أكد باحثون من أمريكا أن جزءا كبيرا من التراجع الهائل صيفا في جليد القطب الشمالي يعود للتذبذبات الطبيعية في هذه المنطقة.وحسب الدراسة التي أجراها الباحثون تحت إشراف كينجهوا دينج من جامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا باربرا ونشرت نتائجها اليوم الاثنين بمجلة "نيتشر كلايمت تشينج" المعنية بأبحاث التغير المناخي فإن نحو 40% من تراجع الجليد في القطب الشمالي يعود لتدفقات هوائية ليست ذات صلة بظاهرة الدفيئة التي تؤدي لارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض.ولكن الباحثين أكدوا في الوقت ذاته أن الجزء الأكبر من التراجع سببه التأثير البشري.ويرى خبراء ألمان أن هذه الدراسة تعد مساهمة مهمة في هذا المجال ولكنهم شككوا في إمكانية معرفة الأسباب الطبيعية والعوامل التي يتسبب فيها الإنسان، وفصل هذه الأسباب والعوامل عن بعضها البعض وذلك في ضوء الملابسات المعقدة لهذه القضية.وتتراجع مساحة الجليد في القطب الشمالي منذ سنوات بشكل أقوى بكثير مما تنبأت به النماذج الحاسوبية التي يعتمد عليها الباحثون في توقع حالة المناخ.وتراجعت مساحة الجليد وفقا لتقديرات معهد ألفريد فيجنر الألماني وبيانات جامعة هامبورج إلى نحو 1ر4 ملايين متر مربع وهي أقل بقليل من مساحة الاتحاد الأوروبي.وهذه المساحة الجليدية هي ثاني أصغر مساحة جليدية يتم رصدها في القطب الشمالي بعد الذوبان القياسي للجليد عام 2012 وذلك منذ بدء تحليل البيانات المأخوذة بالأقمار الصناعية لهذه المنطقة القطبية عام .1979وليس هناك شك بين العلماء المعنيين في أن الإنسان هو المتسبب الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي لارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض. ولكن الدور الذي تلعبه التذبذبات المناخية الطبيعية في هذه الظاهرة ليس واضحا.ورأى الباحثون الأمريكيون أنه "ولعزل التأثيرات الطبيعية عن التأثيرات البشرية المسببة لذوبان الجليد بشكل موثوق به فلابد من الفهم الشامل للآليات التي تحكم تذبذبات الجليد.
مشاركة :