إذا أردنا أن نُغيِّر نوعية حياتنا، فيجب أن نغيِّر الأسئلة التي اعتدنا عليها، ليس هذا فحسب، بل إن التقدم والحضارة اللذين حققهما بنو البشر، سواء في مجال الأعمال، أو العلاقات أو بين الدول، إنما تسبقهما أسئلة جديدة، فطرح الأسئلة هو الطريقة المبدئية التي نتعلم بها ونتطور في أي شيء تقريباً. يكمن الفرق بين الناس في الأسئلة التي يطرحونها باستمرار، فحين يكون الناس مكتئبين، فإن السبب في ذلك غالباً هو أنهم يطرحون على أنفسهم بانتظام أسئلة محبطة تسلبهم الثقة مثل: ما الفائدة؟ لماذا نحاول إن كان الأمر لا يجدي على أية حال؟ لماذا أنا بالذات؟ وبالتالي اسأل نفسك وستتلقى الجواب، فإذا سألت سؤالاً مزعجاً فستتلقى إجابة مزعجة، فذهنك مستعد دائماً لخدمتك مهما كان السؤال الذي توجهه، فلو سألت نفسك: لماذا أنا قليل النجاح؟ فسيقول لك ذهنك ولو كان عليه أن يخترع الجواب: لأنك غبي أو لأنك لا تستحق نتائج أفضل مما وصلت إليها! فالأسئلة هي التي تقرر كل ما تفعل في حياتك. على سبيل المثال فكِّر في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الميادين المالية إنما يعود ذلك في كثير من الأحيان إلى أنهم يثيرون الكثير من المخاوف في حياتهم، التي تمنعهم بداية من استثمار أموالهم أو التحكم في استثمارها، فهم لا يسألون أنفسهم: ما هي الخطة التي نحتاجها لكي نحقق أهدافنا المالية؟ بل يسألون: ربما سنخسر؟ لم يعد هناك أمل! لا نستطيع العمل في هذا الوضع! وهذه الأسئلة هي من تقرر فشلهم. تحقق الأسئلة ثلاثة أمور مختلفة: 1- تبدل الأسئلة على الفور ما نركز عليه وبالتالي ما نحس به: فإذا ظللت تطرح أسئلة مثل: لماذا لا يحبني أحد؟ فإنك ستركز على المرجعيات وتبحث عنها لكي تدعم فكرة أنه لا بد أن يكون هناك سبب يدفعك إلى الشعور بالإحباط، وبأنه لا يوجد من يحبك، لكن إذا سألت: كيف يمكنني أن أغير وضعيتي بحيث أشعر بالسعادة وبأنني محبوب؟ حينها ستركز على الحلول حتماً حتى لو أجابك عقلك في البداية: ليس بوسعي ما أفعله، وإن ظللت على إصرارك فستحل في النهاية على الأجوبة التي تحتاجها وتستحقها. 2- الأسئلة تبدل ما نحذفه: إذا كنت تشعر بأنك حزين فعلاً، فإن هناك سبباً واحداً لذلك، وهو أنك تحذف كل الأسباب التي تمكنك من تحقيق شعور حسن، أما إن كنت تشعر شعوراً حسناً فهذا يعود لأنك تحذف كل الأشياء السيئة التي لم تكن تركز عليها. فإذا سألك أحدهم: هل تشعر مثلي بخيبة أمل من هذا المشروع؟ حتى لو لم تكن تشعر بخيبة الأمل فقد تشرع في التركيز على ما كنت تحذفه من قبل، وقد تبدأ بالإحساس بشعور سيئ أيضاً. وإن سألك عكس ذلك: ما هو الأمر الرائع في حياتك؟ وأخذت تركز على الجواب فقد تجد نفسك مستمتعاً بشعور ممتاز على الفور. 3- الأسئلة تبدل الموارد المتوفرة لنا: يقول أحد رجال الأعمال: لقد وصلت إلى مفترق طرق حرج في حياتي قبل سنوات عديدة، وذلك عندما اكتشفت أن أحد شركائي في العمل قد اختلس ربع مليون دولار، وقد أبلغني كل من استشرتهم من المقربين بأن الخيار الوحيد أمامي هو أن أعلن إفلاسي، غير أنني رفضت قبول الهزيمة وطرحت حينها سؤالاً ساعدني أن أبقى في قمة نجاحي: كيف يمكنني أن أحول شركتي تحويلاً تاماً عن مسار تعويض المبلغ الذي تم اختلاسه؟ ولولا ذلك السؤال ما سنحت لي الفرصة للنجاح والنهوض من جديد. أسئلة لحل المشكلات: 1 - ما هو الأمر المهم في هذه المشكلة؟ 2 - ما هو الأمر الذي لم يصل إلى مستوى درجة الكمال بعد؟ 3 - ما الذي أنا مستعد للقيام به لأحول المشكلة للسبيل الذي أريده؟ 4 - ما الذي أنا مستعد لعدم القيام به لكي تسير الأمور كما أريد؟ 5 - كيف يمكنني أن أستمتع بالعملية فيما أنا أقوم بما هو ضروري؛ لكي تسير الأمور على ما أريد لها أن تسير؟ بوجود قائمة الأسئلة الخمسة هذه أمام ناظريك باستمرار ستجد نمطاً يرشدك إلى كيفية التعامل مع المشكلات عبر الإجابة عن الأسئلة الخمسة، التي ستحوّل على الفور تركيزك وتوصلك إلى الموارد التي تحتاجها. ومن لا يستطيع أن يسأل.. لا يستطيع أن يعيش. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :