كونا - أعرب وزير النفط، وزير الكهرباء والماء، عصام المرزوق، عن تفاؤله بنتائج التزام كبار منتجي النفط باتفاقية خفض الانتاج، مؤكداً ثقتة في التزام جميع الدول ببنود الاتفاقية «التي ستؤتي ثمارها خلال الاشهر القليلة المقبلة».ولفت المرزوق إلى «ظهور بيانات إيجابية جداً حتى الآن حول الالتزام العالي بالاتفاقية من أغلب الدول، لاسيما دول الخليج العربي»، موضحاً أن «بيانات شهر فبراير الماضي أظهرت أن نسبة الالتزام كانت أعلى من يناير الذي سبقه».وكشف أنه بعث برسائل إلى الدول التي لم يكن التزامها «كاملاً» خلال شهر يناير، و«كانت الردود إيجابية، وتمت ترجمتها إلى واقع من خلال نتائج شهر فبراير الماضي، فقد زادت نسبة الالتزام من نحو 91 في المئة إلى 95 في المئة خلال الشهر الماضي، وهذا مؤشر إيجابي للغاية».وأفاد أنه «بمقارنة متوسط إنتاج دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وصادرات النفط الخام خلال الربع الرابع من العام 2016 مع متوسط إنتاج الربع الأول لهذا العام، يظهر وجود انخفاض بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً، بحسب المصادر الثانوية، وهذا دليل على الالتزام الكامل من (أوبك) حتى الآن».وحول تقييمه لمدى التزام الدول المشاركة في اتفاقية خفض الإنتاج التي تم التوصل إليها في فيينا بنهاية نوفمبر الماضي، قال المرزوق إنه «على مدى تاريخ الصناعة النفطية لم تصل نسب الالتزام في كل الاتفاقيات السابقة الخاصة بخفض الانتاج إلى هذه المستويات».وشدد على أن «عملية إعادة التوازن للسوق العالمية تتطلب المزيد من الوقت والجهد والتعاون، فضلاً عن التزام الدول المشاركة ببنود اتفاقية خفض الانتاج».ولفت إلى «وجود زيادة في مخزون النفط العالمي تقدر بنحو 280 مليون برميل تراكمت على مدى السنتين الماضيتين»، مبيناً أنه «ليس من السهل استهلاكه خلال شهر أو شهرين، لكنني متأكد وكلي ثقة في التزام جميع الدول باتفاقية خفض الإنتاج».وأرجع المرزوق أسباب الانخفاض الحاد الذي شهدته اسعار النفط خلال الاسبوع الماضي، إلى ارتفاع مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة بما يقدر بنحو 8.2 مليون برميل، وأن «هناك بوادر لانتعاش انتاج النفط الصخري، فقد تمت زيادة أعداد منصات الحفر منذ مطلع هذا العام تزامناً مع ارتفاع الأسعار».وأشار في هذا الصدد الى «الاجتماع الإيجابي للغاية الذي عقد الاسبوع الماضي بين الأمين العام لـ (أوبك) محمد باركيندو، ومنتجي النفط الصخري، فقد شهد اللقاء (كسر الجليد) بين الجانبين، وأصبح هناك تصور واضح حول أهمية عدم زيادة الإنتاج العالمي بنفس وتيرة (2012 و2014) التي أدت الى الانخفاض الحاد في الأسعار نتيجة ضخامة الفائض».وتطرق المرزوق إلى التصريح الذي أدلى به رئيس إحدى أكبر الشركات الأميركية المنتجة للنفط الصخري وقال فيه «يجب أن تكون زيادة الانتاج مستقبلاً مدروسة وإلا سيتم إغراق السوق»، معتبرا أنه «مؤشر إيجابي يعكس تفهم كل الأطراف لحساسية أسواق النفط وتفهمها لأهمية عدم تكرار ما حدث في العام 2014»، مؤكداً «حرص (أوبك) على عقد المزيد من المشاورات مع منتجي النفط الصخري مستقبلاً».وفيما يتعلق بالاجتماع الوزاري الثاني للجنة مراقبة خفض الانتاج التي يرأسها المرزوق، والمقرر أن تستضيفه الكويت يوم 26 مارس الجاري، أوضح أنه ستجري مناقشة التقرير المرفوع من قبل اللجنة الفنية المعنية بدراسة بيانات انتاج الدول، ومدى التزام الدول المشاركة في اتفاقية خفض الإنتاج لشهر فبراير الماضي، وتأثير تلك المعطيات على ميزان العرض والطلب، وكذلك الأسعار في اسواق النفط، فضلاً عن طرح بعض المبادرات الخاصة بمساعدة اللجنة في أداء مهامها.وفي شأن الاجتماع الوزاري لمنتجي النفط المقرر عقده في فيينا بحلول 25 مايو المقبل، قال المرزوق إن «هذا الاجتماع سيكون تاريخياً، إذ ستحضر كل الدول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج من خارج (أوبك)».وأضاف أن «جدول أعمال الاجتماع يتضمن مناقشة أوضاع سوق النفط بعد مضي نحو 6 أشهر من دخول اتفاق خفض الإنتاج حيز التنفيذ، فضلاً عن إجراء تقييمات لآثار الخفض، ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة».وحول إمكانية تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد شهر يونيو المقبل، قال المرزوق إن «الكويت مع تمديد الاتفاق بعد يونيو وتدعم هذا التوجه، إذ سيعجل ذلك من عملية إعادة التوازن للسوق النفطية العالمية، كما سيسهم في إعادة الأسعار الى مستويات مقبولة للدول المنتجة والصناعة النفطية بشكل عام».وأوضح انه «من السابق لأوانه الحديث عما سيحدث، وسنتشاور مع الوزراء من الدول المعنية وسنناقش موضوع التمديد كأحد الخيارات المستقبلية»، مؤكداً أن «عملية إعادة التوزان للسوق النفطية ليست سهلة وتتطلب المزيد من الجهد والوقت».
مشاركة :