أكد مشاركون في منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي أن الإعلام مطالب بمواكبة التغيرات السريعة وأن يكون مضمون رسالته مؤثراً وفعالاً إيجابياً، لبناء ثقة متبادلة بين الحكومات والشعوب، من خلال كوادر بشرية مؤهلة والاستثمار في المواهب والمهارات والتطوير المهني لتوجيه رسائل متناسقة، مشددين على ضرورة تسخير الجهات الحكومية لوسائل الاتصال في بث رسائلها عبر خطط واستراتيجيات تواصل مرسومة تعتمد بقدر كبير على المضمون الموجه للمتلقي. وأشاروا إلى أن الإمارات تمتلك تجربة رائدة في الاتصال الحكومي ساهمت في توحيد الرسالة الإعلامية عبر التنسيق على المستوى الاتحادي والمحلي، وفتح جميع القنوات لمخاطبة أفراد المجتمع بشفافية وإشراكهم في عملية إبداء الرأي والمقترحات، مدللين بذلك بنهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي سخر سموه وسائل التواصل أمام أفراد المجتمع للارتقاء بالخدمات الحكومية لتحقيق سعادة الناس. دور هام بداية قالت منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي إن الاتصال الحكومي بات اليوم يلعب دوراً مهماً جداً، وخاصة في الظروف والأوضاع السائدة والتطورات السريعة التي يشهدها العالم، وهذا يتطلب مواكبة الإعلام لهذه التطورات وتوصيل رسالته بشكل مؤثر وفعال وشفاف وخطط واضحة. وأضافت: إن قيادة وحكومة الإمارات تتواصل مع العالم ويجب على مؤسساتنا الحكومية أن تواكب هذا التوجه وتعززه، لافتة إلى أن دولة الإمارات قادرة على بناء قاعدة قوية لاتصال حكومي فعال وهناك تنسيق على المستوى الاتحادي والمحلي وتعاون بين فرق العمل عبر رسالة موحدة، والمطلوب التركيز على آلية العمل لتكون على قدر عال من المهنية. وأوضحت المري أن منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي يستهدف إتاحة منصة جديدة يمكن من خلالها إجراء حوار مفيد حول كل ما يتعلق بالاتصال الحكومي من خلال الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالمية وأهم الخبرات لحكومات المنطقة والعالم في هذا المجال، وإقامة جسور تعاون بناءة على الصعيدين الداخلي والخارجي نحو الارتقاء بإمكانات الاتصال الحكومي وتأكيد مواكبتها لمتطلبات التنمية خلال المرحلة المقبلة. وأشارت إلى أن الإمارات لديها تجربة رائدة في الاتصال الحكومي، حيث فتحت قنوات تواصل متعددة للتخاطب مع الجمهور وتلبية متطلباتهم وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار، مدللة بذلك بنهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي سخر سموه وسائل التواصل أمام أفراد المجتمع للارتقاء بالخدمات الحكومية، وأشرك سموه في مناسبات عديدة أفراد المجتمع عبر دعوته لهم لإبداء آرائهم وتقديم مقترحات، وهذا يدل على أن القيادة والحكومة الإماراتية قريبة من الناس تعمل على إسعادهم وتلبية رغباتهم. صناعة متكاملة من جانبه أكد سعيد العطر المدير العام لمكتب الدبلوماسية العامة الإماراتية، أن الاتصال الحكومي يعتبر صناعة متكاملة، يجب تجميع كافة المعلومات للحصول على قاعدة بيانات متينة وقوية في مواجهة الأزمات الإعلامية في المنطقة، لافتاً إلى أنه يتعين استخدام وسيلة التواصل الأنجع بحسب الجمهور المستهدف، بحيث تختلف الوسيلة المستخدمة مع شريحة الشباب عنها مع الأطفال أو كبار السن. وأشار إلى أهمية توحيد الرسالة الإعلامية الموجهة لهذه الشرائح.ونوه العطر بتطور الإعلام المؤسسي في الدولة بشكل ملحوظ، مقارنة مع بعض الدول المتقدمة، واستدل على ذلك بانعقاد منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي للمرة الأولى في دبي، فضلاً عن منتدى الشارقة الدولي للاتصال الحكومي، لافتاً إلى أن الإمارات تفوقت على الدول العربية في مجال الاتصال المؤسسي. ثقة متبادلة من جانبه قال برناردينو ليون رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية: إن الاتصال الحكومي باختصار هو التواصل بين الحكومة والشعب وكسب الثقة المتبادلة بين الطرفين، وهناك اتصال حكومي على مستوى الإقليم والعالم، مشيراً إلى أن تأثير الاتصال الحكومي على الشعب له ارتباط مباشر بتأثيره على المستوى الإقليمي والعالمي. وأوضح أن قضايا مثل الإرهاب تنجح الدول في محاربتها من خلال المؤسسات الحكومية التي تتكامل فيها الأدوار وتبث رسائلها الإعلامية التي تحقق نجاحاً في المحيط المحلي ومن ثم تنتقل للأوساط الخارجية. وأشار إلى أن الاتصال الحكومي المحلي لا بد من أن يكون مدعوماً بثقة الأشخاص في المحيط من خلال مشاهدة الخطابات والرسائل على أرض الواقع وتنفيذ الوعود ضمن الأوقات المحددة لها، فيما يبرز تأثير الاتصال الحكومي للدول إذا كان مدعوماً بتأييد ودعم دولي تسبقه مساعدات إغاثية ومساهمة فاعلة في وأد النزاعات والقضاء على الأزمات في المنطقة. قوة الاتصال بدوره قال الدكتور هوارد جامبرل كلارك أستاذ مساعد في مجال الاستراتيجية ومواجهة التطرف بكلية الدفاع الوطني في الإمارات إن هناك أموراً كثيرة تتحكم في قوة الاتصال الحكومي وتأثيره يأتي في مقدمتها لغة التسامح التي تبث من قبل المؤسسات الحكومية في الدول، وحجم العدوانية في مفردات الخطاب، مشيراً إلى أن التأثير والمردود الأكبر يكون في التسامح الذي له وقع في نفوس الأشخاص وحتى أن تعلق الأمر بشيء يلامس جوانب حياتهم ويأثر عليهم سلباً. وأوضح أن دولاً كثيرة عجزت مؤسساتها عن إرسال خطابات مؤثرة لشعوبها وذلك لأنها لم تدرك ما يحتاج له الاتصال ليكون موثقاً به وناجحاً، بخلاف دولة الإمارات التي لديها تجربة استثنائية في هذا المجال، حيث برزت متانة الاتصال الحكومي وثقة الناس فيها من خلال مواقف عديدة، وهو ما يشهد عليه تطورها ونموها واستقرارها وسط محيط مضطرب بالصراعات هو دليل على نجاح الاتصال الحكومي في أداء رسالته على أكمل وجه. وأشار كلارك إلى أن الاتصال الحكومي لتكون رسالته مؤثرة لا بد من أن يستند إلى مبدأين وهما ألا ينصب تركيز الاتصال الحكومي على الأمن فقط، فيما يرتكز المبدأ الثاني على الموازنة بين الأقوال والأفعال. مقياس وفي السياق ذاته قال آرون شيرينيان رئيس الاتصال والتسويق في مؤسسة الأمم المتحدة إن الاتصال هو المقياس الأول لنجاح المؤسسات والحكومات، وهو بحاجة إلى فنون وقواعد لا يمكن تجاهلها، مشيراً إلى أنه كلما كان الاتصال الحكومي مؤثراً كان الإنجاز في هذه الدول كثيراً، وكلما ارتفعت نسبة الثقة بين الحكومات والشعوب بات من السهل عليها التخلص من كافة الظواهر السلبية في غضون فترة قليلة وبأقل تكلفة. المنتدى منصة نقل المعرفة وتبادل الخبرات وإيصال الرسائل بشفافية اعتبر مشاركون أن منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي منصة تعزز أهمية إيصال الرسائل بشفافية عالية ونقل المعرفة وتبادل الخبرات، والمقارنات المعيارية في مجال التعاطي مع وسائل الإعلام، لمواجهة التحديات والصعاب، موضحين أن وسائل التواصل جزء مهم جداً من منظومة المؤسسات الحكومية والخاصة، لخدمة المصلحة العامة وإيصال الرسائل بشفافية عالية. بداية أوضح أحمد عبدالكريم جلفار مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، أنه يجب الالتفات للأدوات الحديثة من أجل تعزيز عملية الاتصال الحكومي وتفعيلها من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية المتوافرة في أيدي الناس وجميع الأعمار، لتفعيل الخطاب الحكومي الموجه للجمهور وخاصة الشباب والأطفال الذين يعتمدون بشكل واسع على مثل هذه الوسائل في استقاء أخبارهم بجميع أشكالها. وقال: إن وسائل التواصل الاجتماعي تنطوي على فرص كثيرة لإيصال الخطاب الإعلامي من خلالها، وخلق الوعي لدى الجمهور وتثقيفه، فضلاً عن تشكيل الرأي العام وبناء جسور التواصل بين الجمهور والمسؤولين وصناع القرار. وركز جلفار في حديثه على شريحة الشباب خاصة، كونهم يعتمدون على هذه الوسائل بشكل كبير، وينبذون الطرق التقليدية في إيصال الرسائل الإعلامية، وذلك بغرض تحقيق الأهداف الحكومية المنشودة. الشفافية والسرعة وقالت نورة العبار، مديرة إدارة الاتصال الاستراتيجي في المكتب الإعلامي لحكومة دبي، يجب ألا تعيق المكاتب الإعلامية في الدوائر والمؤسسات الحكومية الدور الإعلامي المنوط به في المجتمع، مشددة على ضرورة توحيد الرسائل الإعلامية، وسرعة الرد في الأزمات والكوارث. وأشارت إلى أن المكاتب الإعلامية هي واجهة لسمعة المؤسسات والبلدان لذا يجب أن يتم إيصال الرسائل بشفافية عالية وعقد شراكات واسعة مع وسائل الإعلام المختلفة، مشيرة إلى تجربة المكتب الإعلامي لحكومة دبي الذي تربطه شراكة متينة مع كافة إدارات الاتصال في الدوائر الحكومية وشبه الحكومية وحتى الخاصة في دبي. وأضافت: إن إمارة دبي لا تشهد أي تحديات في مجال التواصل الإعلامي كونها تستند إلى مبدأي الشفافية والسرعة، المنطلقين من اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتقديره لدور الرسالة الإعلامية في توحيد الأمة وتنمية المجتمعات ومواجهة تحديات العصر، عبر مخطط إعلامي متكامل يراعي الجودة في خطوات العملية الإعلامية التي يجب أن تحقق مقاصد الوطن وتوافق مخططاته. ظاهرة إيجابية وقال الدكتور سليمان الهتلان الرئيس التنفيذي لشركة الهتلان ميديا، إن الظاهرة الإيجابية في الإعلام والاتصال الحكومي التي انطلقت تحديداً من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمثل في التركيز المتواصل على أهمية الاتصال الحكومي نظراً لأهميته التنموية، لافتاً إلى أن هذا التركيز أكد حقيقة مفادها أن الحكومات والجهات الخدمية مطالبة بالتواصل الإيجابي مع مجتمعاتها وبطرق مهنية تتسق مع تحديات الإعلام الجديد ومواكبة التطور السريع الذي يشهده القطاع الإعلامي. وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت فرصة كبيرة لجميع الجهات الحكومية والخاصة بالتواصل مع أفراد المجتمع والتعرف على متطلباتهم والعمل على تلبيتها، واليوم منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي منصة رائدة أطلقتها إمارة دبي لخدمة هذا التوجه.