الموصل (العراق) - اشتبكت القوات العراقية مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من أجل السيطرة على جسر فوق نهر دجلة في الموصل الثلاثاء بعد الإعلان عن استعادة السيطرة على محطة قطار الموصل، فيما فر مدنيون من الأحياء المحررة في غرب الموصل وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة التنظيم المتشدد. وقال المدير العام شركة السكك الحديد في العراق سلام جبر سلوم أن "المحطة مهمة وتعرضت لكثير من الهجمات من الإرهاب قبل دخول داعش، لكونها تعد ممرا رئيسيا من الشمال إلى جنوب وتنقل بضائع من تركيا وسوريا إلى بغداد والبصرة" أقصى جنوب البلاد. وذكر المتحدث باسم شركة السكك الحديد عبد الستار محسن بان "محطة الموصل تم بنائها عام في ارب عينات القرن الماضي، ولها أهمية كبيرة من الناحية التجارية لكونها منطلقا إلى قطارات نقل بضائع إلى سوريا وتركيا وبالعكس". وتابع "لكنها توقفت بعد اقتحام تنظيم داعش للموصل". ولم يكن هناك رحلات لمسافرين انطلاقا من الموصل منذ اجتياح العراق عام 2003، لسوء الأوضاع الأمنية خلال الأعوام الماضية، وفقا للمسؤول ذاته. وتسبب هطول الأمطار الاثنين في إبطاء تقدم وحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية لكن القتال العنيف استؤنف الثلاثاء سعيا للسيطرة على الجسر الحديدي. وتوغلت القوات الحكومية في مناطق بغرب الموصل آخر معاقل الدولة الإسلامية في المدينة التي كانت العاصمة الفعلية لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم على أجزاء من العراق وسوريا. وقال مسؤول إعلامي في وحدات الرد السريع إن القوات أصبحت على بعد 100 متر من الجسر لكن نيران قناصة يتمركزون فوق مبان مرتفعة أبطأت تقدمهم. وتابع "استطاعت قواتنا أن تستأنف التقدم داخل مركز المدينة القديمة و ذلك بعد تحسن الجو ونجحت بالسيطرة على شارع الكورنيش والذي يمتد بمحاذاة النهر. انه ضروري لقواتنا لأنه يؤمن ضفة النهر ويمنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة". ومن المتوقع أن تستعيد القوات السيطرة على الجسر الحديدي والمنطقة المجاورة له بنهاية اليوم. وقال المسؤول الإعلامي "السيطرة على الجسر سوف تشدد الخناق أكثر حول مقاتلي داعش المتحصنين داخل المدينة القديمة". ويصل الجسر بين الحي القديم في الموصل والجانب الشرقي من المدينة والسيطرة على الجسر الحديدي ستعني أن القوات العراقية سيطرت على ثلاثة من الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تصل بين شرق الموصل وغربها. وتعرضت هذه الجسور لأضرار إما بسبب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة. وسيطرت القوات العراقية بالفعل على الجسرين الجنوبيين. ومنذ بدء الهجوم في أكتوبر تشرين الأول تمكنت القوات العراقية بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة من استعادة شرق الموصل ونحو 30 بالمئة من غرب المدينة من قبضة المتشددين الذين هم أقل عددا لكنهم يقاومون بشراسة دفاعا عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق.
مشاركة :