انطلقت في فندق دبليو الدوحة أعمال النسخة الثالثة من مؤتمر «الإبداع الفني لأجل الغد» الذي تنظمه «ذا نيو يورك تايمز» بالتعاون مع متاحف قطر بمشاركة 300 شخصية مؤثرة في مجال الفنون والثقافة من أكثر من 35 دولة. برعاية الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني.وتنعقد نسخة هذا العام تحت عنوان «الحدود والهوية والحيز العام». ويقود مناقشات المؤتمر على مدار أيامه الأربعة نخبة من الصحافيين العالميين المكرّمين بجوائز، وسيشهد المؤتمر سلسلة من المحادثات والنقاشات الإثرائية تستكشف القضايا التي تشغل المساحة بين الفن والحيز العام وتسلّط الضوء على الإسهامات الملموسة للفنون والثقافة في دفع التنمية الاقتصادية قدمًا وتشكيل الهوية الوطنية.وانطلقت فعاليات المؤتمر بجلسة نقاشية شارك فيها طارق الجيدة، مؤسس مركز الفنون بكتارا، وفيلما جوركوت، مدير السيركال أفينيو، وفرح نايري، كاتبة في قسم الثقافة بجريدة نيويورك تايمز. وتناولت الجلسة النمو الذي تشهده المتاحف والمعارض في دول الخليج، وأثارت تساؤلًا عما إذا كان ينبغي لدول مجلس التعاون الخليجي التعاون مع بعضها الآخر في صناعة هذا المشهد الثقافي الجديد أم الأفضل لها أن تتنافس في ذلك.وتعليقًا على افتتاح المؤتمر، قال خالد يوسف الإبراهيم، المدير التنفيذي للتخطيط الاستراتيجي في متاحف قطر: «يشرفنا الترحيب بهذه النخبة المرموقة من أعلام الفنون والثقافة حول العالم في النسخة الثالثة من هذا المؤتمر المرموق الذي ينعقد هنا في الدوحة. يمثل مؤتمر الإبداع الفني لأجل الغد منبرًا مثاليًا لدعم أهدافنا في متاحف قطر وتسليط الضوء على التقدم الذي نحرزه في مسيرتنا لتحويل قطر إلى مركز اشعاع ثقافي يمثل حلقة وصل بين الثقافات ويشجع التبادل الثقافي. ونتطلع أن يكون المؤتمر مثمرًا وملهمًا ومفعمًا بالتجاوب والتفاعل».وبالإضافة للجلسات النقاشية، ستُتاح الفرصة أمام ضيوف المؤتمر لحضور فعاليات وأنشطة عدة تتزامن مع انعقاد المؤتمر، وأبرزها الاطلاع على مجموعة مكونة من 6 عُملات ذهبية، ترجع إلى صدر الإسلام. وتُعرض هذه العُملات، التي تنتمي لمجموعة متحف الفن الإسلامي، للمرة الأولى في العالم ضمن معرض يُقدّم بمتحف الفن الإسلامي تحت إشراف آلان بارون، أمين المعرض. وتوثّق هذه العملات لتاريخ الهوية العربية والعالم الإسلامي، باعتبارها أقدم الشواهد التي عاصرت بدايات الإسلام، إذ جاء صكها في القرن الذي عاش فيه النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم)، فضلًا عن كونها من أقدم المقتنيات التي تحمل رسمًا قرآنيًا.وقد كان يعتمد في بدايات ظهور الإسلام على العملات البيزنطية مع محاولات لإضفاء صبغة إسلامية عليها بإضافة بعض المأثورات الإسلامية وتعديل الرموز الدينية الأخرى حتى جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأمر بصك عملة إسلامية خالصة في عام 77 هجرية، وهي الدينار الذي لايزال مستخدمًا في كثير من بلدان المنطقة حتى يومنا هذا. كما أخذت العملات أشكالًا أخرى كان أبرزها عملة «الخليفة الواقف» الذهبية، وهي أبرز العملات الإسلامية في العالم وأهم عملة يحتويها معرض العملات، ويصف الدكتور بارون المعرض بقوله «هذه هي الخطوة الأولى لنشر الوعي حول هذه المجموعة المذهلة، فهي تستحق ذلك».
مشاركة :