرت فيها مفردة «الصوج» إلى «الذنب» كي تكون مفهومة عربيا، وأحيانا يكون التغيير اضطراريا من الرقابة. ◗ الشاعر النجم ◗ هل انطلاقتك الحقيقية كانت مع كاظم الساهر؟ – لا، فقد انطلقت قبل ذلك مع الفنان سعدون جابر والفنان فؤاد سالم وعدد من عمالقة الفن العراقي. > هل يضايقك وصفك بكاتب الأغاني وليس بالشاعر؟ – في البداية نعم ضايقني، لكني قمت بالضرب بيد من حديد كي اقوم بإيصال صورة أنني ليس فقط كاتب أغان، كنت أدرك أن المشوار طويل أمامي ولا بد من الإثبات بأنني أدرك ساحتي وملعبي ولم تنقطع دواويني الشعرية، والشعر الشعبي والفصيح وخوض التجربة، وفي أمسيتي الشعرية يوم الأربعاء الماضي في رابطة الأدباء قال أحد الأدباء الكبار بأننا نادرا ما نرى شاعرا نجما، حيث انها كانت ليلة من أيام الزمن الجميل. ◗ تقول ان اغنية «جنة جنة» اكثر الاغاني التي شعرت فيها بالإحراج، ما السبب في ذلك؟ – ليس بالاحراج وإنما بالعذاب لأني خرجت من العراق بسبب الحروب في عام 1991 وذهبت للأردن، حيث وجدت مطربا أردنيا يغنيها عن الأردن بالكلمات نفسها، وتحدثت معه وأوضحت له أنها من كلماتي فقال نحن نسمعها ولا نعرف من قائلها فنرددها، ومن ثم ذهبت إلى بيروت والمغرب وتونس ووجدت أن كل الناس يغنونها على بلدانهم، إلى ان توجهت إلى جمعية المؤلفين في باريس وكانت خطوة لي لأكون عضوا في الجمعية. ◗ فرحة كبيرة ◗ هل أثمرت زيارة الكويت عن تعاقدات جديدة مع فنانين كويتيين خاصة أنه لم يكن هناك تعاون مسبق؟ – الزيارة اثمرت عن الفرحة الكبيرة في داخل قلبي، مازالت لذة النجاح المميزة واهتمام الناس وحفاوة استقبالهم من قبل الجمهور الكويتي والعربي أيضا، والمشاعر متوحدة مع بعضها، اما فيما يتعلق بالتعاون مع فنانين كويتيين فأنا لدي تعاون مع الفنان الكبير عبدالله الرويشد الصديق الحنون والعزيز، لكن هذا التعاون لم يتحقق فعليا بسبب الظروف. ◗ هل طلب منك كاظم الساهر ان تكتب له كلمات او اغنية معينة؟ – احيانا طلب اغنية، احيانا يبدي اعجابه بلحن، بجملة لحنية وهذا حصل في عدة اغان منها «بالهداوة» وهي غاية في الروعة. ◗ الفن دائما بوابة الى دخول كل اللهجات، هل اللهجة العراقية كانت عائقا لانتشارك في الوطن العربي ام على العكس؟ – الاغاني مفهومة واللهجة ليست عائقا، سواء في الشام او الاردن او لبنان، وفي مصر وجدت فهما كبيرا لبعض الاعمال عدا بعض المفردات، كنا نعشق المسلسلات الكويتية القديمة مثل «خالتي قماشة» و«الى ابي وامي مع التحية»، واللهجة الكويتية كانت قريبة من لهجتنا ونعرفها لكن هناك تفاصيل قليلة فيها لا نعرفها الا من هذه الأعمال، ومن خلال أعمال عوض الدوخي وعبدالله الرويشد ونوال. ◗ نعيش ثورة السوشيال ميديا، فأين انت من هذه الثورة؟ – تأخرت بهذا الشأن لدرجة ان هناك من استغل اسمي، وأحدهم نسب الي قصيدة وادعى أنها من تأليفي، وانتحل الطريقة التي اكتب فيها واضاف فيها بعض الشتائم، وخرجت لجمهوري في برنامج مع بروين حبيب حيث كذبت ادعاء أن القصيدة لي. ◗ ما أحب القصائد الى كريم العراقي؟ – قصيدة «كثر الحديث» سيدة الاغاني، ثم قصيدة «يا ابي» القصيرة، والوجدانيات، أما القصيدة المتكاملة فهي قصة «حبيبتي». العراقي في ديوانية «القبس»
مشاركة :