الأخبار الكاذبة تتحول إلى كابوس لمخترع الويب نفسه

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المخترع البريطاني تيم برنرز-لي يدعو إلى إرساء قواعد تنظيمية أكثر صرامة لمواجهة أساليب الدعاية السياسية غير الأخلاقية.العرب  [نُشر في 2017/03/14، العدد: 10571، ص(18)]تيم برنرز-لي: بعض النظم الإلكترونية تفضل استخدام معلومات مثيرة تفاجئ المستخدمين لندن - أبدى تيم برنرز-لي، مخترع الويب مخاوفه من تفشي الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، كاشفا النقاب عن خطة لمواجهة السطو على البيانات الإلكترونية ونشر الأخبار الكاذبة. ومع الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين لانطلاق الإنترنت، وجه برنرز-لي خطابا مفتوحا أظهر حجم مخاوفه بشأن كيفية استغلال الشبكة في الوقت الحالي، ولمواجهة هذه المخاوف وضع ملامح خطة خمسية لمكافحة السطو على البيانات الشخصية الذي يعتبر أنه يدمر “حرية التعبير عن الرأي”. وفق ما ذكرت بي بي سي. ودعا المخترع البريطاني إلى إرساء قواعد تنظيمية أكثر صرامة لمواجهة أساليب الدعاية السياسية “غير الأخلاقية”. وحث كل من ساعد على تطوير الإنترنت من خلال التدوين، أو التغريدات، أو إنشاء صفحات على الشبكة على أن يقدم حلولا عملية لخلق إنترنت يمنح “سلطات وفرصا متكافئة للجميع”. ويعتبر نشر الأخبار بهدف التضليل أو التسلية ليس جديدا، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح ترويجها يتم بشكل يصعب من خلاله تمييزها عن الأخبار الحقيقية. وتوجد المئات من المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة، بينها مواقع تقلد الصحافة الحقيقية وأخرى تديرها حكومات بهدف الدعاية، وبعضها تهدف إلى الدعابة لكن خيطا رفيعا يفصلها عن الأخبار الحقيقية ويصدقها الكثيرون. وأكد برنرز-لي، أن المستخدمين لا تتوافر أمامهم الفرصة لإخبار المواقع الإلكترونية بنوع البيانات التي لا يرغبون في الكشف عنها لأطراف أخرى، فمحتوى “الشروط والأحكام بمثابة صفقة شاملة” تقبلها أو لا تقبلها. وأشار إلى أنه يريد بدء العمل مع الشركات من أجل وضع مستوى عادل من التحكم في البيانات في أيدي المستخدمين. وأعرب عن مخاوفه حيال مراقبة الحكومات للإنترنت ومنع تصفح المستخدمين بحثا عن موضوعات للمشكلات الصحية الحساسة، والجنس، والدين. وشدد على أن مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لابد أن تواصل جهودها في مكافحة الأخبار الكاذبة، مستدركا أن الأجهزة المركزية التي تقرر ما هو صحيح وما ليس كذلك لابد أن تستبعد من هذه الجهود. وأشار إلى أن بعض النظم الإلكترونية تفضل استخدام معلومات مثيرة تفاجئ المستخدمين وتصدمهم، وذلك على حساب المصداقية، ما يؤدي إلى انتشار مثل هذه المعلومات أو الأخبار الكذابة “مثل النار في الهشيم”. ويرى تيم برنرز-لي أن للمستخدمين الحق في فهم كيفية ظهور صفحات الإنترنت على أجهزتهم وأن يقترحوا مجموعة من المبادئ التي تتبعها المواقع الإلكترونية. وحذر من تحول الدعاية السياسية على الإنترنت إلى نشاط اقتصادي “معقد”. وأشار إلى أن بعض الإعلانات السياسية الموجهة استخدمت بطريقة “غير أخلاقية” لإبعاد الناخبين عن استطلاعات الرأي وتوجيههم إلى الأخبار الكاذبة، مؤكدا أن الشركات بإمكانها جني أرباح من خلال الاعتماد على نظام تسجيل الدخول دون اللجوء إلى هذا النوع من الإعلانات. ورغم تسليطه الضوء على أبرز المشكلات التي تواجه مستخدمي الإنترنت، اعترف تيم برنرز-لي بأن الحلول “لن تكون سهلة”. وختم خطابه بالقول “لقد ساهمنا جميعا في بناء الإنترنت الذي لدينا الآن، والآن جاءت مهمتنا في بناء الويب الذي نريده للجميع”. يذكر أن علماء في جامعة كامبريدج بدأوا السعي لتطوير أدوات للوقاية من الأخبار الكاذبة، ويرى الباحثون أن تعريض القراء لجرعة مخففة من الأخبار الكاذبة يمكن أن يساعد المؤسسات على إلغاء الادعاءات الكاذبة.

مشاركة :