كانتي وصل إلى تشيلسي بطلاً وكونتي جعله خارقاً

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

لم يبحث المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي أنطونيو كونتي عن كلمات أو يفكر لبرهة فيما سيقوله عن نجم خط وسط فريقه نغولو كانتي الذي دائما ما يصنع الفارق، حيث قال بشكل قاطع إنه «مثال يجب أن يحتذى به الجميع. نغولو رجل رائع ولاعب رائع، وملتزم للغاية ويتمتع بسلوك رائع. نعم، إنه مثال رائع يجب أن يُحتذى به». ورغم أن كانتي سجل هدفا واحدا لتشيلسي هذا الموسم ولا يتردد اسمه كثيرا لكن دون هذا اللاعب فإنه من غير المرجح أن يكون الفريق يحكم قبضته بهذه القوة على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وفي موسمه الأول في إنجلترا ساعد كانتي ليستر سيتي على تحقيق مفاجأة أوروبية مدوية بإحراز لقب الدوري لأول مرة في 2016. وبعد الانتقال إلى تشيلسي قبل انطلاق الموسم الجاري بات قريبا من تكرار إنجاز جديد والفوز بلقب الدوري في مايو (أيار) المقبل. ولم يتم تسليط الضوء كثيرا على ما فعله اللاعب الفرنسي في فوز تشيلسي 2 - 1 على وستهام يونايتد الاثنين الماضي ليتقدم المتصدر بعشر نقاط على أقرب منافسيه توتنهام هوتسبير، لكن بالتأكيد فقد وضع النجم الفرنسي على مدى ما يقرب من تسعة أشهر مع الفريق معايير جديدة في خط وسط تشيلسي، تماما كما فعل مع ليستر سيتي الموسم الماضي. ويقدم كانتي مجهودا خرافيا وينقض على لاعبي الفرق المنافسة ويقطع تمريراتهم ويساعد فريقه على الرجوع للوضعية الهجومية ويفتح مساحات لزملائه في الملعب، وبات المشاهد يشعر بأن هذا هو الأداء الطبيعي والمتوقع من النجم الفرنسي الذي دائما ما يقوم بذلك. ودائما ما يحظى كانتي بالإشادة من زملائه في الملعب بسبب المجهود الكبير الذي يبذله والذي يجعله بمثابة المحرك الأساسي لفريقه. وردد نجم تشيلسي إدين هازار الكلمات نفسها لمساعد المدير الفني السابق لليستر سيتي ستيف والش الأسبوع الماضي عندما أشاد بأداء كانتي في المباراة التي انتهت بفوز فريقه على وستهام، حيث قال اللاعب البلجيكي: «عندما أكون في الملعب أشعر بأنني أراه مرتين، مرة في اليسار ومرة في اليمين. أعتقد أنني ألعب مع توأم». وما زال كانتي يحافظ على الطاقة الهائلة التي يتمتع بها التي ساعدت ليستر سيتي على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وتظهر الإحصاءات أن كانتي يحصل على الكرة مرتين من كل ثلاث محاولات لكن ما لا يظهر هو قدرة اللاعب على توقع تحركات منافسيه والانقضاض بقوة وتمرير الكرات بدقة إلى باقي زملائه. وولد كانتي في باريس ولعب مع فريق سورين للهواة حتى أصبح عمره 19 عاما وانتقل إلى بولون قبل أن يخطف أنظار كاين المنتمي للدرجة الثانية ويساعده على الصعود لدوري الأضواء في موسمه الأول. ويرى كثيرون أن معاناة ليستر هذا الموسم - في ظل صراع حامل اللقب للهروب من الهبوط - تعود إلى غياب لاعب الوسط القوي. وبات كانتي البالغ من العمر 25 عاما يمثل مصدر قلق دائم للفرق المنافسة، لا سيما بعد تطور مستواه بشكل ملحوظ مع تشيلسي عن العام الماضي. لقد تعاقد كونتي مع اللاعب الفرنسي الصيف الماضي وهو حاصل على لقب الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب منذ بداية الموسم من حيث استخلاص الكرات، لكن المدير الفني الإيطالي نجح في تطوير هذا الأداء الرائع بشكل ملحوظ أيضا. وعلى الاستاد الأوليمبي بالعاصمة البريطانية لندن (معقل وستهام) يوم الاثنين الماضي، أشاد كونتي بأداء اللاعب الفرنسي بصورة غير مباشرة، حيث قال: «كانتي صنع 50 تمريرة وارتكب خمسة أخطاء، ولذا يتعين عليه أن يكون أفضل من ذلك». وشرح كونتي المغزى من وراء تلك الجملة، قائلا: «مهمتي دائما هي أن أحاول تطوير وتحسين أداء لاعبي فريقي، ونحن نتحدث بالفعل عن لاعبين عظماء. لعب كانتي بشكل رائع الموسم الماضي مع ليستر سيتي، ويلعب بشكل ممتاز أيضا معنا، لكننا نعمل على بعض الجوانب من أجل تحسين أدائه وجعله لاعبا متكاملا بصورة أكبر. فيما يتعلق بالتمرير، بالطبع أعتقد أن هناك مجالا كبيرا لتطوير أدائه في هذا الجانب، وأن يكون التمرير للأمام هو أول شيء يفكر فيه عند تسلم الكرة. يمكن أن يتطور في هذه الجوانب بكل تأكيد». وتظهر الإحصاءات أن كانتي يتطور بالفعل، فخلال العام الماضي وصلت دقة تمريراته إلى 86.5 في المائة في منتصف ملعب فريقه و78 في المائة في منتصف ملعب الفرق المنافسة، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 90 في المائة و86.9 في المائة على الترتيب. وكان سيزار إزبليكويتا هو اللاعب الوحيد في تشيلسي الذي زادت تمريراته عن تمريرات كانتي خلال الموسم الحالي، حيث مرر إزبليكويتا 1.534 تمريرة مقابل 1.413 لكانتي. ويجب أن نعترف أن نوعية التمريرات التي يلعبها كانتي الآن قد اختلفت عما كانت عليه في الماضي، ربما بسبب استحواذ تشيلسي على الكرة بشكل أفضل. وتطور أداء كانتي ليتناسب مع طريقة لعب تشيلسي، علاوة على احتفاظه بالجوانب الأخرى الرائعة التي يتمتع بها مثل القوة البدنية الهائلة والانقضاض القوي والقدرة على قراءة الملعب بالشكل الذي يمكنه من قطع الكرات، وخير مثال على ذلك توقعه الرائع لتمريرة روبرت سنودغراس لسفيان فيغولي في مباراة تشيلسي أمام وستهام على الملعب الأولمبي وقطع الكرة ونقلها بسرعة لهازار الذي قاد الهجمة خلال 11 ثانية فقط ليحرز تشيلسي الهدف الأول في اللقاء. وربما يكون الشيء الوحيد الذي قد يشكو منه كونتي هو حصول اللاعب الفرنسي الدولي على عدد كبير من البطاقات الصفراء. لكن كونتي يعلق على ذلك: «أحب كثيرا هذه النوعية من اللاعبين، الذين لا يبخلون مطلقا بجهدهم وقدرتهم الكبيرة على العمل من أجل الفريق. أنا كنت من هذه النوعية من اللاعبين، من المهم أن يكون لديك هذه النوعية من اللاعبين إذا كنت تريد أن تحقق الفوز. لا يتعلق الأمر بالموهبة فحسب، ولكن يجب أن يكون لديك لاعبون يركضون كثيرا خلال اللقاء. إنه أكثر قوة مني. أعتقد أنني كنت أفضل منه فيما يتعلق بإحراز الأهداف، لكن فيما يتعلق بالجوانب الأخرى فلا يوجد وجه للمقارنة، فهو أقوى مني». وكان المدير الفني السابق لنادي ليستر سيتي كلاوديو رانييري يطلب من كانتي في بعض الأوقات التوقف عن التدريب خوفا من تأثير هذا المجهود الكبير على مستوى اللاعب في المباريات. ويقول كونتي: «أنا لم أحاول أن أفعل ذلك على الإطلاق. أنا لا أريد أن أوقفه لأنني أتذكر خلال مسيرتي كلاعب أن جوفاني تراباتوني عندما كان يشغل منصب المدير الفني لنادي يوفنتوس حاول أن يوقفني عن الركض خلال التدريبات، وطلب مني أن أذهب لغرفة تغيير الملابس، وأن أدخر جهدي للركض خلال المباريات، فلم أكن سعيدا، وكنت أريد أن أبقى مع زملائي». ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها كونتي في تطوير أداء لاعبيه، حيث فعل الشيء نفسه مع النجم الفرنسي بول بوغبا عندما تعاقد معه عندما كان مديرا فنيا ليوفنتوس قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي بمقابل زهيد وطور من أدائه بطريقة مماثلة. ويقول المدير الفني الإيطالي عن كانتي: «نغولو لاعب هادئ والابتسامة لا تفارق وجهه مطلقا. عندما تحاول الحديث معه يرد عليك بابتسامة. إنه يعمل بكل قوة خلال التدريبات، ولكن الابتسامة تظل على وجهه أيضا. إنها ابتسامة جيدة من رجل جيد».

مشاركة :