.. كنا ننادي بأن لأهل مكة الحق في المطالبة بإجازة الصيف في رمضان لكن الموسم هذه السنوات الأخيرة تقدم إلى شهر رجب فأصبح موسم العمرة لا يقل عن 210 أيام، وإذا انتهى موسم رمضان فإنه لا ينقضي شهر شوال إلا ويقبل علينا موسم الحج ويستمر الموسم إلى منتصف محرم ثم بعد أقل من شهرين يبدأ موسم ربيع الأول.. فلم يعد بالإمكان تعطيل الدراسة لأننا سنخرج من موسم إلى موسم ومن إجازة إلى إجازة، والمملكة بحاجة إلى طاقة العمل لأنها لا زالت دولة نامية ولا زالت من دول العالم الثالث، فلا صناعة سوى صناعة البترول ومشتقاته ولا زراعة بسبب شح المياه. وقد عجبت لما نشرته عكاظ الثلاثاء 24/5/1435هـ، تفصل مطلب اللجنة التنفيذية لمبادرة عسير بتمديد الإجازة السنوية، إذ أصدرت كما قالت عكاظ توصية بمخاطبة وزارة التربية والتعليم بغرض إعادة النظر في الجدول الدراسي وزيادة إجازة الصيف ووضع آلية مناسبة لتفادي فترة شهر رمضان فيها بهدف الاستفادة الكاملة للموسم السياحي في تلك الفترة. إن الصيف هو الصيف ولا يمكن تجزئة الدوام المدرسي بما يناسب أهل عسير، فحتى إذا وافقت وزارة التربية على ذلك ولا أظنها تفعل فإن السياح مرتبطون بأعمالهم في رمضان وغير رمضان لكن الحج والعمرة نسكان يلزمان كل مستطيع، ومع ذلك فقد شهدنا سنوات عديدة كان الطلاب والطالبات في مكة المكرمة يدرسون فيها لا يمنعهم الموسم ولا الحر الشديد ولا البرد القارس في الشتاء. وعلى من يفكر في تمديد إجازات أبنائنا أن يمعن النظر في سلسلة الإجازات التي يتمتعون بها، فيخرج الطالب من الثانوية خالي الوفاض ضعيفا في العربية وفي الانجليزية وفي العلوم وفي غيرها من المواد. إنني على يقين بأن إجازة المدارس والجامعات لا يمكن أن تخضع للمطالبة غير السليمة، وإنما لا بد لها أن تكون بحسب ما تقتضيه مصلحة الطالب الذي يهفو إلى العلم.. ويتطلع ليوم التخرج. السطر الأخير : قال صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. شعر منظوم : إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.