شكَّكت مجلة فورين بوليسي الأميركية في جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لهزيمة الدواعش، مشيرة إلى أن هناك أسبابا كثيرة قد تدفع موسكو لتأخير النصر النهائي على التنظيم، في مقدمتها المخاطر التي قد تنشأ من عودة المقاتلين الشيشان في صفوف التنظيم إلى بلاده، مما يشكل خطرا على الأمن القومي الروسي. وقالت المجلة إن القوات الروسية التي دخلت سورية، لم تبذل جهودا كبيرة لهزيمة المتطرفين، مقارنة بالجهد الذي بذلته لأجل مساعدة قوات النظام، ضد مقاتلي المعارضة المعتدلة، وإن معظم الغارات التي شنتها المقاتلات الروسية استهدفت مواقع الجيش السوري الحر، بدلا من مواقع التنظيمات المتشددة. وأضافت في مقال للكاتب رحيم رحيموف: أن عودة المقاتلين الشيشان من ذوي الخبرة في القتال من سورية إلى بلادهم بعد هزيمة التنظيم تشكل تهديدا كبيرا لروسيا، وأن عدد الحوادث المسلحة وضحايا العنف ارتفع في الشيشان خلال عام 2016 مقارنة مع 2015. مشكلات أمنية قال الكاتب «العام الجاري بدأ مع عملية مكافحة إرهاب كبيرة في الشيشان ضد جماعة سرية متهمة بالتخطيط لشن هجمات إرهابية، حيث بدأت تجمعات شبابية متطرفة بالتكون، خاصة في ظل الضعف الذي لحق بتنظيم داعش في الشرق الأوسط، جراء الحملة الدولية ضده. فقد سبق للتنظيم استقطاب عدد كبير من المقاتلين الشيشان، ورغم أن موسكو أعلنت أن الهدف الرئيسي من تدخلها في سورية هو شن حملة ضد المتطرفين، ولكن القتال الفعلي لقواتها كان ضد قوات المعارضة، ويبدو أن موسكو تفكر أن هزيمة داعش في سورية وفرار مقاتليه إلى بلدانهم الأصلية سوف يوجد لها في نهاية المطاف مشاكل أمنية خطيرة في الشيشان، وفي البلاد التي تعاني حالة أمنية هشة، لاسيما أن تقارير إحصائية تشير إلى أن عدد الضحايا في الصراعات المسلحة في الشيشان ارتفع كثيرا خلال العام الماضي، مقارنة مع الذي سبقه، وأن الحوادث ذات الصلة قد تضاعفت». آثار سالبة استشهدت المجلة بتصريح للرئيس فلاديمير بوتين يوم 23 فبراير الماضي، أكد فيه أن عدد مواطني بلاده الذين يقاتلون في سورية يقارب أربعة آلاف، مشيرة إلى أن روسيا تعتبر ثالث أكبر مساهم في رفد المتطرفين بالمقاتلين. وقالت إن موسكو تواجه مخاطر جراء عودة المقاتلين من ذوي الخبرة في القتال من سورية، إضافة إلى من هم موجودون أصلا في الشيشان، وإنها تواجه مخاطر أخرى ناتجة عن التجمعات الشبابية المتطرفة التي قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع الأمني للبلاد، مع احتمال تصاعد معدل التطرف. واختتمت بالقول إن خسارة تنظيم الدولة لمساحات كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق تحول دون قدرته على جذب المزيد من المقاتلين الشيشان، الأمر الذي يزيد من عدد المقاتلين غير الراغبين في مغادرة روسيا، وبالتالي تشكيلهم كابوسا للبلاد.
مشاركة :