وحدات حماية الشعب الكردية.. والدعم الأمريكي

  • 3/13/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محرر الشؤون الدولية | وحدات حماية الشعب، ينظر إليها على أنها الجناح العسكري لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي بزعامة صالح مسلم. تقاتل الوحدات تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتنتشر في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق سوريا. تم الإعلان بشكل رسمي عن الوحدات في يوليو 2012 أي بعد انطلاق الثورة السورية بعام، وذلك بعد تسلمها المناطق الكردية وانسحاب قوات النظام السوري منها، وانتشرت في مدن عفرين وعين العرب (كوباني) والقامشلي، توجد فيها جماعات لحماية المرأة تشكلت من العنصر النسائي، عرفت بقوات «واي بي جي» وبرزت بشكل رئيس بعد أحداث كوباني، حين هاجم «داعش» المدينة وسيطر على أجزاء واسعة منها قبل أن تتدخل الولايات المتحدة إلى جانب القوات الكردية وتمنع سقوط المدينة بيد التنظيم. استطاعت الوحدات فك الحصار عن كوباني والتحول من الدفاع إلى الهجوم، مستغلة الدعم الأميركي، وسيطرت على كامل المدينة وريفها ومدينة تل أبيض وربطت الطريق الواصل بين الحسكة شرقا وكوباني غرباً في يوليو عام 2015 لتبرز على الساحة السورية بشكل كبير. توجست المعارضة السورية ودول إقليمية أبرزها تركيا من الوحدات التي صنعت لنفسها كيانا وقوة وفرضت نفسها على الواقع السوري، مصحوبة بدعم لامحدود من قبل الدول الغربية التي اعتمدت عليها كشريك وحيد في مكافحة الإرهاب. نظراً للطبيعة السكانية السورية القائمة على التنوع الطائفي والعرقي، ادرك حلفاء الوحدات الكردية أن التمدد خارج الأراضي الكردية سيزيد العداء للأكراد، وسيساهم في عملية تهجير كبيرة من المحيط العربي،لعدم قبول هذا المحيط بتلك الوحدات واتهامها بارتكاب جرائم حرب بحق المكون العربي في المناطق التي سيطرت عليها، كل ذلك أدى إلى تشكيل مايسمى «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) في خريف 2015 وذلك بضم فصائل عسكرية عربية إلى الوحدات الكردية، في محاولة منها لطمأنة العرب وخلط الأوراق على الساحة السورية. بدأت «قسد”» عملياتها العسكرية في المناطق العربية على جبهتين بدعم أميركي وروسي للمرة الاولى، حيث تقدمت من الشرق باتجاه منبج التي تخضع لسيطرة «داعش» ومن الغرب تحت غطاء روسي مكثف بدأت عملياتها باتجاه مدينة تل رفعت، التي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، واستطاعت السيطرة على المدينتين، وعبرت بذلك نهر الفرات وكسرت الخط الأحمر التركي وباتت على مسافة قصيرة من الوصول إلى مدينة عفرين ووصل إقليمها الكردي من الشرق إلى الغرب، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي والدولي في سوريا وهو دخول القوات التركية على خط المواجهة إلى جانب المعارضة المسلحة تحت مسمى عملية «درع الفرات» لوقف تقدم «قسد» باتجاه عفرين غرب نهر الفرات. تتهم الوحدات بالسعي إلى السيطرة والتفرد بالمناطق الكردية وحصر جميع الأكراد تحت مظلتها فقط. يقول الناشط السياسي الكردي شيرو علو لـ القبس «إن علاقة طيف واسع من الشعب الكردي مع وحدات حماية الشعب هي علاقة سيئة وينظر إليها الشارع الكردي على أنها قوة تابعة لحزب معين ومصالح معينة تخدم أجندات دولية بعيدة كل البعد عن عن تطلعات وآمال الشارع الكردي». ويشير إلى «أساليب القمع التي تنتهجها وحدات حماية الشعب عبر التهجير والاعتقال والتصفية والملاحقة الدائمة لكل نشاط سياسي في المناطق الكردية يخالف سياسة تلك الوحدات كتصفية عناصر الجيش الحر من الأكراد في حي الأشرفية وقتل الناشط السياسي ولات حسي في كوباني وتصفية الكثير من النشطاء في السجون السرية». ويتابع شيرو: «أبرز الجهات المتضررة من السياسة القمعية للوحدات الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب يكيتي وتيار المستقبل وجميع الأحزاب المنضمة إلى المجلس الوطني الكردي، كما قامت الوحدات باعتقال جميع أعضاء التنسيقيات الكردية المناهضة للرئيس الأسد، كتنسيقيتي التآخي وعامودا». ويكمل: «سياسة التجنيد الإجباري التي تنتهجها الوحدات بحق الشباب والنساء والقاصرين والقاصرات أسهمت بشكل كبير في تهجير وهروب آلاف الشباب الأكراد من مناطقها،رافضين سياستها». العلاقة مع تركيا منذ الإعلان عن تشكيل الوحدات، وقفت تركيا بحزم ضدها واعتبرتها منظمة إرهابية، وتابعة لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور ، وعملت تركيا جاهدة على منع الوحدات من توسيع نفوذها في سوريا واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لخلق كيان كردي على الحدود التركية، وحذرت تركيا من عبور الوحدات الكردية إلى غربي نهر الفرات، إلا أن تلك التحذيرات لم يسمع لها صدى في الجانب الأميركي، وتقدمت الوحدات بدعم من واشنطن وسيطرت على مدينة منبج وتقدمت أكثر باتجاه مدينة عفرين. هذا الأمر دفع بالحكومة التركية إلى التدخل العلني لمنع قيام كيان كردي على حدودها، وأعلنت في صيف عام 2016 انطلاق «درع الفرات» لدعم «الجيش الحر» ولقطع الطريق على الوحدات، وبالفعل نجحت تركيا بالسيطرة على جرابلس ومحيطها حتى مدينة الباب، ومنعت الوحدات الكردية من التقدم أكثر وقطعت آمالها بالوصول إلى عفرين وإقامة الكيان الكردي. وتشهد العلاقة بين تركيا والوحدات توتراً كبيراً ينذر بحرب قادمة تسعى من خلالها تركيا إلى الضغط أكثر على الولايات المتحدة لوقف دعمها لتلك الوحدات، إلا أن هذا الأمر تتجاهله أميركا حتى اللحظة وتعتبر الأكراد الشريك الوحيد في مكافحة «داعش». تتهم المعارضة السورية وحدات حماية الشعب بالتحالف مع نظام الأسد، وترى المعارضة أن هذا التحالف ثبت على أرض الواقع من خلال قيام النظام  والوحدات بمعارك مشتركة وتنسيق عال ضد المعارضة في الكثير من المواقع.

مشاركة :